• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

مقاصد الصيام (1) الإخلاص والتقوى (خطبة)

مقاصد الصيام (1) الإخلاص والتقوى (خطبة)
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت


تاريخ الإضافة: 21/3/2024 ميلادي - 12/9/1445 هجري

الزيارات: 21875

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقاصد الصيام (1)

(الإخلاص - التقوى)

 

عناصر الخطبة:

1- مقصد: الإخلاص.

2- مقصد: التقوى.


الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ‌حَقَّ ‌تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ‌نَفْسٍ ‌وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا ‌قَوْلًا ‌سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71]، أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذني الله وإياكم من النار.

 

عباد الله، الله عز وجل شرع الشرائع لمصلحة العباد، وبين الحكمة من التشريع في الكثير من العبادات، ومن تلكم العبادات التي تزخر بالكثير من الفوائد والمقاصد الجليلة في تشريعها؛ عبادة الصيام، ففرض الله صيام شهر رمضان، وهناك صيام مستحب ومندوب في غير رمضان؛ كالإكثار من الصوم في شعبان، وصوم الاثنين والخميس، وصوم يوم عرفة وعاشوراء، وصوم ستة أيام من شوال، وصيام الأيام البيض؛ وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، وغيرها، ومعرفة المقاصد والحكم والفوائد فيه طمأنينة للقلب، وتشجيع على الإقبال على العبادة بوعي وإخلاص، وداعٍ للاستمرار فيها، فما هي بعض مقاصد الصيام؟ أكتفي لكم في هذه الخطبة بمقصدين اثنين:

عباد الله، من مقاصد الصيام:

مقصد الإخلاص: الإخلاص أساس قبول الأعمال، ومن حرم الإخلاص حرم القبول، فأنت اسأل نفسك: أصوم لمن؟ أصلي لمن؟ أتصدَّق لمن؟ أقرأ القرآن لمن؟ الجواب: لله، هذا هو الإخلاص، فإذا كنت تصوم حبًّا في مدح الناس، أو لأنك في حاجة إلى حمية غذائية لمعالجة بعض الأمراض، أو تصوم فقط لأنك تساير الناس في الصوم، وحتى لا يعيروك بالفطر في رمضان، فأنت بعيد عن الإخلاص، قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ‌حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]، واعلموا أن الله لا يقبل عملًا أشركت فيه معه غيره، في الحديث القدسي، قال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه"[1]، وقال: ((يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها))[2]؛ والمعنى: يترك (شهوته)؛ أي؛ شهوة الجماع وغيرها، (الصيام لي)؛ أي: عمل خالص من أجلي، ليس فيه رياء، (أجزي به)؛ أي: جزاء غير محدود يتناسب مع كرم الله سبحانه وفضله، وهكذا كان دأب الصالحين قبلنا؛ فهذا داود بن أبي هند كان يصوم، وكان خياطًا يذهب إلى عمله، ويحمل غذاءه معه، فيتصدَّق به في الطريق، قال ابن الجوزي: "يظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق"[3]. وهذا الحسن البصري يعاتب نفسه ويقول: "تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين، وتفعلين فعل الفاسقين المرائين، والله ما هذه بصفات المخلصين". وهذا سليمان الداراني يقول: "إذا أخلص العبد؛ انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء"[4]. ويقول الفضيل بن عياض: "ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما"[5]، قال ابن القيم: "العمل بغير إخلاص ولا اقتداء، كالمسافر يملأ جرابه رملًا يثقله، ولا ينفعه"[6]. فاللهم اجعلنا من عبادك المخلصين، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن اقتفى.

 

عباد الله، من مقاصد الصيام:

مقصد التقوى: التقوى هي الغاية العظمى لفرضية الصوم، في قوله تعالى: ﴿ ‌لَعَلَّكُمْ ‌تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، والتقوى هي طاعة الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فأمرنا بالصيام بقوله: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]، فينبغي أن نصوم، وندرب أبناءنا على الصيام، فكل شيء إذا خفته هربت منه، إلا الله؛ إذا خفته وخشيته هربت إليه لتجد الأمن والأمان والرحمة والغفران، سيدنا عمر رضي الله عنه سأل أُبَيَّ بن كعب عن التقوى، فقرب له معناها بتشبيه عجيب، ماذا قال له؟ قال له: أما سلكت طريقًا ذا شوك؟ قال: بلى، قال: فما عملت؟ قال: شمرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى[7].

 

وحياتنا- إخواني - مليئة بالأشواك والابتلاءات، وأقدار الله المؤلمة، فقد تبتلى في نفسك ومالك وأهلك وأولادك، وقد تبتلى بالناس، وتقوى الله بعبادته وطاعته ومنها الصيام خيرُ معينٍ لي ولك. فكيف نحقق التقوى في صيامنا؟

 

يجب ألا نفقه من الصوم، الصوم عن الطعام والشراب والشهوات خاصة؛ يعني: الصوم الفقهي، بل لا بد أن نترقى في صومنا إلى صيام الجوارح عما حرم الله، قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس الصيام من الأكل والشرب؛ إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابَّك أحد أو جهل عليك فلتقل: إني صائم، إني صائم))[8]، فلا صيام يحقق الأجر الوفير والمقاصد المبتغاة لمن:

• يصوم في بيت اغتصبه، أو حرم صاحب الميراث منه.

 

• ولا صيام لمن يفطر أو يفطر الصائمين بمال مسروق، أو مال اكتسبه من الربا، أو مال استفاده من الغش والتطفيف في الكيل والوزن، أو من رشوة قبضها.

 

• ولا صيام لمن صام بطنه، ولم يصم لسانه عن الكذب، ونقل الغيبة والنميمة والسخرية وشهادة الزور والسب والشتم والكلام الفاحش، ولم تصم عيناه عن النظر إلى ما حرم الله، ولم تصم أذناه عن سماع المنكرات والغيبة، ولم تصم رجلاه عن الذهاب إلى أماكن الفجور، ولم تصم يداه عن الاعتداء على الآمنين، وعن قبض ما لا يحل لها من تدخين وخمر ورشوة، وما إلى ذلك.

 

• ولا صيام لمن يحتكر القوت والطعام والسلع في رمضان وغير رمضان، وهو مستبشر بارتفاع الأسعار والأرباح، ويرقص على آلام المستضعفين.

 

• ولا صيام لمن تخرج كأنها عروس زينت لزوجها، فتؤذي المؤمنين في طرقاتهم وشوارعهم، ولم تساعدهم على تقوى ربهم، والتقرب إليه بأنواع الطاعات.

 

ولا صيام لمن يؤذي أرحامه وأقاربه وجيرانه وخدمه وحارس العمارة، ولم يكف أذاه عنهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

• ولا صيام لمن له حقوق ومظالم للناس، فلم يعط الأجير حقه، وماطل صاحب الدين وهو قادر على سداده، ولم يعط أخته حقها من ميراث أبيها، أو عنده مال مسروق أو مغتصب، ولم يرده إلى أصحابه.

 

• ولا صيام لمن نهاره صيام، وليله فجور ومعاصٍ، واللائحة طويلة إخواني.

 

فهؤلاء جميعًا وإن حققوا الصوم الفقهي، فإنهم لم يحققوا الصوم الروحي، فاحرصوا - رعاكم الله - على تحقيق التقوى في صومكم تفوزوا برضوان ربكم. فاللهم اجعلنا من عبادك المتقين ومن المنتفعين بصومهم، آمين. (تتمة الدعاء).



[1] رواه مسلم، برقم: 2985.

[2] رواه البخاري، برقم: 1894.

[3] المدهش، ابن الجوزي: 420.

[4] مدارج السالكين، ابن القيم: 2/ 92.

[5] نفسه: 2/ 92.

[6] الفوائد، ابن القيم: 1/ 49.

[7] تفسير ابن كثير: 1/ 164.

[8] رواه ابن خزيمة في صحيحه، برقم: 1996.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة