• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / قضايا التنصير في العالم الإسلامي


علامة باركود

هل يبحث المسلمون لهم عن بابا؟

بهاء الدين الزهري


تاريخ الإضافة: 13/1/2011 ميلادي - 8/2/1432 هجري

الزيارات: 8256

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعلمُ أنَّ هذا عنوانٌ مستفِز، ويُغضِب الكثيرين، منهم أنا، ولكنَّه أمرٌ واقِعٌ مؤسفٌ، أنْ ينتفض العالَم المسيحي الأرثوذكسي والمسيحي البروتستانتي إلى مقْتلِ بعض المسيحيِّين من العالَم الأرثوذكسي، على الرغم مِن كونهم يُكفِّر بعضُهم بعضًا، والقتْلى بينهم مسلمون، ولم ينتفضْ أحدٌ لمَن مات مِن المسلمين، بينما هبُّوا وقاموا ولم يقْعدوا ولن يَقْعدوا لمَن مات من المسيحيِّين.

 

ونحن لا نُهوِّن مِن قتل المسيحيِّين، بل هي جريمةٌ بكلِّ المقاييس، ولكن أن تستغلَّ هذه الواقعة مِن جميع الأطراف لصبِّ جامِ غضبهم على المسلمين، وكَيْل التُّهم لهم، والتدخُّل في صميم شؤونهم، والتعدِّي لا على ساستهم ورؤسائهم، بل على رُموزهم الدينيَّة ومؤسَّساتهم الإسلامية، بل وعلى الإسلام نفسه.

 

وبغض الطَّرْف عمَّن مات مِن المسلمين، وليس ثَمَّ أدْنَى مراعاة لمشاعرهم، ولا يسأل عن ذويهم وأهليهم، ولا تُقدَّم لهم مواساة، في الوقت الذي تخضَع فيه الرقابُ للكنسية الأرثوذكسية وللبابا الأرثوذكسي، وتُقدَّم الهِبات والعطايا للضحايا وذويهم، وتُقام السرادقات والعزاءات، وتُقدَّم الامتيازات، وتَعدَّى ذلك إلى سنِّ القوانين لإرْضاء البابا والكنيسة.

 

بل وأبعد مِن ذلك فيُقتل في سبيلِ البحْث عن مرتكبي الجريمة مَن يُقتل من أبرياءِ المسلمين، وتُنتهك حُرماتُهم، ويُتعدَّى على أعراضهم، ويُعذَّبون أشدَّ العذاب، ويُصبح كلُّ مسلم لا سيَّما الملتزمون منهم كأنَّه صاحب التُّهمة والجريمة، يخاف أن تخطفه أيدي الأمن والسُّلطة والنِّظام، وهو في وطنِه وأرْضه وعمله وبين أهله وذويه!

 

ناهيك عن أهمِّ أسباب هذه الفِتنة، وهو الدَّور السياسي للكنيسة بابا الأرثوذكس، الذي طال فوقَ يدِ القانون والدولة إلى حدِّ اختطاف مسلمين وحبْسهم في الكنائس، وما خفِي كان أعظمَ.

 

فأيُّ مهانةٍ بعد ذلك للمسلمين، وأيُّ ذِلَّة؟! مَن يأخذ لهم بحقوقهم؟ مَن يصون كرامتهم؟ مَن يحفظ لهم ماءَ وجوههم؟ مَن يَدْفَع عنهم؟ لنا الله، ولا ربَّ لنا سواه، ولا ملجأَ ولا ملاذَ لنا إلا إليه.

 

وربَّما تعجَّب بعضهم؛ لماذا لَمْ تنتفض أمريكا وإنجلترا، كما انتفَض بابا الفاتيكان وأوروبا؟ والإجابة يسيرة؛ لأنَّ أيديهم ما زالتْ ولا تزال مخضَّبة بدِماء المسلمين في شتَّى بِقاع العالَم، وليست أوروبا والفاتيكان ببُرآء، ولكنَّهم ليسوا في المواجهة، بل مِن وراء وراء.

 

ولِم لَمْ ينتفضِ العالَم الذي يدَّعي مراعاته لحقوق الإنسان، وأنه إنما ينتفض لأجلِ الضعفاء والمستضعفين في شتَّى بِقاع الأرض، كما يزعم بابا الفاتيكان؟ لِم لم ينتفضْ مِن أجل مَن مات مِن المستضعفين المسلمين، لا نقول في فلسطين أو العراق أو السودان أو غيرها، ولكن في نفْس الوقت والحين في نيجيريا على أيدي المسيحيِّين؟!

 

إنَّ التاريخ الأوروبي والأمريكي والفاتيكاني وعامَّةً الكنسي لأسود مليءٌ بمِئات الجرائم التي انتهكتْ ضدَّ الإنسانية عامَّة، والإسلام خاصَّة، وشهاداتهم على أنفسهم، وإدانتهم لأنفسهم أكثر مِن أن تُذكر أو تُحْصَى.

 

فنحن لا نُريد من أحدٍ التدخلَ في شؤوننا، ولم نطلب مِن أحد الدفاعَ عنَّا، أو مساعدتنا، ونرفض كلَّ الرفض المساسَ بأية ذرَّة تتعلق بديننا، ودون ذلك الدَّم، كما قالها أرثوذكس مصر، ونحن أَوْلى بها.

 

نحن نعلم بمُخطَّطاتهم الصَّليبيَّة، وعدائهم وحِقْدهم الدموي الدفين، ولا نُلقي بالتبعة دائمًا عليهم، بل لا بدَّ مِن الالتفات إلى أنفسنا، ومعرفة مواطن الضَّعْف والخلل، وسدِّها ورأْبِها، ولا نسمح للعدوِّ أن يدخُل مِن خلالها، وفي المقابل لا بدَّ مِن الإصلاح العام، لا سيَّما السياسي والتنموي، ولكن الخطاب لمَن؟ ومَن يسمع؟ ومَن بيده تغيير الأمور، وتبديل الأحوال؟ والكل خاضِعٌ ذليلٌ لا يُسمع له صوتٌ أو دَويٌّ إلاَّ في وجوه الأبرياء والضُّعَفاء، والمخلِصين الأوفياء.

 

لا بدَّ مِن البحث عن عزَّتنا الغائبة، لا بدَّ مِن الاعتزاز بذاتيتنا، لا بدَّ مِن الاعتزاز بدِيننا وإسلامنا، لا بدَّ مِن الاعتِزاز بحضارتنا، لا بدَّ مِن نهضةٍ حضاريَّة إسلاميَّة شاملة نعتزُّ فيها بحضارتنا، ونتقدَّم بها للأمام، لا بدَّ مِن نبذ الخضوع والاستكانة والاستسلام، لا بدَّ مِن نبْذ عقدة النقْص والشعور بالدونية، ولا سبيلَ إلا بالرُّجوع إلى ذاتنا الحضارية، ولا بدَّ مِن محاور ثلاثة: محور الهُويَّة، ومحور الخصوصيَّة، ومحور العالمية.

 

أما محور الهُويَّة: فهي إسلاميَّة لا عربية ولا غيرها، ولا بدَّ مِن شرْح دقيق لمعنى الهُويَّة والرُّجوع إلى أصْلها ومُسلَّماتها، كما عرَّفها السَّلَف الأوَّلون.

 

ومحور الخصوصيَّة: أنَّ نقطة انطلاقِنا لن تبدأَ إلا مِن داخلنا، ومراعاة أحوالنا العُرفية والمجتمعيَّة، السياسيَّة والاقتصاديَّة، الفِكرية والعلميَّة، ولا يصحُّ استقدامُ أفكار أو طُرق غربية غريبة عنَّا، فلكلٍّ تاريخُه وحضارته ومقوماته.

 

وأمَّا محور العالمية: أنَّ دِيننا وحضارتنا ليستْ قاصرةً علينا، أو لا تصلُح إلا لنا، بل هي عالمية شامِلة، تصلح لكلِّ مكان وزمان، وتُراعي أحوالَ المجتمعات كافَّة، وتحتضن جميعَ الحضارات، وتذوب بداخلِها جميعُ الأعراق والأجناس، وإنَّ التاريخ لخيرُ شاهد، لا يُنكِرُه إلا جاهلٌ أو جاحِد معانِد.

 

ولهذه المحاور الثلاثة حوار يطول جدًّا.

 

ولله الأمرُ مِن قبلُ ومن بعدُ، وهو المستعان وعليه التكلان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة