• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

العشر الأواخر وخلق الاجتهاد (خطبة)

العشر الأواخر وخلق الاجتهاد (خطبة)
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت


تاريخ الإضافة: 21/4/2022 ميلادي - 20/9/1443 هجري

الزيارات: 14961

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الْعَشرُ الأَوَاخِر وخُلُق الاجْتِهَاد

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله.

 

نحمَدك ربَّنا على ما أنعمت به علينا من نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة؛ حيث أرسلت إلينا أفضل رسلك، وأنزلت علينا خيرَ كتبك، وشرَعت لنا أفضل شرائع دينك.

 

فاللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيتَ، ولك الحمد بعد الرضا، أما بعد أيها الإخوة المؤمنون:

فلقد مرَّت العشر الأولى والثانية من رمضان، وها نحن نعيش ثلثه الأخير، وأوشك على الرَّحيل، عن عَائشة رضي الله عنها قالت:" كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ"[1]، فكيف كان اجتهادُ النبي صلى الله عليه وسلمفي العشر الأواخر، هذا ما سَنراه في خُطبة اليوم إخواني وكُلنا أمَل في تطبيق هَديه صلى الله عليه وسلم بعد مَعرفته للفوزِ بالمِنح الرَّمضانية.


عباد الله: عن عائشة رضي الله عنها قالت:" كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ."[2]، وفي رواية ضعيفة عن عائشة أيضًا:" وكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخلِطُ العِشرينَ بصَلاةٍ ونَومٍ، فإذا كان العَشرُ، شمَّرَ وشدَّ المِئزَرَ - أو شدَّ الإزارَ - وشمَّرَ."[3]، استفدنا من الحديث الأول في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأوَاخِر كان:

أولًا؛ يشدُّ مئزرَه: والمئزر ما يشد من الثياب أسفل البدن، كلباس المُحرم في الحج، الذي يسمَّى بالإحرام، وهو عبارة عن إزار وهو ما يُوضع على نصفه الأسفل، والرداء وهو ما يُوضع على نصفه الأعلى، والمقصود من الحديث أمران: الأول أن التعبير بشد المئزر كناية عن اعتزال النساء، فلا يَقرَب صلى الله عليه وسلم أزواجَه - ليس لأنه حرام - وإنَّما للتفرغ للعبادة، والثاني: وهو الجدَّ في العِبادة كما نقول نحن باللسان الدارج (زير السمْطَا) يعني اجتهد وابذل ما تستطيع من الجُهد.


ثانيًا؛ أحيا ليله: وهذا لازم للأول، كيف يشدُّ النبي صلى الله عليه وسلم مِئزره ويجتهد في العِبادة؟ الجواب: أنه يُحيي اللَّيل، قيل: كلُّه، وقيل: معظَمُه، والأمرُ يختلف بحسبِ طاقة الإنسان.


كيف يُحيي هذا الليل؟ يُحييه بالطَّاعة:

فيشتغل أولًا بصلاة الفرض، فيُصلي المغرب والعشاء والفجر يؤم الناس في مسجده صلى الله عليه وسلم، ونحن علينا بالالتزام بحضورها مع الجماعة في المسجد تطبيقًا لهديه صلى الله عليه وسلم، وهذا التَّابِعيُّ الجليل عبدُ الرَّحْمنِ بنُ أَبي عَمْرةَ قال: " دَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ: يا ابْنَ أَخِي، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ "[4].


ويشتغل بصلاة القيام: قال صلى الله عليه وسلم عن صلاة التراويح:" من قامَ معَ الإمامِ حتَّى يَنصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قيامُ لَيلةٍ"[5]، وإذا أنهى الامام الصلاة، ولايزال فيك من الجهد والاجتهاد فضع برنامجًا للقيام بمفردك، أو أهل بيتك، ولا بأس أن تُطيل إذ ذاك ما شئتَ إذا كُنت وحدك تُناجي ربَّك في قِيامك، فتقرأ قراءة طويلة من حفظك، ولا بأس إذا لم تكن حافظًا من الاستعانة بالمُصحف، أو تكرار المحفوظ، وتكثر من ذكره ومحامده وتعظيمه بأنواع الذِّكر المشروعة، وتكثر من الدعاء بين يديه، وخاصة في لحظة سجودك الطويل، قال صلى الله عليه وسلم: " فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ"[6]، وإذا أحسست بالتعب فيمكن أخذ قسطٍ من الراحة، لتُعاود الكرة من جديد،﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [سورة الشرح: 7، 8].


ثالثًا؛ أيقظ أهله: كان صلى الله عليه وسلم يُوقِظ زوجاته في العشر الأواخر لأجل نيل الفلاح، فأنت تُريد الخير لِنفسك، لا تُحرم مِنه أهلك وأبنائك فكن قدوةً لهم في الخير، وأتعجَب ممن يقوم الليل ويقرأ القرآن، وينهل من أنواع الخير، وزوجته وأبناؤه في وادٍ، لا يتعهدهم بالنصح والتذكير، بل والأمر لأنه قيِّم الأسرة وسائسُها، وقد استيقظ صلى الله عليه وسلمليلة، فقال: " سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتْنَةِ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الخَزَائِنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ؟ يا رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ"[7].


فاللهم اجعلنا من أتباع هدي نبيِّك، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلَّم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن اقتفى؛ أمَّا بعد:

رأينا في الخطبة الأولى أن النبي إذا دخلت العشر الأواخر، شدَّ مئزرَه وأحيا ليله وأيقظ أهله، وممَّا كان يفعله أيضًا وهو:

الرابع؛ الاعتكاف: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ"[8].


ويمكن أن نقيس عَليها غزوة الفتح كذلك، فلِماذا؟ ومعنى المجاورة الاعتكاف، فكان يلزم المسجد لا يُفارقه طيلة العشر، يخلو بربِّه ويناجيه، ويعتزل شرور الناس - نسأل الله عز وجل أن ييسِّر أمر إحياء هذه السنة في مساجدنا - أما والحالة هذه والأمر يصعب، فيُمكن الأخذ بمذهب الجمهور القائلين بأن أقل مدة الاعتكاف لحظة، فأنت جالس في المسجد بين المغرب والعشاء، أو بعد الظهر أو العصر أو الفجر، لحظات تنوي بها الاعتكاف، يحصل لك الجر بنيَّتك إن شاء الله، وإن لم يتيسَّر لك هذا ولا ذاك، فاعتزل الشرَّ، وليسعكَ بيتك، تذكُر ربَّك وتبكي على خطيئتِك، فلماذا يقوم النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما أسلفنا؟ كان يفعل كل الاجتهادات السابقة يتحرى ليلة القدر، هذه الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر، قال المفسرون: العمل الصالح فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر ليس فيه ليلة القدر، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " اعْتَكَفَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ الأُوَلِ مِن رَمَضَانَ واعْتَكَفْنَا معهُ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقالَ: إنَّ الذي تَطْلُبُ أمَامَكَ، فَاعْتَكَفَ العَشْرَ الأوْسَطَ، فَاعْتَكَفْنَا معهُ فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: إنَّ الذي تَطْلُبُ أمَامَكَ، فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطِيبًا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ مِن رَمَضَانَ فَقالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلْيَرْجِعْ، فإنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُهَا، وإنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في وِتْرٍ، وإنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أسْجُدُ في طِينٍ ومَاءٍ وكانَ سَقْفُ المَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ، وما نَرَى في السَّمَاءِ شيئًا، فَجَاءَتْ قَزَعَةٌ، فَأُمْطِرْنَا، فَصَلَّى بنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى رَأَيْتُ أثَرَ الطِّينِ والمَاءِ علَى جَبْهَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَرْنَبَتِهِ تَصْدِيقَ رُؤْيَاهُ"[9].


استفدنا من الحديث السابق جملة أمور؛ منها:

• أن ليلة القدر في رمضان، وأنها في العشر الأواخر.

 

 

• أنها في الأوتار من العشر الأواخر وهي ليلة:21 و23 و25 و27 و29، وأرجى ليلة هي ليلة سبع وعشرين عند جماهير العلماء، فاجتهد في العشر كلها بأشفاعها وأوتارها، تُدركْها بإذن الله، ولا تجزم بأنها ليلة سبع وعشرين للروايات المتعددة، قال الإمام النووي عليه رحمة الله: لا طريق للجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها.


• أنه كان يعتكف فيها وقد سبَق الحديث عن الاعتكاف.


فاللهم أعزَّ الاسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ومن أراد بالإسلام خيرًا فوفِّقه لكل خير، ومن أراد بالإسلام شرًّا فاشغِلْه بنفسه، واجعَل تدبيره في تدميره، واجعلنا مِمَّن صام وقَام رمضَان إيمَانًا واحتِسابًا.

 

(تتمة الدعاء).



[1] رواه مسلم برقم:1175.

[2] رواه البخاري برقم:2024.

[3] رواه أحمد في المسند برقم:25136، وضعفه شعيب الأرنؤوط في تخريجه للمسند.

[4] رواه مسلم برقم:656.

[5] صحيح الترمذي برقم:806.

[6] رواه مسلم:479.

[7] رواه البخاري برقم:1126.

[8] رواه البخاري برقم:2020.

[9] رواه البخاري برقم:813.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة