• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

رحيل رمضان

رحيل رمضان
الشيخ عبدالعزيز السلمان


تاريخ الإضافة: 10/4/2024 ميلادي - 2/10/1445 هجري

الزيارات: 1585

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رحيل رمضان

 

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير صلى الله عليه وسلم أولي الجد في العبادة والتشمير.

 

عباد الله، إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، فمن كان منكم أحسن فعليه بالتمام، ومن كان منكم فرَّط فيه، فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، وبادروا رحمكم الله أوقات شهركم الباقية، واستدركوا ما مضى منه بالحسرة والندم، واختموه بالتوبة النصوح، والرجوع إلى صالح العمل.

 

عباد الله، كم أناس صلوا في هذا الشهر صلاة التراويح، وأوقدوا في المساجد طلبًا للأجر المصابيح، ونسخوا بإحسانهم كل فعل قبيح، وقبل التمام سكنوا الضريح، ولم ينفعهم المال والآمال لما نقلوا، رحلوا عن الدنيا قدمًا قدمًا، ونقض ما بنوه هدمًا هدمًا، أدارت عليهم المنون رحاها وأحلَّت وجوههم في الثرى فمحاها.

 

وهذا حالك عن قريب، فتيقَّظ يا قليل الزاد، وحادي رحيله قد حدى تأهب للتلف، وتهيأ للردى، ذهب عنك شهر الصيام وودعك، وسارت فيه قوافل الصالحين، وجهلك منعك والتوبيخ متوفر، فما أرجعك ولا أزعجك، وأنت تؤمل منازل العاملين بأفعال الغافلين فما أطعمك.

 

يا من أصبح ساعيًا إلى ما يضره، ستعلم من يأتي غدًا حزينًا متندمًا، كم من صائم يفضحه الحساب والعرض، وكم من عاص في هذا الشهر تستغيث منه الأرض، فيا ليت شعري من المقبول منا، فنُهنِّيه على توفيق الله له بحسن عمله، ويا ليت شعري من المطرود، فنعزيه بسوء عمله.

 

فيا أيها المقبول، هنيئًا لك ثواب الله عز وجل ورضوانه ورحمته وغفرانه، وقبوله وإحسانه وعفوه وامتنانه.

 

ويا أيها المطرود بإصراره، وطغيانه وظلمه وغفلته وخسرانه، وتماديه في عصيانه، لقد عظمت مصيبتك وخسرت تجارتك، وطالت ندامتك، فيا لها من خسارة لا تشبهها خسارة، لله درُّ أقوام حرسوا بالتُّقى أوقاتهم، وتدرَّعوا دروع المراقبة في صبرهم، وجمعوا بين الصدق والإخلاص في ذكرهم، صبروا باليقين على ظمأ الهواجر، وبسطوا أقدامهم على بساط الدياجر، وعملوا ليوم فيه القلوب لدى الحناجر.

 

أقبلوا على خدمة ربهم إقبال عالم، وما سلكوا إلا الطريق السالم، تذكروا ذنوبهم القدائم، فجددوا التوبة بصدق العزائم، وعدوا التقصير من العظائم، وبدَّلوا المهج الكرائم، فإذا أجن الليل فساجد وقائم، ولا يخافون في الله لومة لائم، أين أنت وهم؟ فهل ترى الساهر كالنائم؟ كلا ولا المفطر كالصائم.

 

قال ابن القيم رحمه الله: من أراد الله به خيرًا فتح له باب الذل والانكسار، ودوام اللجوء إلى الله تعالى، والافتقار إليه، ورؤية عيوب نفسه وجهلها وعدوانها، ومشاهدة فضل ربه، وإحسانه ورحمته وجوده وبره وغناه وحمده، فالعارف: سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين، لا يمكنه أن يسير إلا بهما، فمتى فاته واحد منهما، فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه.

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من حديث بريدة رضي الله عنه: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»، فجمع في قوله صلى الله عليه وسلم: «أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي» بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل.


فمشاهدة المنة توجب المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان، ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت، وألا يرى نفسه إلا مفلسًا، وأقرب باب يدخل منه العبد على الله تعالى هو باب الإفلاس، فلا يرى لنفسه حالًا ولا مقامًا ولا سببًا يتعلق به ولا وسيلة منه يمن بها، بل يدخل على الله من باب الافتقار الصرف والإفلاس المحض دخولَ مَن كسر الفقر والمسكنة قلبه، حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه، فانصدع وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل وكمال فاقته، وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة فاقة تامة، وضرورةً إلى ربه تبارك وتعالى، وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك وخسر خسارة لا تُجبر، إلا أن يعود إلى الله تعالى ويتداركه برحمته؛ انتهى.

 

شعرًا:

يا رب عفوك عن ذي توبة وجل
كأنه من حذار النار مجنون
قد كان قدم أعمالًا مقارفةً
أيام ليس له عقل ولا دين

 

آخر...

دع البكاء على الأطلال والدار
واذكر لمن بان من خل ومن جار
وأذر الدموع نحيبًا وابكِ من أسف
على فراق ليال ذات أنوار
على ليال لشهر الصوم ما جعلت
إلا لتمحيص آثام وأوزار
يا لائمي في البكاء زدني به كلفًا
واسمع غريب أحاديثي وأخباري
ما كان أحسننا والشمل مجتمع
منا المصلي ومنا القانت القاري
وفي التراويح للراحات جامعة
فيها المصابيح تزهو مثل أزهاري
في ليله ليلة القدر التي شرفت
حقًّا على كل شهر ذات أسرار
تتنزل الروح والأملاك قاطبةً
بإذن رب غفور خالق باري
شهر به يعتق الله العصاة وقد
أشفوا على جرف من خطة النار
نرجو الإله محب العفو يعتقنا
ويحفظ الكل من شر وأكدار
ويشمل العفو والرضوان أجمعنا
بفضلك الجم لا تهتك لأستار
فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا
ما قد بقي فهو حق عنكم جاري


اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصُر الإسلام والمسلمين، واجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، واخذل الكفرة وأعوانهم والملحدين والمبتدعين، وأصلح من في صلاحه صلاح الإسلام والمسلمين، وأهلك من كان في هلاكه هلاك للإسلام والمسلمين، وولِّ على المسلمين خيارهم يا رب العالمين، ولُمَّ شعثهم واجمع شملهم، ووحِّد كلمتهم، وانصرهم على من خالفهم، واحفظ بلادنا من الفسقة والمجرمين، وأصلح أولادنا واشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا وارحم موتانا، وخُذ بأيدنا إلى كل خير، واعصمنا من كل شر، واحفظنا من كل ضر، واغفر اللهم للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات؛ إنك قريب مجيب.

 

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، ولا تسلِّط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تسلب نعمتك عنا، وكن معنا حيثما كنا، يا حي يا قيوم، اللهم صل على محمد وآله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة