• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / ليلة القدر


علامة باركود

سلام هي حتى مطلع الفجر

سلام هي حتى مطلع الفجر
خميس النقيب


تاريخ الإضافة: 26/4/2022 ميلادي - 25/9/1443 هجري

الزيارات: 5993

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلام هي حتى مطلع الفجر

 

فضَّل الله الأماكن بعضها على بعض، فكان المسجدُ الحرام خيرَ بقعةٍ على وجه الأرض: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96].

 

وفضَّل الشهور بعضها على بعض، فكان شهرُ رمضان أفضلَ الشهور: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وفضَّل الأيام بعضها على بعض، فكان يوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس: ﴿ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾ [الجمعة: 9]، وفضل الليالي بعضها على بعض، فكانت ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]، وفضل الساعات بعضها على بعض، فكانت ساعات السحر من أفضل الساعات، ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 17].

 

وما أجمل ساعات السحر في ليلة القدر، فلا تفقد قدرَها، ولا يفوتك أجرُها، ولا يُخطئك طيفها، ولا تغب عن ظلها، لتكن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، إنها تعدل أكثر من ثلاثة وثمانين عامًا، فتضيف لك عمرًا فوق عمرك، وأجرًا فوق أجرك، وقدرًا فوق قدرك، كيف؟ ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5].

 

نهارها صيام، وليلها قيام، وكلها حتى مطلع الفجر سلام، فلا شحناء، ولا بغضاء، لا قذى ولا أذى، لا غبن ولا جبن، من يجتهد يجد، ومن يهمل يفشَل، ومن يفرِّط يُحرم، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "إنَّ هذا الشهرَ قدْ حَضَركُم، وفيهِ ليلَةٌ خيرٌ مِن ألفِ شهْرٍ، مَن حُرِمَهَا فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ، ولا يُحْرَمُ خيرَها إلا مَحْرُومٌ"؛ رواه ابنُ ماجه وحسَّنه المنذري.

 

والسلام يكون مع النفس بحفظها وصيانتها من كلِّ ما يؤذيها ويؤدي بها إلى الهلاك، وذلك من خلال إلزامها منهج الله تبارك وتعالى، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالمسلم لا يؤذي نفسه ولا يؤدِّي بها إلى المخاطر.

 

والسلام مع الكون يكون بعدم التعدي على جميع من في الكون إنسًا كانوا أو جنًّا أو طيرًا أو حيوانًا أو غيره.

 

لقد سارتْ قوافل الصالحين تقف عندَ العشر وقفة جدٍّ واجتهاد، وعبادة وجهاد، تمتص من رحيقها وتنهل من مَعينها، وتقطف من عبيرها، وترتوي من فيض عطاءاتها، وتعمل فيها ما لا تعمل في غيرها، حتى صنَعت هذه العشر رجالًا عمالقة وأبطالًا صابرون، تربَّوْا على الطاعة والإيمانِ، ونَهَلوا من عطاء الرحمن، وترعرَعوا على الصيام والقرآن.

 

يروى أن امرأة حبيب أبي محمد كانت تقول له بالليل: قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت أمامنا، ونحن قد بقينا.

 

إن تعظيم هذه الأيام عبادة وريادة، تقوى وسعادة: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

 

يقول أبو عثمان النهدِي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأول من محرم، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، ومن شدةِ تعظيمهم لهذه الأيام كانوا يتطيبون لها ويتزينون، قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالِ العشرِ الأواخر، وكان النخعي يغتسل كل ليلة!

 

ليلة القدر تتنزل الملائكة فيها يتقدمهم جبريل عليه السلام، يسبحون ربَّ العالمين، ويستغفرون للمؤمنين، ويرفعون دعاءهم ورغباتهم إلى الله وهو بها أعلم: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الشورى: 5].

 

وقيام ليلة القدر إنما يكون بالتهجُّد والصلاة والدعاء، بطلب العفو والصفو والصفح: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"؛ صحيح مسلم.

 

وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن تدعوَ فيها، وتسأل الله العفوَ كشأن المقصِّرين، "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا"، والله سبحانه هو العَفُوُّ الكريم، وجميع الذنوب صغيرة في جنب عفو الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].


إنها تُلتمس في الوتر من العشر الأواخر؛ كما جاء في الحديث: تحرُّوا ليلة القدر، في الوِتْر من العَشْر الأواخر من رمضان.

 

فحريٌّ بمَنِ التمسها وأدركها أن يطيب ولا يخيب، أن يفرح ولا يحزن، أن يسعد ولا يشقى، وأن يظفر بمرغوبه ومطلوبه ومُناه، وذلك فضل الله يؤتيه مَنْ يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

 

عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله ينظر ليلة القدر إلى المؤمنين من أمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ويعفو عنهم ويرحمهم، إلا أربعة: مدمنَ خمرٍ، وعاقًّا، ومشاحِنًا، وقاطعَ رَحِمٍ.

 

إنها أمراض لا تُشفى إلا بتركها تمامًا، والعودة إلى رحاب الله، ثم طلب العفو والصفح، ثم بعد ذلك يملأ صحيفته بالحسنات والطيبات.

 

فالحذر الحذر مِن سَخَطِ الله، الحذر من عوائق العفو والرضوان، الحذر من العذاب والنيران، والتوجه نحو الفوز بالمغفرة والنجاة من عذاب الله والعتق من النيران.

 

كم نرى ونسمع من يشتكي قلة البركة في الأعمار، وكم من تمر عليه الأعوام كأنها أيام، وهذا ما أخبرنا به سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ، والسعفة هي الْخُوصَةُ.

 

وقد اختلف العلماء في معنى تقارب الزمان على أقوال كثيرة، وأقوى هذه الأقوال:

قال النووي: الْمُرَاد بِقِصَرِهِ عَدَم الْبَرَكَة فِيهِ، وَأَنَّ الْيَوْم مَثَلا يَصِير الانْتِفَاع بِهِ بِقَدْرِ الانْتِفَاع بِالسَّاعَةِ الْوَاحِدَة.

وقال الحافظ: وَالْحَقُّ أَنَّ الْمُرَاد نَزْع الْبَرَكَة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى مِنِ الزَّمَان، وَذَلِكَ مِنْ عَلامَات قُرْب السَّاعَة.


يقول ابن مسعود رحمه الله تعالى: "إذا رأيتَ العبدَ تزداد دنياه وتنقُص آخرته وهو بذلك راضٍ، فذلك المغبونُ الذي يُلعَب بوجهه وهو لا يشعر".


لكن يجب أن يعمل العبد لمعاده كما يعمل لمعاشه، ولغده كما يعمل ليومه ولآخرته كما يعمل لدنياه؛ يقول محمد بن واسع: "إذا رأيتَ في الجنة رجلًا يبكي، ألستَ تعجَب من بكائه؟ قيل: بلى، قال: "فالذي يضحَك في الدنيا ولا يدري إلى ماذا يصير هو أعجبُ منه".

 

ومع مرور الأيام كم في الأمة من المآسي والآلام!

كم من فقير هام على وجهه من الجوع والعطش!

كم من مدمن سِكِّير لا يدري لماذا هو أتى ولا يعرف إلى أين هو ذاهب!

كم من ذليل يعبد دنياه وينسى آخرته: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُو ﴾ [آل عمران: 185].

كم من متعوس يتلمس الحياة في الفلوس، عبد الدرهم والدينار، "تعس عبد الدرهم والدينار".

كم من متكبر متجبر في الأرض تغره الحياة ناسيًا قوة وعظمة وجبروت الله.

كم من مفسد في الأرض يسطو على حقوق الناس ويهدر حقوق الله: ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205].

 

كل هؤلاء لا يعرفون قيمة الشهر، لا يتعرضون لنفحات رمضان، ولا يؤثر فيهم القرآن، ولا ينظر اليهم الرحمن، ولا تقدرهم ليلة القدر إلا ما رحِم ربي وعصَم، إنهم عباد الشيطان، يأتمرون بأمره ويسلكون مسلكه ويحقِّقون رغبته!

 

أما عباد الرحمن، فيتحلون بالأمن والأمان، ويَحيون بالإسلام والسلام، لا يردون السيئة بالسيئة، ولا الصفعة بالصفعة، ولا اللطمة باللطمة، لا يكيلون بمكيالين، ولا يعيشون بوجهين، إنما ديدنهم العفو، وشيمهم الصفح، في ليلة القدر وسائر الأيام، يعيشون السلام ويحبون السلام، سلامهم من سلام ليلة القدر، وقدرهم من قدر ليلة القدر: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].


المؤمن إذا جاءت العشر الأواخر أيقظ الأهل وشد المئزر، وأحيا الليل، اقتداءً بنبيه، وحبًّا لدينه، وقربًا لربه، المؤمنون حقًّا دخلوا في العشر الأواخر، تجدهم يقدِّمون القربات، ويتعرضون للنفحات، ولا يقصرون في الطاعات، ويتجهون لرب الأرض والسماوات، يرجون رحمته ويخافون عذابه، يفرحون بقدوم الشهر يتحرون ليلة القدر ويقبضون جوائزهم يوم الفطر.

 

اللهم بلِّغنا ليلة القدر وفرِّحنا بيوم الفطر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة