• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الإنترنت (سلبيات وإيجابيات)


علامة باركود

لصوص الإنترنت وسارقو الفكر والإبداع، من يحاسبهم؟!

لصوص الإنترنت وسارقو الفكر والإبداع، من يحاسبهم؟!
مصطفى قاسم عباس


تاريخ الإضافة: 2/7/2012 ميلادي - 13/8/1433 هجري

الزيارات: 10966

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لصوص الإنترنت وسارقو الفكر والإبداع

من يحاسبهم؟!


ماذا تفعلُ إذا أمضيتَ عدة أيامٍ وأنت مُطرِقٌ متأمِّلٌ، ولك جَفنٌ مؤرَّقٌ، وفكر مُتَّقِد، وجَنْبكَ يُجافي الكَرى، وعينكَ تهجرُ الوسَنَ إلى أنِ انتهيتَ من كتابةِ دراسةٍ فريدةٍ في غاية الإبداع وقمَّة الإتقان، أو مقالةٍ كالشَّمسِ وضُحاها.

 

ولكنْ فجأة! وبينما كنتَ تُقلِّب صفحاتِ الشَّبكة العنكبوتيَّة (الإنترنت) وجَدت أنَّ أحدَهم قد سرَق تلك الدراسةَ، ونَسبَها نَسبًا غيرَ شرعيٍّ إلى نفسه، وليتَه سرَقها خِلسةً، وهو يَمشي على استحياءٍ كما هي عادة اللُّصوص، بل سرقها جِهارًا نهارًا مُعلِنًا للملأ أنَّه السَّارق؛ حيث لصَق اسمَه بجانب تلك الدراسة، وقام بمسْح اسمك.

 

ثم إنَّ ذلك اللصَّ شعرَ بالإعياء والتَّعب بعد أن بذَل ذلك الجهدَ الجهيدَ في النَّسخ واللَّصق، فما كان منه إلا أن رسمَ بسمةَ رضا صفراءَ على شفتَيه، وأقنعَ نفسه بأنَّه حقًّا هو صاحبُ تلك الدراسة الإبداعيَّة، ومن ثَمَّ أسلَم جفونَه للنوم، وذهَب في سُبات عميق، بعد طول سهرٍ، ومعاناةِ سهدٍ، وتمحيصٍ وتدقيق؟!

 

وماذا تفعل - أيُّها الشاعرُ المبدِعُ - إذا سَكَبتَ أحاسيسَكَ ومَشاعرَكَ في بُحور الشعر المُفعَمةِ بالحبِّ، ومزجتَ عواطِفك الْحَرَّى بدماء دموعِك، ومِداد يَراعِك، ثم غَرستَ فسائلَ إبداعكَ في ضميرك ووحي قلمك، فنبتتْ في بُستان فكْرك قصيدةٌ مُفعَمةٌ بالوِجْدان، تبهر الألبابَ، وتُطرِب الفؤادَ، وتُوقِظ الوسْنانَ، وتُشنِّفُ الآذان.

 

وبينما كنتَ تُقلِّب صفحاتِ (الإنترنت) وجدتَ أيضًا أنَّ أحدَهم قد قام بسرقة تلك القصيدة منكَ، سرَقها بكلِّ ما تَحويه من عواطِفك وأحاسيسكَ، ونسَبَ القصيدة نسبًا غير شرعيٍّ إلى نفسه، ولم يَرْعَ حُرمةً لعِرض الشِّعرِ، وشرفِ بناتِ الأفكار، ولم يُخْفِ جرائمَه الشنيعةَ تلك، بل وضع اسمه في نهاية القصيدة، ونسيَ أو تَناسى أنَّ الإنسان إذا بُلي بارتكاب المعاصي عليه أن يستتِرَ؟!

 

لا ريب - أيها المفكرُ والأديبُ والشاعرُ - أنك ستَشعر بالغضب، بل تكادُ تَمَيَّز من الغيظ، وقد تَهمِس في سرِّ نفسك، وتُناجي طيفَ فكْرك:

رحِم الله لصوصَ تلك الأيام، وما أشدَّ حياءَ لصوصِ الأموال، وسارقي النفائسِ! حيث كانوا يتخفَّون ويَسرِقون ووجوهُهُم مُصفَرَّةٌ، وفرائصُهُم ترتَعدُ، وأياديهم ترتجفُ خوفًا وقلقًا، فأحدُهم عندما يَسرِق مالاً أو ذهبًا أو كنزًا يُحاوِل جاهدًا ألاَّ يتركَ أيَّ أثرٍ يدلُّ على فِعْلته الشنيعةِ تلك، وما رأينا سارقًا وضَع قُصاصة وَرقيَّةً بعد عمليَّة السَّرقة ووضَّح فيها اسْمَه، ونَسَب السرقةَ إليه.

 

أمَّا في (الإنترنت) فإنَّ اللصوصَ كُثُرٌ، وخاصةً إذا لم يكن هناك رادِعٌ من الله يَردعُهم، وعقوبة من الْخَلْقِ تَزجُرهم، فسارق المال تُقطعُ يدُه كما قال - تعالى - في كتابه العزيز: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38]، أمَّا لصُّ (الإنترنت)، وسارقُ أفكار البَشر ومواهبِهم فمَن يَقطع يده؟ ومن يُحاسِبه؟ وإذا لم يَخف من الله فمن أيِّ أحد سيَخاف؟!

 

هذا مع أنَّنا نَعلم أنَّ السرقةَ سرقةٌ، وأنَّ اللصَّ لصٌّ، سواءٌ أكانت الأشياءُ المسروقةُ مالاً أم فِكرًا أم أيَّ شيءٍ آخرَ؟ بل إنَّ سرِقةَ الفِكر تكون أشدَّ خطرًا من سرقة المال؛ لأنَّ المال قد يَحصل عليه أيُّ شخصٍ، فهو في مُتناولِ الجميع، أمَّا الإبداعُ السَّامي، والفِكرُ المتألِّق، والعاطفةُ المَشبوبة بلوعَةِ كاتبها لتُخرِج قصيدةً كحديقة ذاتِ بهجة، والمقال المتجدِّد، والدراسة الجادَّة الفريدة، فهذه الأشياء لا يَستطيع أيُّ شخص أنْ يحصل عليها؛ لذلك هي أشياءُ خاصَّةٌ بالمُبدِعين والمفكِّرين، وليست مَشاعًا يَرتعُ فيه كلُّ من يريد، ولا شرابًا سائغًا لكلِّ الشَّاربين.

 

فبابُ السرقة في (الإنترنت) مفتوحٌ لكلِّ من لا خوفَ من الله يَحجُبه، ولا ضميرَ يَردَعه؛ لأنَّ الشبكة العنكبوتيَّة مَرتعٌ خِصبٌ للأدعياء، وهي في الوقت ذاته مُستنقعٌ آسنٌ لكلِّ من يعُبُّ منه ويردُّ أُجَاجَه من لصوصِ الفِكر، وسارقي المواهب، وقُطَّاع طريق النِّتاج الأدبي والثَّقافي والفكري، ففي (الإنترنت) يَكتب مَن شاء ما شاء، ويَسرِق مَن يريد لكلِّ مَن يريد، أما في المجلات العلميَّة والصُّحف والكتب فقد نَجد في حالات نادِرة أنَّ أحدهم قام بسرقة قصيدةٍ أو رواية أو مَقالة، ونَشَرها في تلك الصحيفة أو المجلة أو الكِتاب، ولكنْ حتى وإنْ نشَرَها فإنَّه سرعانَ ما يُفتضَح أمرُه، ويردُّ عليه الكثيرون من أنصار ردِّ الحقوق إلى أصحابها، وخاصةً إذا كانت القصيدةُ مشهورةً، وكان السارقُ - إضافةً إلى سرقته - مُغفَّلاً، ويظنُّ أنْ لا أحدَ يعلم من هو صاحب القصيدة ومُبدِعُها.

 

وعلى كلِّ الأحوال، ليست النائحةُ كالثَّكلى، والخليقةُ التي تكسُو صاحبَها مهما حاول أنْ يُخفيَها فلا بدَّ أنْ تَظهر يومًا ما للملأِ.

 

وعلى المنتحِل والسارق أن يعلم عِلم اليقين أن كلَّ قصيدةٍ أو مقالة أو دراسةٍ تَرِثُ بالفطرة لغةَ كاتبها وعواطفَه وفكرَه وأحاسيسَه وأسلوبَه، فالمُتمرِّسون بالنَّقد الأدبي والتَّذوق الفطري للنصوص يَعرِفون من النَّظرة الأولى كاتبَ النِّتاج الأدبي، وذلك قبل قراءة اسمه؛ لأن لكلِّ كاتب وشاعر في كتاباته سِماتٍ وخصائصَ وُسِمَ بها، ومَيزاتٍ تُميِّزه عن غيره من الكُتَّاب والأدباء والشعراء، اللهم إلا مَنْ بدأ بكتابته مُقلِّدًا للآخرين، وتقمَّص أساليبَهم، فإنَّ الأمر قد يلتَبِس أحيانًا على مَن لا خبرة عنده، وكذلك قد يلتبس الأمر إذا كان الكاتبُ في بدايات كتاباته، ولم يقرأ له الناسُ إلا قليلاً.

 

أظنُّ أنَّ الرسالةَ والنصيحةَ قد وصلتْ، وإنْ كانت تُساورني بعض الشكوك أنَّي قد أجدُ في المستقبل من قام بسرقة هذه المقالة، ومحا اسمي ولَصَق اسمه!!

 

فأُذكِّر كلَّ مَن تسوِّل له نفسُه بالسرقة - مهما كان نوعُها، وأخصُّ هنا السرقاتِ الأدبيَّةَ والفكريةَ- أن الله مُطَّلِع عليه، وأنَّه يعلم السرَّ وأخفى، وأذكِّره أن يُكرِّر دائمًا قولَ الشاعر:

وَمَا مِنْ كَاتِبٍ إِلَّا سَيَفْنَى
وَيَبقَى الدَّهْرَ مَا كَتَبَتْ يَدَاهُ
فَلَا تَكُْتبْ بِكَفِّكَ غَيرَ شِيْءٍ
يَسُرُّكَ فِي القِيامِةِ أنْ تَرَاهُ

 

وعليه أنْ يعلم أنَّ الله يراه، وأن يجعل نُصْب عينَيه قولَ القائل:

وَإِذَا خَلَوتَ بِرِيبَةٍ فِي ظُلْمَةٍ
وَالنَّفْسُ دَاعِيةٌ إِلَى الطُّغْيَانِ
فَاسْتَحْيِ مِنْ نَظَرِ الِإلَهِ وَقُلْ لَهَا
إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلَامَ يَرَانِي

 

وفي الختام حبَّذا لو وُجِد من المفكِّرين والمُثقَّفين والمُبدِعين والمُنصِفين مَنْ يُجَنِّد نفسه؛ ليُعيد الحقوق المسروقة إلى أصحابها، ويُظهر عَوار السارقين، ويفضحَ سرقاتِهم على رؤوس الأشهاد، وأجرُه وثوابُه على الله .





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- رد علي النص
إنجي علي - مصر 03/03/2015 07:56 PM

السلام عليكم و رحمة الله
كم عانيت من تلك المشكلة أخي الفاضل من سرقة نصوصي الأدبية حتى و لو بعض الحروف البسيطة ينسبونها بأسمائهم شكرا لك على هذا المقال الأكثر من رائع
تحياتي لك
وقد نشرت مقال حضرتك في مدونتي كي يستفيد منها الجميع.

1- السرقات الإلكترونية
ناصر - السعودية 06/03/2014 10:27 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

شكرا جزيلا على الموضوع وأخبركم بأن هناك هيئة مختصة لحماية اﻹبداع الأدبي والفكري وهي: الهيئة الدولية لحماية اﻹبداع الأدبي والفكري
وتوثق النص باسم صاحبه

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة