• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

استقبال رمضان

استقبال رمضان
د. محمد بن إبراهيم النعيم


تاريخ الإضافة: 11/5/2019 ميلادي - 7/9/1440 هجري

الزيارات: 9729

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

استقبال رمضان

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فنحن على مشارف ركن من أركان الإسلام، سيطلُّ علينا ببركاته، ويفيض فيه ربُّنا برحماته وبالعتق من نيرانه، إنها أيامٌ قلائلُ ويهلُّ ضيفٌ كريمٌ، ينتظرُهُ ملايينُ الناس بكُلِّ شغف؛ ولكن يَتَبايَنُ هؤلاء الناسُ في طريقة استقبالهم له، فقد استعدَّ له أهلُ الفنِّ بمئات الأفلام، واستعدَّ له البعضُ بألوان الطعام، فما هو استعدادُ مَنْ يريد رضا الرحمن والرُّقي إلى أعلى الجنان؟

 

قال الله تعالى مُعظِّمًا شهر رمضان ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وقال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، هذا الشهر المبارك موسمُ خيرٍ، وموسمُ عبادةٍ، تتضاعفُ فيه همَّةُ المسلم للخير وينشط للعبادة.

 

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُبشِّر أصحابَه بقُدوم شهر رمضان، ويُحفِّزهم فيه للعمل الصالح؛ حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها، فقد حرم))؛ رواه النسائي والبيهقي.

 

إن شهر رمضان مملوء بالفضائل، وتعرض فيه الأجور العظيمة، فهنيئًا لكل مَنْ صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا، واستغلَّ ساعاته استغلالًا، ويكفي من فضائل رمضان أنه سيُنجي صاحبه من كرب الإحراق أثناء مروره على الصراط، فهو عازل لك من النار أثناء مرورك على الصراط؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنْ النَّارِ))؛ رواه الإمام أحمد.

 

والمرور على الصراط أمر لا بُدَّ منه يوم القيامة؛ لأننا سنُؤمَر بالمرور على النار عبر هذا الصراط، والعبد إما سيمرُّ على هذا الصراط بسلام أو آلام أو سقوط في النار عياذًا بالله، فالصراط طريق محرق؛ لأن أسفله نارَ جهنم على عمق سبعين سنة، لذلك احرصوا - رحمكم الله - على صيانة هذا الحصن من أي خارق له، خاصة آفات اللسان؛ كالغيبة والنميمة، فقد روت عَائِشَةُ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنْ النَّارِ، فَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلا يَجْهَلْ يَوْمَئِذٍ، وَإِنْ امْرُؤٌ جَهِلَ عَلَيْهِ فَلا يَشْتُمْهُ وَلا يَسُبَّهُ، وَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ))؛ رواه النسائي. وورد أيضًا: "الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا"؛ رواه النسائي؛ أي: إن الصوم عازل ومانع من حرارة النار ما لم يخرق هذه العازل بالذنوب التي أشدها الغيبة.

 

ويكفي من فضائل رمضان أيضًا أنه يرفع العبد إلى أعلى درجات الجنان، وشاهد ذلك ما رواه طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ - اسم قبيلة - قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ إِسْلامُهُمَا جَمِيعًا، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ الآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ، فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخر مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: ارْجعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْن لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: ((مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟))، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هَذَا الآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟))، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ((وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ؟))، قَالُوا: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ))؛ رواه ابن ماجه.

 

ومعلوم أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، فكل رمضان تصومه يرفعك الله به درجة أبعد ما بين السماء والأرض، ألا يستحق أن تفرح بقدوم رمضان، وأن تسأل ربَّك أن يُبلِّغَك صوم رمضان؟! بلى والله.

 

شهرٌ أيامُهُ نفيسةٌ وحسناتُهُ كثيرةٌ، شهرٌ يُصَفِّدُ فيه الباري مردةَ الجن والشياطين من أجلنا، وأَمَرنا بالتنافُس فيه في شتَّى الميادين، فهنيئًا لمن صامه، وهنيئًا لمن أشغل وقته بتلاوة القرآن، وحفظ جوارحه من شتى الآثام، قال عنه صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ، وَذَلكَ كُل لَيْلَةٍ))؛ رواه الترمذي والحاكم.

 

فكل ليلة ينادي مُنادٍ من الملائكة: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، ويَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، أما اليوم فإن هناك كمًّا هائلًا من المسلسلات الرمضانية والبرامج التي تم تجهيزها الآن في معظم القنوات الفضائية، والغرض منها إلهاؤنا عن أداء العبادات في رمضان، فلكم أن تتخيَّلوا من بعد الإفطار وحتى السحور كمية المسلسلات التي تعرض في هذا التوقيت بالذات، فمتى سيُصلِّي العبد الفرائض والتراويح؟! ومتى سيَتَفرَّغ لقراءة القرآن؟! ومتى سيصل أرحامه؟! ومتى يفرغ قلبه لذكر الله وطاعته؟!

 

شهر رمضان كان عند السلف يعرف بشهر القرآن؛ فلماذا أصبح كثير من الناس رجالًا ونساءً يتسمَّرون أمام القنوات ساعات طوالاً، يتابعون المسلسلات الرمضانية؟

إن بلوغ رمضان نعمةٌ كبرى، يُقدِّرها حقَّ قدرها الصالحون المشمِّرون، وإن واجب الأحياء استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة، إنها إن فاتت كانت حسرةً ما بعدها حسرة، فإن أبواب الجنة مفتوحةٌ لنا في هذا الشهر، فلنكن من الداخلين، إنها فرصة ثمينة لكل مقصر - وكلنا مُقصِّرون - أن نفوز بمغفرة من الله، وعتق من النار، فإذا لم يغفر لنا في رمضان فمتى نرجو المغفرة؟! فالحذر أن يدخل المرء فيمن عناهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بحديثه على منبره في محاورة بينه وبين جبريل الأمين حين طلب من النبي صلى الله عليه وسلم التأمين على دعائه، ودعاؤه صلى الله عليه وسلم مستجابٌ؛ حيث قال: ((من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين!))، فمن حرم المغفرة في شهر المغفرة، فماذا يرتجي؟!

 

فاحذروا سُرَّاق الأوقات والملهيات التي تلهيكم عن مرضاة ربكم، وأكثروا الدعاء في رمضان، فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة – يعني: في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة))؛ رواه البزار.

 

اللهم بلِّغْنا رمضان، وأعِنَّا فيه على الصيام والقيام، واجعلنا ممن يصومه إيمانًا واحتسابًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة