• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

من مظاهر التيسير في الصيام (خطبة)

من مظاهر التيسير في الصيام (خطبة)
محمد بن حسن أبو عقيل


تاريخ الإضافة: 21/4/2022 ميلادي - 20/9/1443 هجري

الزيارات: 40693

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من مظاهر التيسير في الصيام

 

الخطبة الأولى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه؛ أما بعد:

فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، واستغلال أيام رمضان ولياليه في الإكثار من الطاعات، وزيادة الحسنات، وقد فرض الله عز وجل صيام شهر رمضان ويسَّره على عباده، ولم يكلفهم ما لا طاقة لهم به؛ قال الله عز وجل في فرضه شهر رمضان وتيسيره في ذلك: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، والله سبحانه لم يوجب الصيام أداءً إلا على المسلم، البالغ، العاقل، القادر على الصيام، المقيم، السالم من الموانع، وهذا من رحمته وإحسانه، وتيسيره على عباده.

 

أيها المسلمون: ومن مظاهر تيسير الله تعالى في الصيام:

1- أن رمضان شهرٌ واحدٌ في العام، ولو شاء الله سبحانه وتعالى لفرض الصيام طوال أيام السنة، ولكان ذلك شاقًّا على النفوس؛ ولذلك يقول سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 183، 184].

 

ومن مظاهر التيسير في رمضان:

2- إباحة الأكل والشرب ليلًا؛ أي: من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187].

 

ومن مظاهر التيسير في شهر رمضان:

3- إباحة الفطر للمريض والمسافر؛ قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184].

 

ومن مظاهر تيسير الصيام:

4- التيسير على الحائض والنفساء، فيحرم عليهما الصوم ولا يصح منهما.

 

ومن مظاهر التيسير في رمضان:

5- إباحة الفطر للحامل والمرضع: لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم، ورخص للحبلى والمرضع))[1].

 

ومن مظاهر التيسير في رمضان:

6- التيسير على الصغير الذي لم يبلغ، فلا يجب الصيام عليه حتى يبلغ، ولكن يؤمر به إذا أطاقه تمرينًا له على الطاعة.

 

ومن مظاهر التيسير في رمضان:

7- التيسير على العاجز والهرم، فإذا كان عجزًا مستمرًا لا يُرجى زواله، كالكبير والمريض مرضًا لا يرجى برؤه، فلا يجب عليه الصيام حتى يستطيعه، ويجب عليه أن يطعم بدل الصيام عن كل يوم مسكينًا، أما الهرم إذا بلغ الهذيان، وسقط تمييزه، فلا يجب عليه الصيام، ولا الإطعام؛ لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه.

 

ومن مظاهر التيسير في رمضان:

8- عدم الفطر لمن أكل أو شرب ناسيًا؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكل ناسيًا وهو صائمٌ، فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه))[2].

 

ومن مظاهر التيسير في رمضان:

9- أن من غلبه القيء فتقيأ فإنه لا يفسد صومه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ذرعه قيءٌ وهو صائمٌ، فليس عليه قضاءٌ، وإن استقاء فليقضِ))[3].

 

ومن مظاهر التيسير في رمضان:

10- عدم فساد الصوم إذا أدركه الفجر وهو جنب؛ فعن عائشة رضي الله عنها: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر، وهو جنبٌ من أهله، ثم يغتسل، ويصوم))[4]، ومن ذلك أيضًا: عدم فساد الصوم بالاحتلام، وإنما يغتسل ويتم صومه ولا شيء عليه.

 

ومن مظاهر التيسير في رمضان:

11- جواز الفطر عند قتال الأعداء إذا احتاج إليه؛ روى مسلم (1120) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة - يعني في فتح مكة - ونحن صيامٌ، فنزلنا منزلًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم، فكانت رخصةً، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلًا آخر، فقال: إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم، فأفطروا، وكانت عزمةً فأفطرنا))[5].

 

ومن التيسير في الصيام:

12- تأخير السحور وتعجيل الفطر؛ لأنه أحفظ للقوة، وأرفع للمشقة، وأوفق للسنة، وأبعد عن الغلو والبدعة؛ عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر))[6].

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد كريم، ملك بر، رؤوف رحيم، فاستغفروه.

 

من مظاهر التيسير في الصيام (الخطبة الثانية):

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، ولنعلم أن من مظاهر التيسير في رمضان: 13- عدم تحديد قدر معين لصلاة التراويح؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه))[7]، وهذه المغفرة تحصل لمن قام كثيرًا أو قليلًا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة))[8].

 

عباد الله صلوا وسلموا - رحمكم الله - على خير البرية، وأزكى البشرية؛ فقد أمركم الله بذلك فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشرًا))، فاللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك، محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وارضَ اللهم عن أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وكرمك يا أرحم الراحمين، اللهم أيقظنا من سبات الغفلات قبل الممات، اللهم كما هديتنا للإسلام فثبتنا عليه حتى نلقاك، وأنت راضٍ عنا غير غضبان، اللهم أعنا على صيام رمضان وقيامه وإتمامه، ووفقنا للقيام بحقك فيه وفي غيره، واجعل أعمالنا خالصةً لوجهك، صوابًا على سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، اللهم أصلح لنا نياتنا، وبارك لنا في أزواجنا وذرياتنا، اللهم اجعل أولادنا قرة أعين لنا، واجعل التوفيق حليفنا، وارفع لنا درجاتنا، وزد في حسناتنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم انصر المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق ولي أمرنا، اللهم وفقه لهداك، واجعل عمله في رضاك، وهيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على الحق يا رب العالمين، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوء، فردَّ كيده في نحره، واجعل تدبيره دمارًا عليه.

 

اللهم وفَّق جنودنا ورجال أمننا، اللهم لا تَدَع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا عافيته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها لنا يا رب العالمين، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

 

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 2276.

[2] صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 2276.

[3] صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 2380.

[4] صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1925.

[5] صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1120.

[6] صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1957.

[7] أخرجه البخاري (37)، ومسلم (759).

[8] صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 806.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
Yessmine - Tounes 11/05/2023 02:07 PM

يعطيكم الصحة والعافية لتوعيتنا.. شكرا جزيلا..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة