• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

العشر الأواخر فرح الأفراح وزاد الأرواح

العشر الأواخر فرح الأفراح وزاد الأرواح
خميس النقيب


تاريخ الإضافة: 25/4/2022 ميلادي - 24/9/1443 هجري

الزيارات: 4465

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العشر الأواخر

فرح الأفراح وزاد الأرواح


في العشر الأواخر يزداد الرزقُ ويتدفق، ويطمئن القلب، ويترقرق وينشط الذهن، ويتألق وتصفو الروح وتحلِّق.

 

تحلق الروح في أجواء الإيمان مع القرآن، تحلِّق الروح مع الصيام والقيام وإسداء الخير لكل الأنام.

 

تحلق الروح مع العطاء والسخاء، مع النقاء والصفاء والتوجه لرب السماء.

 

تحلق الروح مع فرح الأفراح؛ حيث ليلة القدر وعِظم الأجر: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4].

 

فرح الأفراح عندما نلتقي على الطاعة، ونتحلى بالقناعة، ونحصل على الشفاعة، ونجتهد في العبادة والتهجد لله ترقبًا للحشر الأعظم واقتراب الساعة.

 

فرح الأفراح عندما تدخل العشر الأواخر، فيقترب البعيد، ويتجلى كلُّ جديد، نجتمع قبل العيد، نتصالح ونتسامح ونتصافح، ونجلس على نفس المائدة نأكل في وقت واحدٍ، ونُمسك كذلك في وقت واحد، وننتظر الجائزة الكبرى يوم الفطر.

 

فرح الأفراح أن نصوم إيمانًا واحتسابًا، ونقوم إيمانًا واحتسابًا، ونقرأ القرآن إيمانًا واحتسابًا.

 

فرح الأفراح عندما نستمتع بصلة الأرحام وإفشاء السلام وبر الأيتام.

 

فرح الأفراح عندما نتحلى بالأخلاق والمراسي، ونتطهر من الذنوب والمعاصي، ونتخلى عن الآثام والمآسي: "ورمضان إلى رمضان كفارةٌ لما بينهما"، "رغم أنف امرئ أدرك رمضان ولم يغفر له".

 

فرح الأفراح عندما نتعرض لنفحات الله، فتصيبنا نفحة منها، فلا نشقى بعدها أبدَ الدهر.

 

فرح الأفراح عندما تنقطع لله في بيته امتثالًا لسنة رسوله: "أيقَظ أهلَه وأحيا ليله وشدَّ مئزره"، هكذا كان صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر.

 

فرح الأفراح عندما يشملنا عفوُ الله في ليلة العفو؛ حيث الدعاء المأثور: "اللهم إنك عفو تحبُّ العفو فاعفُ عنا".

 

فرح الأفراح عندما تُعتق رقابنا من النار بعفو الله وكرمه ورحمته...

 

فرح الأفراح بالقرآن: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

 

فرح الأفراح بالصيام: " للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه"؛ سنن ابن ماجه.

 

فرح الأفراح بالقيام: "عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمُرهم بعزيمة، ثم يقول: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"؛ سنن أبي داود.

 

فرح الأفراح بالشفاعة: "عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي رب، إني منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفِّعني فيه، فيشفعان"؛ صحيح رواه البيهقي في شعب الإيمان.

 

فرح الأفراح بالصفقات والصدقات والنفقات والقربات؛ كان صلى الله عليه وسلم جوادًا كريمًا، وكان أجود ما يكون في رمضان عندما كان يدارسه جبريل القرآن، وقد سن صدقة الفطر على الصغير والكبير، والغني والفقير.

 

فرح الأفراح لمن إذًا؟! هل هي للمجاهرين والظالمين والمحتكرين؟ هل الذين جاءهم رمضان فوجدهم يسرقون وينهبون؟! أو يرتشون ويستغلون؟! هل الذين ينافقون ويكذبون؟! أو يغشون؟! هل الذين يظلمون ويستبدون؟! أو يأكلون أموال اليتامى ظلمًا؟! أو يتعدون حدود الله بغيًا؟! أو يرفضون قوانين السماء عنادًا وكفرًا؟! هل الذين يقضون ليلهم في مشاهدة المسلسلات الهابطة، والأفلام الخليعة، هل الذين يقطعون نهارَهم في غفلة ساهون، وفي غيِّهم سادرون؟! ثم لا يتوبون! كلَّا ثم كلَّا!

 

فليفرح هؤلاء فرحًا زائلًا، فرحًا زائفًا، فرحًا غير مشروع؛ لأنه فرح بغير الحق: ﴿ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ [غافر: 75].


فرحهم زائف كفرح الملعون قارون: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76].


فرحهم زائل كفرح المخلفون: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81].


فرحهم مغشوش كفرح هؤلاء: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 188].


فرحهم مؤقت كفرح هؤلاء: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44].


فرحهم مكذوب غير صحيح، ومنقوص غير كاملٍ؛ لأنه فقط مرتبط بالدنيا وشهواتها ونزواتها ومتاعها: ﴿ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26].


أما هؤلاء لو تابوا، وأقلعوا، وندموا، ولم يُصروا على العودة إلى المعاصي، وحقَّقوا شروط التوبة، فإن الله يقبلهم ويُسامحهم، ويعفو عنهم، مهما كانت ذنوبهم عظيمة فالله أعظمُ، ومهما كانت سيئاتهم كبيرة فالله أكبر، ومهما كانت آثامهم كثيرة، فعفو الله أكثر: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].


فرح الأفراح الحقيقية خاصة بالمؤمنين الصالحين المصلحين!

للذي فرح بقدوم رمضان فعلَّق الزينات، وأعدَّ القربات، وهيَّأ الأماكن للمصلين والمصليات.

 

فرح الأفراح للذي أدرك رمضان، فأكرَم ضيافته، وأحسن وفادته، فراح يقدِّر منزلته، ويستشعر مكانته، ويحصِّل أجره.

 

فرح الأفراح للذي أدرك رمضان، فجعل يديه ممرًّا لعطاء الله، راح ينفق بالليل والنهار سرًّا وعلانية، بكرة وعشية، يعطى الفقير والمسكين، ويُغنيهم عن السؤال والطواف في هذه العشر وفي يوم العيد!

 

فرح الأفراح لمن أدرك رمضان فصام إيمانًا واحتسابًا، وقام إيمانًا واحتسابًا، وتحري ليلة القدر وقامها أيضًا إيمانًا واحتسابًا، "يفرح الصائم يوم القيامة بإعطاء الرب إياه ثواب صومه بلا حساب"؛ صحيح ابن خزيمة.

 

فرح الأفراح لمن أدرك رمضان فكان جوادًا كريمًا، أطعم أفواهًا، وكسا أجسادًا، ورحم أيتامًا، ووصل أرحامًا.

 

فرح الأفراح لمن أدرك رمضان، فكان يهتم بأمر المسلمين، يصلح بين المتخاصمين، ويضع عن كاهل المستضعفين، ويدعو للمحاصرين.

 

فرح الأفراح للذي أدرك رمضان، فكان وقافًا عند حدود الله لا يتعدَّاها، ولا ينساها، إنما يحفظها ويرعاها.

 

فرح الأفراح للذي أدرك رمضان، فكان لينًا في طاعة الله، مطواعًا لأمر الله، محبًّا لرسول الله، عاملًا بمنهج الله، إذا قرئ عليه القرآن سَمِعَ وأنصت، وإذا نودِي بالإيمان، أمَّن ولبَّى: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ﴾ [آل عمران: 193].


فرح الأفراح عندما تتحرى ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، فتعبُد الله فيها حقَّ عبادته، تصوم نهارها وتقوم ليلها، وتُكثر من دعائها: "اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعفُ عنا"، فتفوز بالعفو من الله والعتق من النار، والقرب من الجنة، وتُضيف إلى عمرك التعبدي ما يقارب من ثلاثة وثمانين عامًا: ﴿ يْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3].

 

هذا هو فرح الأفراح الذي أشارت إليه الآية الكريمة: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

 

فرح الأفراح بطاعة الله لا بمعصيته، وشكره لا بكفره، بالفرار إليه لا بالبعد عنه: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50].


فرح الأفراح بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، أن يجدَك الله حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك!

فرح الأفراح أن تبلغ درجة التقى وتلك الثمرة المرجوة من الصوم "لعلكم تتقون".

 

بهذا تكون السعادة الأبدية في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ويكون الفرح غير منقوصٍ والعطاء غير مجذوذ: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ [هود: 108].

 

بهذا يعيش الصائم فرح الأفراح، فيدخل الجنة من باب الريان، ويشفع فيه الصوم والقرآن، ويجزي عن الإحسان إحسانًا، ويعطيه الله تعالى ثوابًا خاصًّا لا يعطيه إلا للصائم، وفوق كل ذلك الملائكة: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24].


اللهم فرِّحنا يوم نلقاك، ومتِّعنا بعطاياك، وأسعدنا يوم القيامة برؤياك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- فرح غير منقوص
يمن. - اليمن 15/04/2024 03:00 PM

بالأمس القريب ودعنا رمضان، لكن أفراحه ما زالت متاحة لكل من يتعرض لها ويعيشها، ولعل أهم تلك الأفراح وأكملها وأدومها هي فرحة التقوى التي هي ثمرة الصيام في شهر رمضان بل وفي غيره من الشهور، وهي أن يراك الله حيث أمرك ويفقدك حيث نهاك. هي فرحة الدنيا بالاستقامة على طاعته والعز بها. وفرحة الآخرة حين توفى الأنفس جزاء عملها. اللهم فرحنا بطاعتك وفرحنا بجنتك وارزقنا رضاك.
جزاك الله خيرا على مواضيعك القيمة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة