• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / المرأة في الإسلام


علامة باركود

من صفات المرأة الصالحة

من صفات المرأة الصالحة
بثينة محمد علي الصابوني


تاريخ الإضافة: 29/7/2018 ميلادي - 17/11/1439 هجري

الزيارات: 44493

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من صفات المرأة الصالحة


في كل مرة نتكلَّم فيها نحن أو غيرُنا عن المميَّز الذي يَستحقُّ البقاء، والتميُّز الذي يستطيع أن يتعدَّى معوقات العصر الحاضر بكفاءة عالية وقدرة على الصمود والبقاء، فإن الكلمات تتوالى للحديث عن الإنسان القوي، والشخصية القوية، وأن البقاء لمن ينفعُ الناسَ؛ قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الرعد: 17]، وذلك حقٌّ، لكن بشيء من التفصيل والتمحيص، فإن الإسلام بقي على مرِّ العصور شامخًا رغم شدَّة العداء وكثرة المعادين؛ لأنه الأقوى حجةً، والأقوى حضارةً، والأقوى مرونةً، والأقوى في كلِّ عناصر القوة المختلفة، ولأن المسلمين هم الأقوى بإسلامهم مع حفظ الله ورعايته، بقوا عبر القرون وبقِيَتْ لغتُهم، وصمدوا مع كلِّ الحروب الخارجية والفِتَن الداخلية.

 

وعندما نتحدَّث عن المرأة المسلمة التي جعلت الإسلام أساسَ بناء شخصيتها، فإننا نتوجَّه إليها لنُهنِّئها ونلومها في وقتٍ واحدٍ، نُهنِّئها بأنها من سُلالة الأتقياء من سَلَفِ الأُمَّة رجالًا ونساءً، ونلومها، لنقول: أين أنتِ من الاقتداء بآبائك وأمَّهاتك؟

 

لقد وُصِفت المرأة الغربية بأنها "في الغالب": قويةٌ في المطالبة بحقوقها، قويةٌ في إبداء رأيها، قويةٌ في عنايتها بصحَّتها وجسدها ورياضة بدنها، قويةٌ في إثبات وجودها، قويةٌ في تنمية شخصيتها، قويةٌ في اقتحامها ميادين البحث العلمي والدراسات التقنية، قويةٌ في رعايتها لأبنائها على أساس العلم وما تصدره مراكز التربية مِن نصائح وإرشادات، لكنها ضعيفةٌ في عفَّتها وحمايتها من إغراء مخادع واستدراج ماكر، إنها تتَّصِف بالعلم بوسائل الحياة وكيفية استخدامها على الوجه الأكمل في خدمة ذاتها وابنها، لكنها تجهل غاية هذا الوجود ومُنتهى هذه الحياة، وهي امرأة تهتمُّ بالذوق الجمالي، لكنها تُهمل المبدأ الأخلاقي، وهي تحصر الفضائل في المتع الحسية وثقافة الاستهلاك.

 

وإن نوعًا آخرَ مِن النساء تحكمُهنَّ العادات والتقاليد والأعراف العصبية في الأقطار العربية والإسلامية، فتُوصَف الواحدةُ منهنَّ بأنها ضعيفةٌ تتأثَّر بالبيئة في الاحتشام وعدمه، وتحتكم إلى ما يقوله الناس، وهي فوق ذلك ضعيفةُ العلم، أو جاهلةٌ بالوسائل التي من شأنها خدمة نفسها وأسرتها ومجتمعها ومبادئها وفضيلتها.

 

لكن الإسلام يُريد المرأة التقيَّة الفاضلة العفيفة التي تحيط علمًا على أساس اليقين بغاية الحياة وحقيقة الوجود، وتحيط علمًا بعلوم الحياة ووسائلها، وتستخدم كلَّ ذلك في خدمة دينها ونفسها وأسرتها، ومبادئها السامية، وفي تسهيل مُهمَّتِها في الحياة، وتلتزم المبدأ والتضحية في سبيله، وتعشق العفَّة والحجاب والفضيلة والاحتشام، وهي في الوقت نفسه كيِّسةٌ فطنةٌ، تنتبه لما يدور حولها في مجتمعها، فتفكِّر في الأحوال حولها، فتُشير وتكتب، وتنتقد وتنصح، وتُصحِّح، فيستفيد منها زوجُها، وابنُها، وابنتُها، وأقاربُها، ويستفيد منها مجتمعُها، تعرض رأيَها بقوَّةٍ مع الأدب، وبحكمةٍ بعدَ تمعُّنٍ وتفكيرٍ، هذا النوع من النساء قُدوتهن المرأة الصحابية التي شاركت الصحابي مسؤولياتِه وهمومَه وآمالَه وآلامَه.

 

أيتها المرأة المسلمة، لقد كانت المرأة المسلمة في سلفنا الصالح مثالًا لقوة المرأة الفاضلة العفيفة الطاهرة المحتشمة، فحين كان أبو لهب وعقبة بن أبي معيط وأبو سفيان يقودون المقاومة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضد الإسلام، كانت درة بنت أبي لهب وأمُّ كلثوم بنت أبي معيط وأمُّ حبيبة بنت أبي سفيان، يستأجِرْنَ الرواحل للهجرة إلى الحبشة، وكانت الصحابياتُ السابقات أمثال: أم عمار وأم سلمة وصفية بنت عبد المطلب ومئات الصحابيات اللاتي وقفْنَ مع الصحابة جنبًا إلى جنب دون أن يفقدْنَ حياءهنَّ أو حجابهنَّ أو عفتهنَّ وطهارتهنَّ، قوةً في التزام المبدأ، وقوةً في التعامُل مع الحياة، وكانت الشفاء بنت عبدالله واحدةً من أمثلة المرأة الفاضلة التي اختُصَّتْ في تعليم النساء الكتابةَ والطبَّ في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تولَّت الحِسْبة في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

 

لقد كانت المرأةُ المسلمة الصحابية والجيلُ الذي فهم الإسلام بعدهنَّ يُدرك أن المرأة يجب أن تكون أُمًّا طاهرةً زاكيةً مربيةً في بيتها، تعمل من أجل حياتها الأسرية، ومن أجل دينها، وهي إيجابيةٌ في مجتمعها، داعيةٌ ناصحةٌ، متفاعلةٌ مع قضاياه، متأمِّلة، متفكِّرة في أحوال بيئتها وسير الأمور والأحوال فيها، دون أن تفقد حياءها وعفَّتها وطهارتها..

 

فإذا وصلنا إلى هذه النقطة فتعالوا نتأمَّل بعد ذلك بعضَ سمات الشخصية القوية التي نُريد المرأة أن تتحلَّى بها:

• إيمان يصبغ جوانب الشخصية، ويطفَح في حياة صاحبتها؛ ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138].

 

• قوية في جسدها، فلا تأكل شرهًا، ولكن تأكل بحكمة ما يحتاجه جسدُها دون تَقْتيرٍ ولا إسراف، ثم هي تُمارس المهام الجسدية، تقوِّي جسدَها، وتُرضي ربَّها، وشيءٌ من الرياضة لا يضرُّ.

 

• وهي قويةٌ في عَلاقاتها الاجتماعية، فلا تُهمل الأخبار ولا تتأثَّر بكلِّ ما يُقال، فليستْ إمَّعةً تابعةً، بل قوية متبوعة، تُحسِن الحديث وتُحسِن المعاملة، وتُؤدي الحقوق الاجتماعية بمهارةٍ وكفاءةٍ.

 

• وهي قويةٌ في نفسها، تعي ماذا تريد ولماذا، وكيف تصل إلى ما تُريد، إنها تفهم ذاتها، وهذا هو أهم جوانب قوة الشخصية.

 

• أما عقلها وفكرها، فلأنها قويةٌ فلا تفتأ تتعلَّم وتفكِّر، وتسمع المعارف وتُحلِّلها، وتسمع الآراء وتصفِّيها، وتتعلَّم أمورَ دينها وما ينفعها في ذاتها، وفي أسرتها ومجتمعها، إنها تُكثر القراءة وتُكثر التفكير فيما تقرأ، وتُكثر التفكير فيما تشاهده من أحداث للربط بين المقروء والواقع، وهي بتلك القراءة وذلك التفكير تدحَر شياطين الإنس والجن، وتُفوِّت فُرَص الكيد والمكر الخدَّاعة.

 

والقوية هي التي تُعمل فكرها في حياتها، فتُفكِّر وتُبدع في طبخِها وتربيتها وطريقةِ تعامُلِها مع أسرتها وطريقةِ تفاعُلِها مع تحدِّيات الحياة حولها، فليست المرأة القوية تلك التي تُطبِّق ما تتعلَّمه، ولكنها التي تُبدِع الجديد في مجالاتها كُلِّها، ثم هي القوية التي لا تفتأ تخدم دينها، وتنشر عِطْر عفَّتها بين بنات جنسها، وتُبيِّن محاسن الإسلام في بيتها، وفي مجالسها، وتحمل همَّ الدعوة إلى الدين القويم، تلك هي امرأتنا التي نُريد، والتي رصدنا لها كلمتنا، فلتكن قويةً عفيفةً كما كانت أمهاتها الصالحات والصحابيات الناجحات وبنات الأجيال المؤمنة من النساء بعدهنَّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة