• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / قضايا التنصير في العالم الإسلامي


علامة باركود

المبشرون في مضارب البدو

المبشرون في مضارب البدو
مجلة التمدن الإسلامي


تاريخ الإضافة: 28/1/2013 ميلادي - 17/3/1434 هجري

الزيارات: 11174

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المبشرون في مضارب البدو


في جنوب شرقي تدمر وعلى بعد اثني عشر فرسخاً ونصف منها في بطيحة تُعرَف بوادي المياه يخيم فريق من عشيرة «صليب» التي ترجع في نسبتها إلى إحدى طوائف «الصليبين» الذين طغوا في أواخر القرن الخامس الهجري على بلاد الإسلام فاستولوا على ساحل سوريا وبيت المقدس وكثير من البلدان الداخلية، وقد هبت آنئذ أمراء الإسلام لمنازلتهم وحشد لهم السلطان صلاح الدين الأيوبي الجيوش فأصلاهم حرباً ضروساً في وقائع عديدة انتهت بانتصاره عليهم واسترداده القدس ومعظم البلاد منهم بعد أن مزق جموعهم شر ممزق.

 

فاستكان فريق منهم للبقاء في الأمصار التي وقعت المصالحة على تركها لهم وهامت طائفة قليلة منهم على وجهها في صحراء بادية الشام فنـزل أفرادها بها بعد أن استجاروا برؤساء قبائلها فبسطوا لهم الحماية ثم تطبعوا بطبائع أهل البادية واعتنقوا الإسلام وباتوا لا يختلفون عن البدو إلا بما يبدو عليهم من أمارات الخنوع والذل ولا يعرفون عن عشيرتهم «صليب» إلا أنها من عنصر إفرنجي، وقد تنبهت الجمعيات التبشيرية أخيراً إلى هذه العشيرة فولوا وجوههم شطرها وسارعت إحدى جمعيات البروتستانت الانكليزية بإرسال قس من طائفتها إليهم فهبط تدمر منذ ست سنوات واتخذها مقراً له ثم باشر القيام برحلات متتابعة إلى منازل تلك العشيرة حاثاً أهلها للرجوع إلى دينهم السابق واعظاً وممنياً لهم بالإعطاءات الوافرة ولم يزل هذا دأبه ينفث سمومه حتى اليوم يساعده رفيق له قدم تدمر حديثاً من لندن مزوداً بالتعليمات وبالأموال لمضاعفة المساعي واستئصال المعتقدات الدينية المثبتة في عقول أهل هذه العشيرة وتهيئتهم لقبول المعتقدات النصرانية تمشياً على القاعدة المتبعة عند المبشرين التي نوه عنها أحدهم بقوله: إن أولى أعمالهم هي الدخول على المسلمين من باب التشكيك والهدم ثم التبشير بالمسيحية.

 

كل هذا والعالم الإسلامي لاه عن مساعي هذه الطغمة من المبشرين وكيدهم له وقد أفسح إليهم المجال للإمعان في قصدهم ومهاجمة المسلمين عن طريق إفساد العقائد بأساليب متنوعة يعتمدون بتطبيقها في المدن على إلقاء المحاضرات التبشيرية التي يلبسونها لباساً علمياً يستترون به، وبدأْبهم على تسميم عقول المسلمين من الطلاب في كثير من مدارسهم الأجنبية التي هي مبعث كل شر وبتوزيعهم الكتب المشحونة بأنواع الدس والتعاليم المهدمة للعقائد الموضوعة بقالب أدبي علمي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، وأن الأساليب التي يعمدون إلى تطبيقها في القرى فيستعينون على تنفيذها بمبشرين أطباء ننقل عن أحدهم تصريحاً منها فاه به إذ قال:

يجب على الطبيب المسيحي أن يكون مبشراً قبل أن يكون طبيباً، ومن البديهي أن يكون للأطباء المبشرين تأثير قوي في عالم التبشير وهم يشغلون حيزاً مهماً منه ينطوي عليه عملهم من وضع المريض تحت سلطتهم يستغلون تحطم قواه العقلية في حالة ضعفه فيبثونه من تعاليمهم ما يحمله على الاعتقاد معها بروحانية المسيحية وتأثيرها في الشفاء وربما حالوا دون شفاء أحدهم العاجل إلى أن ترسخ تلك المعتقدات مع طول المدة في ذهنه، ومن وسائلهم الفعالة أيضاً بذلهم المال للإغراء في الباطن وللمساعدة الإنسانية المجردة في الظاهر معلنين أن تعاليمهم الدينية تقضي بذلك ليحملوا القرويين على الاعتقاد بأنهم لا يتخلون عنهم ولا يضنون عليهم بالمساعدة وأنهم يشاركونهم في آلامهم ويظهرون إليهم منتهى الشفقة والحنان ليتمكنوا من تهيئة أفكار أولئك القرويين لقبول دعوتهم مستفيدين من حسن الثقة التي أحرزوها لديهم، وقد نجح هذا النوع من التبشير كما يظهر في عشيرة صليب التي راعنا منها ثبوت قدم المبشر فيها وإيناسها به ومفاجأتنا بهذه النتيجة المريعة التي سوف لا يجد مرشدو هذه الملة الحنيفية وعلماؤها في هذا العصر أمام رسول الله - صلى الله عليه وآله - عذراً معها إذا ما سئلوا عن عدم إرشاد أهل هذه العشيرة وعن ترك الأفاكين من طغمة المبشرين يضلونهم ويعملون على إفساد عقائدهم الدينية وحملهم على التنصر يساعدهم في مهمتهم هذه بقاء أهل تلك العشيرة على الفطرة لا يفوقون في عقليتهم إدراك الطفل مع عدم وجود مرشد لديهم يثبتهم على دينهم أو واعظ يشد الرحال إليهم ويعمل على تقوية إيمانهم ويحبط مسعى المضلين.

 

إن الواجب الديني يدعو المسلمين أن يطلعوا على ما يحاك لتقويض أركان دينهم وعلى الحملات التي يوجهها التبشير لمحاربة الإسلام ومهاجمته في عقر داره وها هي رسله تتغلغل حتى في مضارب البدو وكأنه لم يعد لهذا الدين حماة يذبون عنه ولو بمقارعة الحجة بالحجة تجاه أضاليل التبشير ليزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً.

 

هذه كلمة أسوقها إلى العالم الإسلامي على صفحات مجلة التمدن الإسلامي الغراء متوخياً من وراء ذلك الدعوة لإيجاد لجنة منتخبة من جمعياتنا الدينية غايتها تتبع سير التبشير في البلاد وتوحيد المساعي للعمل على مكافحته وتسيير المرشدين للمناطق والقرى التي نمت فيها جراثيم التبشير لتطهيرها واستئصال ما علق بالأذهان منها مستفتحين بعشيرة صليب المذكورة للذود عن حياض هذا الدين الحنيف الذي يستصرخ المخلصين حماته لرفع لواء مجده.

 

أخذ الله بأيدي المصلحين لما فيه الخير للإسلام والمسلمين[1].

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد الثالث، 1354هـ



[1] التمدن: لو أن موارد جمعيتنا كافية لما تأخرت عن القيام بمثل هذه الأعمال الجليلة التي أنشئت من أجلها ، فهل تكون هذه الكلمة مما يبين ضرورة مؤازرة الجمعيات العاملة للمخلصين؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة