• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العولمة


علامة باركود

العولمة .. شيطنة القيم ومسخ الهوية

العولمة.. شيطنة القيم ومسخ الهوية
نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 4/12/2012 ميلادي - 21/1/1434 هجري

الزيارات: 12550

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العولمة .. شيطنة القيم ومسخ الهوية


بات معروفًا للجميع اليوم أن العَوْلَمة تَنطَلِق من إستراتيجية كونية، تَستَهدِف فرضَ معايير السلوك الإمبريالي الغربي على كلِّ المجتمعات؛ لكي تتطابق سلوكياتُها الحالية، وأنماطُ معيشتها الراهنة، مع سياقِ تلك المعايير، سواء تم ذلك الأمر بالقوة، من خلال منهج الفوضى الخلاَّقة، أم تَمَّ بآليات الكَنْس المُعَولم، المدعوم بوسائل الغزو - العلمي، والتكنولوجي، والمعلوماتي - المعتمدة في الغرب اليوم.

 

لذلك يتطلَّب الأمر من كلِّ المَعْنِيِّين بالأمر الانتباهَ إلى مخاطر التداعيات الخطيرة، التي تتركها إستراتيجية العَوْلَمة على الثقافات المختلفة للشعوب، بعملها على شَيْطَنة مقدَّساتها عن قصد، ومسخ تقاليدها، وتسفيه ميراثها الحضاري.

 

فمن المعلومِ أن تلك المنظومات التراثية ما هي في حقيقة الأمر إلا خصوصيات الشعوب في أنماط طريقة عيشها، وسَعْيها لحلِّ المشكلات التي واجهتْها، وآليات تعاملها مع البيئة المتعايشة معها - إنسانًا، وزمانًا، ومكانًا - في جدلية تواصل عضوية لا تنفصم، حتى إنها فاضتْ بها قريحتها شعرًا، وأساطير، وحكايات، وملاحم بطولية؛ ظلَّ تداولها متواصلاً من جيل إلى جيل، في مسيرتها الإنسانية عبر الزمن، وبالتالي فإنها تشكَّلت قيمًا عُلْيَا للشعوبِ، تجسَّدت في عقائدَ دينيةٍ، ومواريثَ قومية، ومَرْمُوزات وطنية، وتقاليد عشائرية، ترسَّخت كثوابتَ قيمية عبر الزمن، تُحِيطها الأمم بهالةٍ من القُدْسِيَّة والاعتبار، ومن ثَمَّ فإن المسَّبها يَعنِي تجريدَها من قدسيَّتها الرفيعة، وتحويلها إلى قيمٍ نسبية متهالكة، يسهل التشكيك بها، وينعدم الوازع الذاتي لصيانتِها؛مما يجعل انتهاكَ تلك المحرَّمات عندئذٍ أمرًا يسيرًا ومباحًا، ولا يقشعر له شعر الجسد.

 

وعليه، فإن مَسْعَى تقويض القيم، وخلخلتِها بالتجاوز عليها بالشَّيْطَنة والتسفيه؛ للتخلص منها كمنظومة تحكَّمت في الناس لآلافِ السنين فيما اعتقدوا أنه قيمٌ عُلْيَا - يعني نسفًا كاملاً للروابط الدينية، والقومية، والوطنية، والأخلاقية، من خلال اعتماد سياسةِ نشر الفوضى الخلاَّقة، لخَلْخَلة الوضع القيمي في البلدان العربية، وزيادته سوءًا، والعمل على تحويل نتائج الثورة الشعبية الشرعية التي انطلقتْ شرارتها بصيغةِ انتفاضة شعبية، إلى ردَّة حقيقية بعد إجهاضِها، وركوب مَوْجَتها، وحَرْفِ مسارِها؛ لكي تحقق أهدافًا مناقِضة لمصالِح الشعب العربي، وتصبُّ بالتالي في مصلحةِ إستراتيجية العَوْلَمة، بتسهيلِ السيطرة التدريجية على الوطن العربي بعد تفكيكه قيميًّا، وتفتيتِه طائفيًّا وعِرْقيًّا، بقصدِ دَفْعِه إلى حالة اليأس، وإرغامه على قبول العَوْلَمة كحلٍّ لا بديلَ له؛حيث يُصبِح العرب عندئذٍ أمة بلا قِيَم، وبلا هُوِيَّة، وبهذا يُصبِح من السهل احتواؤهم، بعد دفعِهم للتخلي عن ثقافتهم، وانزلاقهم في تقبُّل القِيَم الثقافية الدخيلة التي تفرض عليهم، واستمرائها بمرور الوقت.

 

لذلك فإن الانتباه إلى مخاطر شَيْطَنة القيم، ومسخها بالعَوْلَمة الجارفة، يُصبِح مسألة منافحة ضرورية عن الوجود، تستوجب استنفارَ طاقات الموروث الحضاري للأمة، بكلِّ أبعادها الفكرية، والدينية، والاجتماعية، والمادية، وحشدها في مواجهة رياح العَوْلَمة، في جوانبها السلبية، التي تستهدف المسَّ بمقومات الأصالة.

 

وفي ضوء ما تقدم:

فإن المطلوبَ من العرب مغادرةُ نَهْجِ التَّبَعِية من دون تردُّد، واعتمادُ نموذجِ الطريق المستقلِّ للتنمية في أقطار وطننا العربي؛بحيث تحمل مردودات حركة النمو الشامل في مسيرة التطور العربي المعاصرة ملامحَ الخصوصية الوطنية كعَلامةٍ فارقة بشكل واضح على طول المسار، وذلك من خلال الانتباهِ الدائمِ إلى مخاطرِ العَوْلَمة، والعملِ على ترسيخ ثوابت الخصوصية العربية، ومحاربة محاولات طَمْس معالِمها؛ بحيث يأتي هذا النهج في مقدِّمة الأولويات الوطنية العربية، قبل أن تُطِيح رياحُ العَوْلَمة بقواعدِ بُنْيَان الهُوِيَّة العربية، وتنسف ركائز ثوابتِها القيمية، وتُلقِي بها - في نهاية المطاف - في متاهاتِ الضياع بالعَوْلَمة، والاستلاب بتجريدِ القيم من قدسيَّتها، وما يترتَّب على ذلك الوضع المأزوم من فقدان للهُوِيَّة، وضياع للكِيان، وتفريط في مقومات الوجود.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- globalization
mohamed tbibi - MAROOCO 06/11/2013 12:54 PM

chokran bazaf

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة