• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الإسراء والمعراج


علامة باركود

عند ضفتي الحوض

د. حسام الدين السامرائي


تاريخ الإضافة: 11/6/2014 ميلادي - 13/8/1435 هجري

الزيارات: 8468

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عند ضفتي الحوض


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

فقد روى ابن ماجه - بسند صحيح - من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لي حوضًا، ما بين الكعبة وبيت المقدس، أبيض مثل اللبن، آنيَتُه كعدد النجوم، وإني لأكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة)).

 

حينما نتذكَّر ليلة الإسراء والمعراج، فإننا نستحضر دائمًا ذلك الترابط، وتلك التوءمة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، مؤاخاة عجيبة، وتلازم طويل، وحنين وترابط.

 

وتبدأ الحكاية؛ كما في الصحيحين من حديث أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجدٍ وُضِع في الأرض، قال: ((المسجد الحرام))، قلت: ثم أي؟ قال: ((المسجد الأقصى))، قلت: كم بينهما؟ قال: ((أربعون عامًا)).

 

إنهما طرفا حوضِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنهما قِبْلَتا الأرض، إنهما محلُّ الوحي، فكم من نبي أُوحِي إليه هنا! وكم من نبي أوحي إليه هناك!

 

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد رأيتُني في الحِجْر وقريشٌ تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء في بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربةً ما كربت مثله))، فأين عساه أن يتوجه صلى الله عليه وسلم؟! فليس له إلا أن يذهب إلى توءم المسجد الأقصى وهو بيت الله الحرام.

 

وهنا جاء - كما في الصحيحين عن جابر بن عبدالله - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَمَّا كذَّبتني قريش قمتُ في الحِجْر فجلَّى الله لي بيت المقدس، فطفِقتُ أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه))، فانظر إلى هذا الترابط بين المسجدين.

 

إننا لو تأملنا في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة لوجدنا أن النبي عليه الصلاة والسلام كان من نهجِه الجمع بين الضفتين والقبلتين في أكثر من موضع؛ ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تشدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى)).

 

وروي عنه عليه الصلاة والسلام وهو يجمع بين المسجدين: ((فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة)).

 

بل روى أحمد في المسند أمرًا عجيبًا، وهو أنه صلى الله عليه وسلم كان في مكة يجمع القِبْلتين معًا في صلاته؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه، وبعد ما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرًا، ثم صرف إلى الكعبة.

 

ومن العجيب أن هذين المسجدين اشتركا في أمورٍ كثيرة؛ منها ما رواه الخطيب - بسند صحيح - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما حُبِست الشمس على بشر قط، إلا على يوشع بن نون، ليالي سار إلى بيت المقدس، فحبست الشمس في بيت المقدس)).

 

وكذا حبست في المسجد الحرام؛ فقد روى أهل السير قصة حبس الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإسراء والمعراج، حين طالبته قريش بدليل، فذكر لهم قافلة ستدخل مكة قبل الغروب، فتأخَّر مجيء القافلة حتى كادت الشمس تغرب فحبس الله جل في علاه الشمسَ لرسوله عليه الصلاة والسلام حتى دخلت القافلة.

 

ومن عجيب التلازم بين المسجدين أيضًا مسألة مغفرة الذنوب، فكما هو معلوم أنه مَن حجَّ بيت الله الحرام عاد من ذنوبه كيومِ ولدَتْه أمه، وكذا لو تأمَّلنا في المسجد الأقصى؛ فقد روى أحمد وابن ماجه - بسند صحيح - من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَمَّا فرغ سليمان بن داود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله عز وجل ثلاثًا: أن يؤتيَه حكمًا يصادف حكمه، وملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، وأنه لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه))، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما اثنتان فقد أُعطِيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة)).

 

إخوتي الكرام، بيت الله الحرام وبيت المقدس هما بمنزلة العينينِ من الرأس، واليدين من الجسد، والقدمين من البدن، وحين تفقد الأمة أحد هذين الركنين، فإنها ستبقى مشلولة الجانب، فلا ترى بوضوح، ولا تعمل بجد، ولا تتقدم، فكيف لنا أن نبصر بعين واحدة، أو نعمل بيد واحدة، أو نمشي ونتقدم بساق واحدة.

 

دعونا نتأمَّل ذلك الترابط بين المسجدين كما فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد أخرج أبو داود - بسند صحيح - من حديث عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رجلاً قام يوم الفتح، فقال: يا رسول الله، إني نذرت لله إن فتح الله عليك مكة أن أُصلِّي في بيت المقدس ركعتين، قال: ((صلِّ ها هنا))، ثم أعاد عليه، فقال: ((صلِّ ها هنا))، ثم أعاد عليه، فقال: ((شأنك إذًا))، فما فهمه الصحابة هو تلازم هذين المسجدين، وأنهما توءمان لا يفترقان حتى تقوم الساعة.

 

يذكر صاحب كتاب أخبار مكة بسنده قال: قال أبو بكر - أظنه رفعه - قال: "تحشر الكعبة إلى بيت المقدس متعلقًا بأستارها كل مَن حج واعتمر".

 

إنه غاية التلازم بين قرينينِ وحبيبينِ وصِنْوَين، إنهما ضفّتا حوض رسول الله عليه الصلاة والسلام.

 

اللهم رُدَّ المسجد الأقصى إلى حاضنة الإسلام والمسلمين

اللهم إنا نعتذر إليك عن تفريطنا في المسجد الأقصى

حتى أصبح تحت حراب الغاصبين

اللهم حرِّر المسجد الأقصى من براثن الصهاينة الحاقدين

آمين اللهم آمين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد

وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة