• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

اصنع فرقانك.. في رمضانك

اصنع فرقانك.. في رمضانك
هنادي الشيخ نجيب


تاريخ الإضافة: 24/5/2016 ميلادي - 17/8/1437 هجري

الزيارات: 4953

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اصنع "فرقانك" في رمضانك

 

إنه من السهل أن نقنع صاحبةَ بيتٍ بتغيير أثاثِ منزلها في غضون أيام، لكن قد لا ننجحُ في تغيير موقفها من قضية الحجاب - مثلًا - بعد خمس سنوات!

 

وقد نجد قائدًا شجاعًا لا يخشى مواجهة جيشٍ جرَّار، لكنه يقف حائرًا أمام تغيير عادة سيئة عند أحدِ أبنائه!

 

فما الذي يجعل إقناعَ شخص بفكرةٍ ما يتطلَّبُ سنوات من التساؤلات والمناقشات والتحليلات؟ بل ما هو سرُّ هذه الصعوبة في التحكم في الجانب الفكري؟

 

وما الذي يساعدُ في بناء القدرات المعرفيَّة لدى أحدنا، وتوسيع دائرة النشاط الذهنيِّ، وتحريك الخلايا المخيَّة عن طريق عمليات عقلية، من أجل الوصول إلى مرحلة الرُّشْد وإدراك الحقائق، وترجمتها سلوكيًّا؟

 

وكيف نبني فرقانًا فكريًّا يكون بمثابة الميزان الرشيد؛ ليفاضلَ بين المعلومات، ويعمل على إعادة تدوير البيانات، لا ليُسهم فقط في الكشف عن مفاهيم جديدة، بل ليُساعد على تفسير المعارف القديمة بأبعاد جديدة، وليدفعَ ما استجدَّ من شبهات وانحرافات؟

 

تساؤلات تطرح نفسَها في شهر رمضان، حيث ربط ربُّنا بينه وبين إنزال القرآن: ﴿ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

 

وأطروحات تلحُّ علينا في موسم ينكب فيه المسلمون على كتاب ربِّهم تلاوة وختمًا، ويستحدِثون معه علاقة موسميَّة مؤقتة، حتى أولئك الذين هجروه كلَّ العام وكانوا عنه سامدين!

 

وعلى عكس المطلوب منا في نهار رمضان - وهو الصيام - فإنا كنا صائمين عن البيِّنات وتدبر الآيات خلال أحدَ عشر شهرًا، ثم ها قد حان موعد الإفطار في رمضان على مائدة القرآن، لكن يبقى السؤالُ:

هل سيهتمُّ المسلمون بتنويع "الوجبات الذهنيَّة" على هذه المأدبة الربَّانية من التدبر والتفكر والتعقُّل والنظر، كاهتمامهم بـ"التعدُّدية المعوية" على السفرة الرمضانية؟

 

وهل هم مستعدُّون لتخصيص مواقيت للتمارين العقليَّة والمراجعات العلميَّة من خلال مسيرِهم مع الختمات القرآنية، كما وطَّنوا أنفسهم للتغيرات السلوكية؛ كالإمساك عن الطعام خلال النهار، أو الوقوف لوقتٍ طويل في صلاة التراويح؟

 

عطايا استثنائيَّة تفجر طاقات إيمانيَّة وروحية لدى الكثيرين في هذا الموسم العظيم، وإنا لننتظرُ أن يولي كثيرون أيضًا الجانبَ الفكري نفسَ الدرجة من الاهتمام، وأن يُقرِّروا أن يغيروا طبيعة الإقبال "الشكلي" على الفرقان الذي نزله ربنا ﴿ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1]، خاصة في جوٍّ تكتنفه العشرات بل المئات من الشبهات والتُّهم حول ديننا وعقيدتنا!

 

وقد ارتبط مفهوم التقوى - وهو مقصود الصيام في رمضان - بالفرقانِ ارتباطَ سبب ونتيجة؛ لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29]؛ لتكون لكل واحد منَّا فرصة واحدةٌ، وعمل واحد، في شهر واحد، تتيحُ لنا المجال للمزامنة بين تحقيق أهداف على المستوى الإيماني، مع أهداف على المستوى العقلي والمعرفي.

 

إنها دعوة صريحةٌ للاجتهاد في الوصول إلى مرتبة التقوى، من أجل أن تقوى عناصرُ "الفرقان الشخصي" عن طريق الغَوْص في الآيات والبينات، والتعمُّق في دلالاتها العقلية ومعالجاتها السلوكية، وهدايتها النفسية ﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ ﴾ [الحج: 16].

 

وإنها لفرصةٌ لمن رابطَ في مقام العبوديَّة، مستسلمًا للإله الذي حرَّم عليه الحلالَ في النهار - أن يفتح قلبَه لنور آخر يُخرِجُه من ظلمات الفكر، وتشوُّهات البصيرة، فالله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [الحديد: 9].

 

في رمضان يتنافس الصائمون على مائدة القرآن: "عدًّا " و"قراءة"، ليكون همُّهم آخرَ السورة وآخر الحزب ونهاية الجزء، بينما لا يفقهُ أكثرُهم العِبرةَ في ختام قضية، ونهاية قوم، وآخر قصة...

 

إننا نعيش زمن الخوف على أفكارنا وعقائدنا، ونواكبُ حقبةً يغشاها الرعب على قناعاتنا واتجاهاتنا؛ بسبب الباطل المتفشِّي حولنا، مع أننا الأمة الوحيدة التي حُفِظت لها أهدافُها الكبرى، واتجاهاتُها الفكريَّة، وقناعاتُها العقديَّة في كتاب ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].

 

وحتى نأمَنَ على عقولنا من التشتُّت والتِّيه في زواريب القضايا الفكرية الشائكة، علينا أن نعرف سببَ الصعوبة في التحكُّم في الجانب الفكري، وهي الإرادة الحرة التي يتمتَّع بها كل فرد، ومردُّ تلك المهمة الشاقة إلى عدم مادِّية العنصر الروحي وتقلُّباته السريعة.

 

لذلك؛ لا بدَّ من كسر أقفال القلوب - وهي مهمة سهلة في رمضان، وعليها معينات ربَّانية - بالتدبر ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، وإنشاء قواعدَ قرآنيَّة في الذهن للتفكير والتحليل، والانشداد إلى الأصول الثابتة الربَّانية قبل الخوض في النقاشات والحوارات، وترجمة هذا الانشداد إلى سلوكيَّات وخطوات حياتية، وإن كانت قليلةً، على أن تكون دائمةً؛ لتُعين على ثبات الصِّبغة الروحيَّة، مع الحرص على تنميةِ النشاط العقليِّ بالالتزام بواجب التعقُّل وقت الوجبة القرآنية التي قد تكون صفحةً واحدة، بدلَ التعجُّل وسرعة التنقُّل دون تركيز وتأمُّل.

 

وبعدها، لا حرجَ على من يصنع المنهجيَّة الفرقانية في تداول المسائل العقليَّة، في أن يطوف في ساحات الفكر، على ألَّا يفلتَ حبل النجاة المعقود بناصيتِه من جهة، وبالقرآن من جهة أخرى، فيكون كرائدِ الفضاء الذي يتجوَّل في اللامسافات، آمنًا على نفسه مطمئنًّا على حياته طالما أنه موصولٌ بقاعدة السفينة التي ستعيدُه إلى أرضِ الأمان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة