• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

شعيرة الصيام مقدمة لحج بيت الله الحرام

شعيرة الصيام مقدمة لحج بيت الله الحرام
عبدالله لعريط


تاريخ الإضافة: 17/6/2018 ميلادي - 4/10/1439 هجري

الزيارات: 5914

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شعيرة الصيام مقدمة لحج بيت الله الحرام

 

إنَّ الحمدَ لله تعالى، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَنْ تَبِعَه بإحسان إلى يوم الدين.

 

بين يدي المقال:

أردتُ في هذا المقال أن أشيرَ إلى فضيلة تقديم الصيام على الحج، وحكمة الرَّبْط بينهما برابطة التَّقْوى، خصوصًا أن الحاجَّ يحتاج لزادٍ مُعيَّنٍ حتى يتقوَّى به على أعباء حجِّه، ويُرضِي ربَّه في أقدس بِقاعه، هنا أشير إلى أن فضيلة الصيام لا يتوقَّفُ خيرُها وفَضْلُها على الحُجَّاج فحسب؛ بل خيرُها وفضلُها وأجْرُها مستوفًى تامٌّ، غيرُ منقوص لكل مسلم صائم؛ وإنما أردْتُ تبيين أن الصوم من أفضل موارد التَّقْوى كما بيَّن الباري سبحانه وتعالى؛ ولذلك فهو غنيمة الحاجِّ في هذا الشهر الفضيل في إعداد عُدَّته لخوض غمار هذه الشعيرة التي تحتاج أكثرَ مِنْ غيرها لزاد التَّقْوى.

 

رمضان قبيل الحج:

وحكمة الباري سبحانه وتعالى تتجلَّى في الرَّبْط بين الشعيرتين برابط التقوى، قال الله تعالى مُبيِّنًا الهدفَ الأسمى والغايةَ المثلى من هذا التشريع لفريضة الصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، وقال في شعيرة الحج: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

والرَّبْط بين الشعيرتين هو أن رمضان مقدِّمةٌ للحج؛ فالحاجُّ الذي قد صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، وعوَّدَ نفسَه على تقوى الله باجتناب الرَّفَث والفُسوق والجِدال وغيرها من البذيء من الأخلاق، وزكَّى نفسَه بالصالحات من الأعمال، ومن جُملتها: الصيام، والقيام، وتلاوة القرآن، يكون بذلك قد تزوَّد بهذا الزاد من التَّقْوى لحجِّه، فيخرج من رمضان مُتشبِّعًا بتقوى الله، فينعم بالفريضتين، وينال الثواب مستوفًى، فيخرج من رمضان مُستنيرًا بنور الصيام والقرآن، فيُقبِل على البقاع المقدَّسة طاهرًا نقيًّا صفيًّا، فيستكين ويطمئنُّ قلبُه، فتراه في حجِّه متواضِعًا متأدِّبًا خائفًا وجِلًا مُعظِّمًا لهذه الشعيرة التي قال في حقِّها جَلَّ وعلا: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]؛ فينال عظيم ما يمنُّه الله على الصالحين من عباده؛ وهو المغفرة، فيرجع كيوم ولدتْهُ أُمُّه.

 

حديث الصيام:

جاء في صحيح الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا كان يومُ صَوْمِ أحدِكُم، فلا يَرْفُثْ ولا يَفْسُقْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحَدٌ أو قاتَلَه، فَلْيَقُلْ: إنِّي صائمٌ)).

 

آية وحديث عن الحج:

وقال جل وعلا: ﴿ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، وروى البخاري ومسلم رحمهما الله عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم: ((مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما وَلَدَتْهُ أُمُّه)).

 

التقوى: حينما يصفو القلب، ويُنقَّى من شوائب الران الذي سبَّبتْه الذنوب والمعاصي، ينجلي عنه حِجابُ الغَفْلة وظلامُ الجهل؛ فيستنير بنور الذكر، ويذوق حينها لذَّةَ العبادة، ويأنَس بها، وتكون قُرَّةَ عَيْنٍ له؛ فيكون ملازمًا لها، حريصًا على وقتها، يفرح لقدومها، ويحزَن لفواتِها، فبالتَّقْوى تُؤدَّى العبادةُ تامَّةً كما يليق بجلال الله وكماله، ويهتدي بها صاحبُها لخير الدنيا والآخرة.

 

واتقون يا أولي الألباب:

فأهل البصيرة والعقول المستنيرة هم أوْلَى بتقوى الله من غيرهم، فمن تمام شُكْر الله تعالى على نِعْمة العقل والبصيرة - وكفى بالعقل نعمة - تقوى مُسديها وخوف مُعطيها؛ قال الله تعالى: ﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [المدثر: 56]، فالمغفرة - التي هي جلاء النفوس وزكاتها، وصفاء القلوب وماء حياتها - يَشْترِط لها البَرُّ سبحانه وتعالى: التقوى، فبتقوى الله يتحقَّق كلُّ مرغوب، ويُنال كلُّ مطلوب، فينبغي للحاجِّ أن يتضلَّع منها في صومه كما يتضلَّع من زمزم في حجِّه.

 

لطيفة:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صامَ رَمَضانَ إِيمانًا وَاحْتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))؛ رواه البخاري ومسلم رحمهما الله، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّه))؛ رواه البخاري ومسلم رحمهما الله.

 

ختام الشعيرتين بالمغفرة هي للدلالة على ما في المغفرة من فضل، كيف لا وسبب الشِّقْوة في الدارين ذنوبُ العباد وخطاياهم؟! فإذا غُفِرت تجلَّى عن القلوب ضبابُ الران، وزالت غشاوة الغفلة، وولج نورُ الذِّكْر القلوبَ، فاطمأنَّ العبدُ واستراح واستكان، وسَعِدَ في حياته؛ قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

فتقوى الله مع الصوم والحج تغسلان الذنوب غسلًا، وتُطهِّران القلوب تطهيرًا، وتُحقِّقان مرادَ الله تعالى في هذه الحياة؛ وهو الحياة الطيبة والآمنة والمطمئنة؛ قال جل وعلا: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5].

 

فالتقوى التقوى حُجَّاجَ بيت الله الحرام، وتزوَّدوا من شهركم لحجِّكم، ومن الأيام المعدودات للأيام المعلومات، ومن ليالٍ عشر لأيام عشر، وعظِّمُوا ما أمركم الله بتعظيمه؛ فإن الذنب في هذه البقاع ليس كالذنب في غيرها؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25].

 

حُجَّاج بيت الله الحرام، إنكم مُقبِلون على الله في أقدس بقاعه، فأعِدُّوا لزيارته خيرَ عدةٍ كما أوصاكم ربُّكم، فخيرُ ما تُقدِّمونه بين يدي حجِّكم تَقْوى ربِّكم؛ حتى يُحقِّقَ لكم المغفرة التي تنالون بها ثواب الدنيا والآخرة.

 

اللهم إنا نسألك الهُدى والتُّقى والعفاف والغنى، اللهم تقبَّل منَّا الصيام والقيام، وحَجَّ بيتك الحرام، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة