• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الإسراء والمعراج


علامة باركود

بين المعراج والنكسة .. تناقض المعاني والنتائج

محمد صديق


تاريخ الإضافة: 11/6/2013 ميلادي - 3/8/1434 هجري

الزيارات: 7582

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين المعراج والنكسة.. تناقض المعاني والنتائج


هناك لحظات في التاريخ الإنساني تعني في آثارها أزمانًا وعقودًا؛ ذلك أن الإنسان الصانع والمتأثر بهذه الأحداث قد ارتفع درجاتٍ أو هبَط دركات، وتتحوَّل أسباب الارتفاع والهبوط إلى سلوك في المجتمع؛ مما يجعَل المجتمع ككلٍّ مرتفعًا أو هابطًا.

 

وتتحول هذه الأحداث إلى مفارق مهمة في تاريخ المجتمعات، وأثناء مرور ذِكراها لا بد من وقوف على أحداثها ونتائجها لدراستها، وتَعظُم ضرورة الذكرى عند تقاطع حدثان متناقضان في تاريخ أمة مثل أمتنا التي تزخَر بأحداث التاريخ.

 

المِعراج ونكسة حزيران حدَثان من أحداث تاريخنا؛ لكنهما مُتناقِضان في معانيهما وآثارهما الكبيرة، الأول ذكرى الإسراء والمعراج؛ حيث انتقل النبي - عليه الصلاة والسلام - مِن أَسرِ العالم المادي مرتفعًا إلى السموات، والذِّكرى الثانية ذكرى نكسة حزيران التي هُزمت فيها الجيوش العربية الثلاثة ومن ورائهم المجتمعات العربية أمام الجيش الإسرائيلي وآلته العسكرية.

 

كِلا الحدَثين لم يَستغرِقا في التنفيذ إلا قليلاً، لكن زمن ما قبل التنفيذ كان طويلاً، فالمعراج كان نتيجة كفاح طويل وصبر على المبادئ، وما يَستتبِع ذلك من عقَبات وآلام اجتماعية ونفسية طويلة.

 

في المقابل كانت هزيمة حزيران نتيجة الغرور المَمزوج بالفشل؛ الغرور في القوة، والفشَل في إعداد الإنسان القوي، الغرور في العدة المادية، والفشل في إعداد العدَّة المعنوية، الغرور في كل شيء، والفشل في كل شيء، فأدى ذلك ببساطة إلى هذه الهزيمة في كل شيء.

 

قبل الهزيمة كان العرب مُغرمين بكثرة الشعارات التي تهز العواطف دون أن تهز شيئًا من حصون العدو التي أقامها على خطوط المواجَهة، لكن الصوت الذي صدح به محمد - عليه الصلاة والسلام - صدع مقولات الجاهلية؛ لأنه كان مقرونًا بواقع تطبيقي.

 

هزيمة حزيران، قالوا عنها: نكسة؛ لتخفيف وطأتها، لكن الهزيمة الحقيقية كانت في المجتمعات العربية وفي الإنسان العربي الذي ظل قيد أسباب الهزيمة دون محاوَلة الخلاص منها، فبقيَت الأساليب ذاتها في حكمة الإدارة والاجتماع، وحتى على صعيد الإنسان، فبقينا نتجرَّع مرارة الهزيمة يوميًّا.

 

وفي الصورة المقابلة انقلبَت حياة النبي وأصحابه معارِج في كل لحظاتهم، فنَشوة الانتصار للمبادئ وسعادة النجاح تَعرج بك إلى السموات في كل لحظة تقول فيها بلسانك أو بأفعالك: "الله أكبر".

 

المِعراج كان ارتفاعًا بالإنسان؛ حيث فُرضت الصلاة التي تعني أنْ لا خضوع إلا لله، أما هزيمة حزيران، فكانت هبوطًا بالإنسان؛ ذلك أنها عنت لنا الخضوع للعدو ومصالحِه؛ مما حدا بنا إلى المطالبة بفلسطين في حدود الرابع من حزيران، في حين أن العرب كانوا قبل ذلك يريدون فلسطين كاملة.

 

أي هبوط أكثر من هذا الهبوط؟! وأي ارتفاع أسمى من ذلك الارتفاع؟! معراج كان الإنسان حاضرًا في كل لحظاته؛ إذ إن الله كرم الإنسانية به؛ حيث أعلمها بإمكانية ارتفاعها عندما تُعلي من شأن الحق في حياتها، وتَبذُل في سبيل مبادئها الغاليَ والنفيس، وهزيمة نزلت بالإنسانية إلى دركات الشقاء؛ إذ إنها جعلت من الإنسان المسلم والعربي ذليلاً أمام آلة تَقتُل بقدر ما تضع فيها من نقود مصنوعة من عرَق المقتولين المخدوعين بسراب أحلام الساسة.

 

وبين الصورتين ترتسِم كثير من علامات الاستفهام، أين تلك المبادئ التي نَعرُج بها إلى السموات؟! وأين تلك الحفر التي تُسقطنا إلى مهاوي الشقاء؟! أين الإصلاحات التي تردم تلك الحفر؟! وأين الإنشاءات التي تبني لنا سلالم الارتفاع؟!

 

سؤال برسم الإنسان الذي سَئم الهبوط.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة