• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

الغنيمة في عشر رمضان الأخيرة (خطبة)

الغنيمة في عشر رمضان الأخيرة (خطبة)
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر


تاريخ الإضافة: 27/3/2024 ميلادي - 18/9/1445 هجري

الزيارات: 20486

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغَنِيمَةُ فِي عَشْرِ رَمَضَانَ الأخِيْرَةِ[1]

 

الْحَمْدَ لِلَّهِ، شَرحَ صُدورَ أهلِ الإيمانِ للحقِ والهُدَى، مَنْ يهدِ اللهُ فهو المُهتَدِ، وَمَنْ يُضلِلْ فلنْ تجِدَ لَهُ وَليًّا مُرشِدًا، أحْمدُهُ - سُبْحَانَهُ - على نِعمٍ لا نُحْصِي لَهَا عَدَدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ لم يزَلْ واحِدًا أحْدًا صَمَدًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ المُصطفى وَرَسُولُهُ المُجتبى، صَلَّى اللهُ وَسلَّم وَبارَك عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أنوارُ الدُّجَى ومصابيحُ الهُدى، والتابعينَ ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا سَرْمَدًا أبَدًا.


أمَّا بَعدُ:

فَاتَّقوا اللَّهَ - مَعَاشِرَ الصَائِمينَ-، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. واعتبروا مِنْ مُرورِ الأيامِ؛ فَها هُوَ رَمَضَانُ، يَتهيأ للرحيلِ، تصرمتْ أيامُهُ، وانقضتْ ليَالِيهِ؛ كأنَّهَا أضْغَاثُ أحْلامٍ، أوْ طيفُ خَيَالٍ، مضى أولُهُ وأوسَطُهُ، وَهَا نَحنُ عَلى مشارِفِ آخِرِهِ، وآخِرُهُ هوَ خَيرُهُ وأفْضَلُهُ.


العَشْرُ الآواخِرُ مَوسِمُ المواسِم، وكنزُ الفضائلِ، وموئِل الغنائمِ، التي يهبها اللهُ لعبادِهِ، بمغفرةِ الذنوبِ، وسترِ العيوبِ، والسَعَةِ في الرِزقِ، والبرَكةِ في الدنيا والآخرة.


العَشْرُ المُبارَكة، نَفَحَاتٌ تُلامِسُ النفوسَ الزكيَّة، ودعواتٌ تصْعَد، ورَحمَاتٌ تنزِلُ، وجِنانٌ تتهيَّأُ للصالِحينَ والعابدينَ.


في العَشْرِ الآواخِرِ سِباقٌ إلى رِضوانِ اللهِ، ومُسَارَعَةٌ في ميادينِ الطاعةِ، ومَنْ سَبَقَ في الدنيا إلى الخيراتِ فهوَ السَابِقُ في الآخرةِ إلى الجنَّاتِ، قَالَ تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ [الواقعة: 10، 11].


اغتنامُ العَشْرِ؛ هوَ الهديُ النبويُ حيثُ الفضلُ وعظيمُ الأجرِ؛ قَالَتْ عائِشَةُ رَضِيَ اللَّه عنْهَا: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَجْتَهِدُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مَالا يَجْتَهدُ فِي غَيْرِهِا» رَوَاهُ مُسلمٌ، وَ «كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ»؛ مُتَفقٌ عَلَيهِ، وَ «كَانَ إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ»؛ مُتَفقٌ عَلَيهِ.


هَكَذَا كَانَ نبيكُم -صلى الله عليه وسلم-؛ فمع مسؤوليَّاته العظيمة، لَهُ فِي ليالي العَشْرِ شأنٌ آخرُ، فهوَ في قيامٍ وقعُود، وصلاةٍ وسُجودٍ، وذِكرٍ وتسبيحٍ، يَفْعَلُ هَذا وَقدْ غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ!


بل إنَّهُ يُوقِظُ أهْلُهُ؛ ليغتنمِوا هذِهِ العشرَ المُبَارَكةَ بالقيامِ والدُعَاءِ، وهَكَذَا المسلمُ يتعاهدُ أسرَتَهُ بالتذكيرِ بالخِيْرِ؛ كما قَالَ تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].


العشرُ الأواخرِ؛ تُلتمَسُ وتُتحَرَّى فيهَا لَيْلَةُ القَدْرِ؛ كمَا قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «تحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضانَ»، وقال: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ»، مُتَفَقٌ عَليِهِمَا.


الليلةُ المُبَاركةُ التي عَظَّمَ القرآنُ قدْرَهَا وشَرَفَهَا ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]، فالعبادةُ فيهَا أفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ عبادة ألفِ شَهرٍ، ليس فيها ليلةُ القَدرِ، وألفُ شَهرٍ تَعدِلُ: ثلاثًا وثمانينَ سَنَةً وأربعةَ أشهُرٍ.

 

هيَ ليلةُ المَغْفِرَةِ؛ كمَا قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَامَ ليلةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» مُتفقٌ عَليِهِ.

 

والوقتُ في العشرِ ثَمينٌ، والسَاعَاتُ نَفِيسَةٌ، واللحظَاتُ غَاليةٌ؛ فرُبَّ نفحَةٍ تنْزِلُ، ورُبَّ دعوةٍ تُستجابُ تغْمِسُ العبدَ في نعيمِ الجنَّةِ، وتكتبُ لَهُ سَعَادَةَ الدَارينِ.

 

وإنَّ مِنَ الحِرمانِ والغفلَةِ أنْ يَنْصرِفَ البعضُ عَنْ أعظمِ مواسِمِ العبادةِ باللهوِ، والصَفَقِ فِي الأسواقِ، وهَذَا مِنْ تسويلِ الشيطانِ وإغْوائِهِ!

 

فَاتقُوا اللهَ -عبادَ اللهِ- فالكيسُ مَنْ اجتهدَ فِي هذهِ العشرِ؛ عسَى أنْ يظفرَ بالقبولِ والمغفرةِ، وحُسْنِ العَاقِبَةِ.


الَّلهُمَّ املأ نفوسَنَا ثقةً بكَ، ومحبةً لكَ، وطُمَأْنينةً بذكْرِكَ، وأعْنَّا على ذكِرِكَ وشُكْرِكَ وَحُسْنِ عبادَتِك يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 

أقوُلُ قَوْلِي هَذَا، واسْتَغْفِرُ اللهَ لي ولكُم ولسائرِ المُسلمينَ من كُلِ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِرُوهُ، إنهُ هوَ الغفورُ الرحيم.


الخُطبةُ الثَّانية

الحمْدُ للَّهِوكَفَى، وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الذينَ اصْطَفى، وَبَعدُ؛ فاتقوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ - حَقَّ التقوى، واغتنموا هذهِ العشرَ الفَاضِلةَ، فلا زالتْ الفرصُ قَائِمةً، والأبوابُ مشرَعةً، ليستدْرِكَ المُتخَلِفُ، ويلتحقَ المحرومُ، ويستيقظَ الغافلُ، فجِدوا في طاعةِ ربكم؛ فإنَّ العُمُرَ قَصْيرٌ، والسَفرَ طويل ٌ، والزادَ قليلٌ، وأحسنوا، فإنَّمَا يتقبلُ اللهُ مِنَ المُتقينَ.

 

ألا وصلُّوا – عبادَ الله – على رَسُولِ الهُدى؛ فقد أمرَكُم اللهُ بذلكَ في كتابهِ، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


الَّلهُمَّ صلِّ عَلى محمدٍ وأزواجِهِ وذريَّته، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مجيدٌ، الَّلهُمَّ بارِك على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كمَا باركتَ عَلى إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ الَّلهُمَّ عَنِ الخلفاءِ الراشِدينَ: أبي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وعَنْ بقيةِ العَشَرةِ وأصْحَابِ الشَجرَةِ، وعَنْ سَائِرِ الصَّحبِ الكِرام، وَعنَّا معهُم بعفوِكَ وكرمِكَ وإحسَانِكَ يَا أرحَمَ الرَاحِمينَ.

 

الَّلهُمَّ أعِزَّ الإسْلامَ والمُسلمينَ، واجْعلْ هَذَا البلدَ آمنًا مُطمَئنًّا وسَائرَ بِلادِ المُسْلِمينَ.


الَّلهُمَّ وفِّقْ خَادِمَ الحَرَمينِ الشريفينِ، وَولِيَ عَهدِهِ لمَا تُحبُ وترْضَى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرامِ.



[1] خطبة الجمعة 19/9/1445هـ للشيخ محمد السبر https://t.me/alsaberm





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة