• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

بشائر للمحسنين (خطبة)

بشائر للمحسنين (خطبة)
د. عبدالعزيز حمود التويجري


تاريخ الإضافة: 1/5/2022 ميلادي - 30/9/1443 هجري

الزيارات: 15937

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بشائر للمحسنين


الخطبة الأولى

الحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحاتُ، وبفضله وكرمه تَزداد الحسناتُ وتُغفر الزلاتُ، أحمَده - سبحانه - على ما أَولى وهدى، وأشكُره على ما وهَب وأعطى، لا إله إلا هو العلي الأعلى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى ذو الخلق الأسمى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أُولي النهى والتقى والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فاتقوا الله ربكم واشكروا له: ﴿ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5].

 

فأوصيكم أيُّها الصائمون ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتَّقوا الله، واجعَلوا مراقبتَكم لمن لا تَغيبون عن ناظرِه، واصرِفوا شكرَكم لمن لا تنقطِع عنكم نعمُه، واعمَلوا بطاعةِ من لا تَستغنون عنه، وليكُن خضوعُكم لمن لا تخرجُون عن مُلكِه وسلطانه، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 235].

 

ما أروعَ القلوب إذا تعلَّقت بخالقها، ما أجملَ الأجساد إذا انتصَبت لبارئها، ما أحلى العيون إذا مُتِّعت بكلام ربِّها! ما أعذب اللسان إذا كان يسبِّح بجلال الله وعظمته!

 

رمضان عايَشنا خشية المتهجدين وأسمعنا أنات الخائفين، رمضان أعاد لنا الأملَ والثقة، وأننا أمةُ خيرٍ وإحسان، أمة تسبيح وقرآن، أمة بيوتها المساجد، وأنسها خدمة المسلمين، رمضان علَّمنا أننا أقوياءُ أمام الشهوات والمغريات، لا جبناء نذِل ونتَّبع نَعيقَ التافهين من شياطين الإنس والجن، رمضان أعطى درسًا لكل منافق وناعقٍ ممن يريدون أن يذهب حياءُ النساء، وتموت غيرةُ الرجال، وتُمَيَّع رجولة الشباب، إن رجالها ونساءها موقنون بموعود الله عز وجل لهم.

 

تلمَس بيوتَ الله هذه الليالي، فتراها تكتظُّ بالرجال والنساء شُيبًا وشبابًا، تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا الله ورضوانًا، يقطعون الليل تسبيحًا وقرآنًا، تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربَّهم خوفًا وطمعًا، مشاهد تُثلج الصدر وتبعث الأمل وتغيظ العِدا، عما يبحث هؤلاء؟ وماذا تبتغي هذه الجموع المزدحمة على عتبات الجامع إلا محبة لله وسماع كلام الله، والشوق إلى جنة الفردوس؟ فمن قال: هلَك الناس فهو أهلكهم، بل فيهم عُبَّاد أتقياء ومحسنون منفقون، وأشداءُ في خدمة المسلمين، ورجال أخيار أغيار ينهون عن السوء، والله لا يُضيع أجر من أحسن عملًا، أترون أن الكريم الرحيم يُذهب دموعَ الخاشعين سدًى، أو تظنون باللطيف الخبير يُخيب أمل المحسنين، أو يُضيع تعبَ العابدين، إن ربنا لغفور شكور؛ فأحسِنوا الظنَّ بربكم، فقد قال ربنا تبارك وتعالى: (أنا عند ظن عبدي بي، فليَظنَّ عبدي ما شاء)، نظن بربنا خيرًا، ورحمتُه وسِعت كلَّ شيء، ومن ضاقت عنه رحمة الله فقد خسِر خسرانًا مبينًا.

 

أبواب الخير كثيرة وسبل الإحسان متعدية، نفقة ودعاء، إحسان وصلة أرحام، أمر بمعروف ونهي عن منكر، صلاة وقراءة قرآن، بِر وذكر، دعوة وتعليم، فالتَمِس حاجتك في وجوه الخير وأعمال البر، وضَع بصمتك في هذه الحياة، فلا تدري ما العمل الذي ينجيك، والباب الذي تدخل منه الجنة.

 

نفعنِي الله وإيَّاكم بالقرآن العظيم وبهديِ محمد صلى الله عليه وسلم، وأقول قولي هذا، وأستغفِر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ وخطيئة، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وسَمِعَ الله لمن دعا، وصلى الله وسلم على الرسول المجتبى وعلى آله وصحبه ومن اقتَفى، وسلَّم تسليمًا كثيرًا؛ أمَّا بعد:

فيا أيها المؤمنون بالله واليوم الآخر، سَلوا الله الثبات ودوام الاستقامة، وابتعدوا عن متشابه القول والفعل، ومَن يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه؛ قال ربُّنا: ﴿ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا ﴾ [النحل: 94]، ولم يقُل بعد تذبذبها وتخليطها.

 

الحياة فتنٌ والثبات عزيز، الثبات لا يكون بكثرة الاستماع للمواعظ، إنما يكون بفعل المواعظ: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 66، 67].

 

وفي خِتام الشهر وعند إكمال العدة، شَرع الله لعبادِه عباداتٍ يتقربون بها، ليوفِّيهم أجورهم ويزيدَهم من فضله. ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ يشرع التكبير من غروب شمس ليلة العيد إلى الصلاة العيد، ومن ذلك زكاة الفطر، وهي صدقة واجبة عن الكبير والصغير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من أقطٍ، أو صاعًا من زبيب، يخرجها الرجل عن نفسه وعمن تلزمه نفقتُهم، تُدفع للفقراء والمساكين خاصة، وليست لسائر أصناف أهل الزكاة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (طُهرةٌ للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين)، وأفضل وقتها أن تؤدى قبل خروج الناس لصلاة العيد، ويجوز أن تؤدَّى قبل العيد بيومٍ أو يومين، ولا يَجوز تأخيرها عن صلاة العيد، ويجوز أن تعطى زكاة الواحد لعددٍ من الفقراء، كما يجوز أن تعطى زكاة الجماعة لفقير واحدٍ.

 

ويُشْرَعُ للمسلمين أَن يَخرجوا لصلاة العيد، رجالًا ونساءً، قالت أُمُّ عَطِيةَ رضي الله عنها: أَمَرَنا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ)؛ متفق عليه.

 

كما يُسَنُّ للمسلمِ أَنْ يَأَكُلَ تَمراتٍ قَبْلَ أَنْ يخرجَ إلى صَلاةِ العِيْدِ، قال أَنسٌ رضي الله عنه: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ)؛ رواه البخاري.

 

والواجب على المرأةِ ألا تخرج متبرجةً ولا متعطرةً ولا متزينةً بزينة يراها الرجال، وعلى وليِّها أن يفقهها في ذلك.

 

ثم صلُّوا وسلِّموا على نبيكم محمد صاحب الحوض والشفاعة، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة