• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

أيام عظيمة.. لماذا؟

أيام عظيمة.. لماذا؟
منة شرع


تاريخ الإضافة: 27/4/2020 ميلادي - 5/9/1441 هجري

الزيارات: 5573

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أيام عظيمة.. لماذا؟

 

ساعات قليلة وتأتينا أيام رمضان العظيمة.

وأن يُطلَق عليها "أيامًا عظيمةً" مختلفة عن غيرها من الأيام، ثم تخرج قلوبنا منها غير موقنة بذلك، فذلك خسران كبيرٌ.

 

هل سألنا أنفسنا يومًا: لماذا يعد رمضان حدثًا عظيمًا نحتفي بقدومه كل عام؟ سنجيب جميعنا دون تردد: إنه الشهر الذي أنزل الله عز وجل فيه القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف لا نعظمه؟

 

ولكن أن يكون هذا التعظيم نابعًا من معرفة وثيقة بهذا القرآن، وبما يحويه من هدًى يستحيل أن تجده في غيره، وأنك تحتفل بكونك على هذا الهدى مقبلًا في هذا الشهر تحديدًا على الاستزادة منه، فقد أدرك قلبك ما معنى أن يكون هذا الشهر بدايةً للخير الذي هلَّ على الإنسانية بنزول القرآن فيه، وأنها أيام عظيمة يقينًا؛ لِما بها من تذكير لنا - نحن المسلمين - بوجوب عودتنا للهدى الذي أعطيناه فيها.

 

وأما أن نعظم القرآن ولا ندري ماذا فيه، أو نقدس الشهر ولا ندرك ما ينبغي أن نفعله فيه، فكيف ستدرك قلوبنا ما معنى أن يكون هذا الشهر القادم مختلفًا عن غيره من شهور السنة بأكملها؟

يقولون: رمضان شهر القرآن، رمضان شهر الخير، رمضان شهر الكرم، رمضان شهر العودة إلى الله، ونحن نردد من شعورنا بذلك فقط، ولا نعي عمق تلك المعاني، فهي والله ليست بهينة، وإن سعينا كل عام لمدة شهر واحد للوصول للأسرار المختبئة خلفها، لَما كان هذا حال الإسلام والمسلمين في شتى بلاد العالم.

 

فلنجعل هذا الشهر عظيمًا بحق، وليس لذلك سبيلٌ إلا بإدراكنا عظمة القرآن الذي نزل فيه، تأمل معي كيف تحدث عنه الله عز وجل حين قال: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]

 

فأولًا: شهر رمضان شهر عظيم، لماذا؟

لقد أُنزل فيه القرآن الكريم، وما القرآن؟

هدًى للناس، للإنسانية جميعها، كأن تُهدَى كتابًا فيه خلاصٌ لك من كل معاناتك، وهو معين لك على كل ما ستحتاجه طوال حياتك، وبينات من الهدى والفرقان؛ حتى لا تضل الطريق، وتفرق بين الحق والباطل بالهدى الذي بين يديك، فتعرف الطريق الصحيح وتسلكه، وتعي وعورة الطريق الخطأ وتنأى عنه، فبربك ماذا ستحتاج من بعد ذلك؟

 

الآن أدركت عظمته، ثم ماذا بعد؟

﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ راغبًا في شكر الله سبحانه وتعالى على ما هداك إليه، وما أعطاك بفضله ورحمته ولطفه بك، أنت الفقير الذي في أشد الحاجة إلى إشارة من خالق هذا الكون، الذي هو أعلم بأدق ما فيه وأعظمه، وأضر ما فيه وأنفعه، وبعطائه الذي ليس له حد، ينزل هذا القرآن ويحفظه؛ ليكون دليلًا لك أنت وممن؟ ممن هو أعلم بكل شيء أكثر من أي أحد.

 

فصيامك طلبًا لرضاه، وامتثالًا لأمره عز وجل، ورغبة في بذل أقصى ما لديك إيمانًا منك بفضله سبحانه عليك وعلى الإنسانية جميعها، فهذا هو الصيام.

 

وعجبًا من نفس تجد لذتها في انقطاعها عما تحب لأجل مَن تحب وتعظيمًا له، وفي تحملها الصعاب رغبةً في نيل رضاه، فتجد في امتناعك عن الأكل والشرب، وعن فعل المحرمات التي حفت بميلك إليها، وإقبالك على الخير الذي حف بثقله عليك - لذةً وسعادةً ورغبةً، وتنقلب الموازين، فيصبح للصيام طعم آخر، وللصلاة حب خاص، وللذكر متعة لا تعادلها متعة، وللصدقة وكل خير تفعله أثر عميق في نفسك، وهنا تحلق روحك بخفة في عالم من النقاء والصدق، عنوانه الإقبال على خالقك الذي ملأ حبه قلبك، معترفًا بفضله العظيم عليك، وعلى كل من خلق.

 

ثم تستمر الآية في كشف أسرار هذا الشهر، وتتجلى رحمة الله مرة أخرى، حين يخفف عمن سيصبح الصيام مشقةً عليه، ويهون من شعوره بأنه قد يفوته أجر كبير إذا لم يقدر على الصيام، ويؤكد على الغرض من الصيام، فليس الغرض منه أمرنا فحسب، ولا التعسير علينا حاشاه، بل هو تهذيب لنفسك الإنسانية التي هي في أشد الحاجة إلى إدراك عظمة القرآن وما فيه، وعظمة من أنزله ورحمته بك، ووجوب شكرك لمن له فضل عليك ببذل أقصى ما لديك له، ولكن الاعتدال واجب أيضًا، فإن كان هذا الصيام فيه مشقة زائدة ستذهب عنك الاستلذاذ بمعانيه؛ كمشقة المرض أو السفر، فالأيام الأخر متاحة لك، وأما إن كانت مشقة محتملة - والله أعلم بنا منا - فدون المرض والسفر هنا تحتاج نفسك للصيام؛ لتعلم كيف توازن بين حق الله وحقها في شتى دروب الحياة.

 

وختامًا:

تختصر الآية كل ذلك في كلمات قصيرة: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

 

فالواجب الذي سقط عنك في وقت يعود بعودتك، والهدى الذي أعطيته يستوجبه منك، ولعل نفسك تتعلم كيف تشكر كل من له فضل عليها، وأحقهم خالقك وهاديك والمدبر بعلمه وبلطفه لك: الله سبحانه وتعالى.

 

إن تعبير "أيام عظيمة" قليلة في حق تلك الأيام؛ فاغتنمْها في معرفة قرآنك، هداك وهدية المولى عز وجل إليك، وفي إعطائه قدره الذي يستحقه، والعمل به تقديرًا لذلك الهدى الذي بين يديك، ورغبةً في الانتفاع به والارتواء منه حتى تزهر روحُك، فإنك إن فعلت أدركت عظمة وسعة رحمة من أنزله وحفظه من أجلك، وأقبلت على طاعته مستلذًّا بها وإن شقَّت، وبلغت نفسك الإنسانية تلك المعاني التي لا تبلغ إلا بالمشقة النافعة لها، المهذبة لها لتعيدها لنقائها وفطرتها، التي تحييها كما يجب أن تحيا، لتصل لأجمل مما يمكن أن تصل إليه في الدنيا والآخرة، وحينها فقط ستعي قلوبنا ما معنى أن تكون أيام رمضان أيامًا عظيمة، فقد كانت كذلك حين نزل القرآن، وستكون دائمًا كذلك بالقرآن، وبما يتركه فينا، وبما نستعين به فيه طيلة حياتنا.

 

سيكون رمضان بإذن الله هو الحبل الذي يعيدنا إلى القرآن في كل عام، وسيكون القرآن طريقنا لكل خير يمكن أن نتخيله، وأسأله عز وجل أن يكون طريقنا لجنته، وحينها سيأتينا كل خير يمكن أن نتخيله أو لا يمكن أن نتخيله.

إنه رمضانك، فرصتك العظيمة من جديد، فشمِّر عن ساعديك، إن لنا ربًّا إن أتيناه نمشي، أتانا هرولة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة