• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / المرأة في الإسلام


علامة باركود

المرأة المسلمة والأزمة الاقتصادية

المرأة المسلمة والأزمة الاقتصادية
فاطمة عبدالرؤوف


تاريخ الإضافة: 9/2/2015 ميلادي - 20/4/1436 هجري

الزيارات: 6016

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المرأة المسلمة والأزمة الاقتصادية


يخطئ مَن يظن أو يعتقد أن المرأة المسلمة التي تَعِي ماهية إسلامِها أنها مجرَّد أنثى مستضعَفة، لا تعرف من أمور الحياة شيئًا غير الطهي والتنظيف، وبعض العبادات التي لا تشتبك مع واقع الحياة.. ربما تكون هذه هي الصورة التقليدية، التي تحاول وسائل الإعلام تقديمها عنها؛ فهي امرأة - في ظنهم - تعيش وراء الأسوار، لا تدرك الكثير مما يدور حولها في وطنها أو في العالم، وبالتالي ليس لديها القدرة على اتخاذ القرارات؛ فهي باختصار ليست فاعلةً في هذه الحياة، وهي صورة مغلوطة ومشوَّهة ومزيفة، فالمرأةُ المسلمة ومنذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- لها حضورُها وفاعليتها، ولكن وسائلَها في ذلك مختلفةٌ للغاية عن المرأة العَلمانية المتغرِّبة، فالمرأة التي تربِّي طفلاً تستثمر فيه جهدها وعِلمَها، تعمل في صناعةٍ من أصعب وأدقِّ الصناعات، وهي صناعة الإنسان، وصناعة النفس البشرية بتعقيدها، الذي هو مجال للعديد من الدراسات النفسية والاجتماعية والدينية.

 

المرأة المسلمة تُسهِم بنصيبِها في كل مناحي الحياة، ولو أخذنا المجال الاقتصادي كنموذج، سنتعرف كيف تسهم المرأة فيه.

 

يقولون: إن المال عصب الحياة، وإن السياسة في أهدافها النهائية تابعة للاقتصاد.. بل لعلَّ الاقتصاد هو المحرِّك الأساسي للعديد من الحروب الكبرى في العالم، وحسب قوة الاقتصاد ترتقي الأمم.. هناك إذًا عَلاقة جدلية بين الاقتصاد وبين كافَّة مناحي الحياة، ومن المعلوم أن معظم دولِنا الإسلامية تَعصِف بها الأزمات الاقتصادية؛ مما انعكس على تطور الحياة في هذه الدول، فضعفُ الاقتصاد سيجعل الإنفاقَ على التعليم والبحث العلمي ضعيفًا، ومن ثَمَّ يكرس لحالة الفقر والتبعية التي نعيشها، فكيف يمكن للمرأة المسلمة الواعية أن تُشَارِك في الخروج من هذه الدائرة؟

 

بدايةً، أيتها المرأة المسلمة، لا بدَّ أن تَثِقِي في ذاتك الحضارية التي منحكِ إيَّاها دينُك العظيم، ولا يفتُّ في عَضُدِك حملاتُ المُغرِضين، الذين يريدون أن يفتنوكِ عن طريقك، ويقلِّلوا من قدرك، ولا تستهيني أبدًا بقدرتك على التغيير؛ فما الأمم إلا مجموعةٌ من الأفراد.. اجعلي من نبي الله إبراهيم - عليه السلام - قدوةً لك؛ ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120]، كوني أُمَّةً؛ كي تنهض أمَّتُنا على كافة المستويات.. إن علينا معشر النساء المسلمات أن نتواصَى فيما بيننا لأداء الدَّور المنوط بنا القيامُ به، إن المرأة المسلمة الواعية تمتلكُ مفاتيحَ قد تبدو بسيطةً، ولكنها بالغة الأهمية لو تم تفعيلها.

 

المرأةُ المسلمة لا بدَّ أن تمتلك نظرةً نقديةً واعية عندما تشتري أي شيء؛ لأنها تحافظُ على مال الأمَّة، وليس مجرد مالها الخاص، فلا شكَّ أن هناك الكثير مِن السلع الاستهلاكية التي تعمر بها الأسواق في كافة المجالات، والسؤال الجوهري الذي تسألُه المرأة المسلمة هو: أي هذه السلع الاستهلاكية هو حاجة حياتية حقيقية، وأيها حاجة وهمية زائفة؟

 

المشكلة أن الحاجات الزائفة تبدو ملحَّة وحقيقية نتيجةَ الدعاية المكثَّفة، ونتيجة التقليد الأعمى، وبالتالي تشعر الأسرة بالاختناق من كثرة الضغوط التي تقع عليها.. سأضربُ مثالاً بسيطًا: أسرة لديها عروسٌ، كم نوعية من الأطباق تشتري؟ وكم طبقًا يُستخدَم؟ وكم طبقًا يُوضَع في سلعة أخرى اسمها (النيش)، الذي لا يكاد يخلو بيت منه؟ ولو تأملنا الهدف الوظيفي منه، لوجدناه لا شيء، فهو يحفظ الأدوات الفَخْمَة التي لا تستعمل، وهو أداة للتفاخر والمباهاة، ثم هو بحاجة لوقت وجهد لتنظيف ما به؛ حتى يحافظ على بريقه، وهو لون آخر من استنزاف الموارد البشرية، وهو استنزاف الوقت، الذي يبدو في أحيانٍ كثيرة سلعة بلا ثمن عند كثير من النساء، أما المرأة المسلمة، فلا تستخفها الدعاية ولا التقاليد، وهي لا تحب التفاخر والمباهاة، وبالتالي فهي تحفظ وقتها، وتحفظ مالها، وكأنها تقول للشركات العالمية الكبرى: غُرِّي غيري؛ فلستُ ألعوبة تستخدمونني.

 

المرأة المسلمة تمتلك بدائلَ كثيرةً، وحلولاً إبداعية لقضية غلاء الأسعار؛ فهي لا تستجيب بسهولة لضغط السوق؛ لذا لا بد لها من التفكير الجيِّد في الحاجة الحقيقية، والكمية المطلوبة، وتسجيل ذلك، وعدم شراء أي سلعة أخرى لم تضمن في القائمة، ويُعِينها في ذلك شراء مستلزمات المنزل بالجملة في أول الشهر، والاستفادة من العروض التي تقدِّمها المعارض الكبرى، بشرط واحد أن تكون للسلعة حاجة حقيقية.

 

على المرأة المسلمة مقاطعةُ المنتجات التي ارتفع سعرُها بشكل حادٍّ، والإقبال على بدائلها، والاهتمام بهذه البدائل؛ كالاهتمام بالبروتين النباتي، واستحداث طرق طهي مختلفة له والإبداع في ذلك، والمرأة المسلمة تعي أهمية التوسط والاعتدال في كل أمر، وعلى رأس ذلك الطعام والشراب؛ ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

 

ومن الرائع أن نتواصل عبر تقنية الهاتف المحمول، ولكن أن نُنْفِق في بلدٍ مثل مصر نحو عشرة مليارات جنيه سنويًّا في الدردشة، فهذا أمر يدعو للعجب.

 

وأخيرًا، المرأة المسلمة تعتبرُ الادِّخارَ واجبًا دينيًّا وواجبًا وطنيًّا من أجل مستقبل أمتها عندما نسترد هُوِيَّتنا الحضارية ونحدد أهدافنا.

 

المرأة المسلمة إذًا ينبغي أن ترفعَ راية الثورة على السلع الاستهلاكية، والقيم الاستهلاكية؛ فهي تستشعر بالأمانة التي منحنا الله إيَّاها، وتُدرِك أن المال قوامَ الحياة، فلا تنفق إلا ما تقتضيه الضرورة الحياتية التي تقرِّرها الحاجة الحقيقية، لا الأعراف البالية، ولا مَن لا يَرَون فينا غير سوق استهلاكية كبيرة، وهذه هي الخطوة الأولى للخروج من أزمتنا الاقتصادية، ومن ثَمَّ تترى خطوات حريتنا الاقتصادية، ونستطيع أن يكون لنا وجودنا وقيمتنا، وتعود لنا دورة الحضارة، التي ستضع فيها المرأةُ المسلمة بصمتَها المميزة كما قامت بذلك من قبل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة