• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رأس السنة الهجرية


علامة باركود

همسات القلوب في ذكرى الهجرة المباركة

همسات القلوب في ذكرى الهجرة المباركة
حسن إسماعيل الفقي


تاريخ الإضافة: 29/11/2015 ميلادي - 17/2/1437 هجري

الزيارات: 7489

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

همسات القلوب

في ذكرى الهجرة المباركة


اسمحوا لي أن أغضَّ الطرف قليلًا عن الرحلة المباركة من مكَّة إلى المدينة، إلى رِحلةٍ مباركة أخرى ليست ببعيدة من مكة والمدينة.

 

رحلة إلى أرض الزيتون، مهبط وحي الله، ومولِد روحِ الله وكلِمتِه، ومخرج كَليم الله عليهما وعلى نبيِّنا الصلاة والسلام.

 

هناك...

حيث أُولَى القِبلتين، وثالِث الحرمين، مَسرى سيد الخلق، ومعراج حبيب الحقِّ صلى الله عليه وسلم.

 

تلكم البِقاع المباركة، التي تَشتاق النفسُ لزيارتها، وتَهفو القلوب والوجوه للسجود فيها، وتَعفير الوجه والأقدام من ترابها الزَّكي المبارك، ذلِكم المسجد المعمور الأقصى المبارَك؛ حيث آيات الله تعالى.

 

﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

 

وإذا كان حبيبنا صلَّى الله عليه وسلم قد ذهب إليه؛ ليرِيه ربُّه جلَّ وعلا من آياته، فإنَّنا بحاجة إلى الهجرة إليه؛ لنُحيي هذه الآيات، ونرفع رايةَ الحقِّ ترفرِف عاليًا؛ حتى تَصل بنا إلى حيث لا يَستطيع بشَر أن يكسرها أو يطولها بسوء.

 

وإذا كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم قد هاجَر من مكَّة إلى المدينة؛ لينتَصر لهؤلاء المستضعَفين معه، وليحفظ لهم دينَهم وعزَّتهم، فإنَّنا بحاجة إلى الهجرة إلى بلاد الأقصى لذات الأسباب؛ نَنصر المستضعفينَ المرابطين هناك، ونُعلي كلمة الدِّين، فيعزنا الله فلا يستذلنا أحدٌ من خلقه.

 

هذه معانٍ غابَت عن أذهاننا وقلوبنا، في عصرٍ شغلَنا فيه أعداءُ الإسلام - مع سبق الإصرار والترصُّد - بمنافعنا الخاصَّة، ومصالحِنا الشخصيَّة والقوميَّة، عن روابطنا الدينية الأصيلة القوية.

 

والمتأمِّل بصدقٍ في تاريخنا - أيُّها الأحبَّة - يَفقه جيدًا أنَّ هذه الأمَّة لا تُؤتَى من قِبَل أعدائها بقَدر ما تُؤتَى مِن قِبَل أهلها، تأمَّلوا، فالتاريخ كما يقولون: يُعيد نفسَه، وسنن الله في الأيام والدول لا تتبدَّل ولا تتغيَّر.

 

بلاد الفردوس المفقودة.. الأندلس:

عاشَت زهاء ثمانية قرون في ظلِّ الإسلام وتحت رايته، وكانت على مدى هذه القرون مشعلَ النُّور والحضارة لأمَمٍ عاشَت عصورًا طويلة في ظلام الجَهل والتخلُّف؛ بل ومحاربة العلماء والحطِّ من شأنهم باسم الدِّين، فأنارَت الأندلسُ الإسلاميَّة في هذه الأمم العقولَ كما أنارَت الطرقات والبيوت.

 

عاشَت الأندلس الإسلاميَّة طيلة هذه القرون شوكة في حَلق الصليبيَّة الأوروبيَّة، ودائمًا كانت تُكاد لها المكايد، وتُدبَّر لها المؤامرات، وتُحاك ضدها المخطَّطات؛ بُغية إخراجها عن رفعتها الإسلاميَّة، وإضعاف عَقيدتها القويَّة، لقد كان الهدف مَحوَ الإسلام من ذاكرتها وتحويله إلى الصليبيَّة، أو على الأقل إلى لا دين.

 

دائمًا كان أعداءُ إسلاميَّةِ الأندلس خاصَّة - والإسلام عامَّة - يَرقبون أوضاعَها، ويتحيَّنون الفرصةَ لينقضُّوا عليها، يتابعون أحوال أهلها ومدى تمسُّكهم بدينهم، وقد ظلوا زمنًا طويلًا يَعلمون - يقينًا - أنَّها وأهلها في حصنٍ مَنيع لا يستطيعون حتى الاقتراب من أسواره؛ بله أبوابه.

 

ذلكم الزَّمن الذي كان فيه الشاب القوي يَبكي بكاء الثَّكلى على مَجلسِ علمٍ ضيَّعه، أو فرضٍ فوَّته.

 

ذلكم الزَّمن الذي ارتفع فيه رصيدُ الإيمان في قلوب الشباب والشيوخ، الرجالِ والنساء، الأمراء والوزراء، والعوامِّ والعلماء.

 

ذلكم الزَّمن الذي عاش فيه أعداء الإسلام في اغتياظٍ شديد، وأوقات مرَّة، ونفوس ضاغنة حاقِدة.

 

في ذلكم الزَّمن كانت سُنَّة الله قائمة أنَّه مَن كان مع الله، كان الله معَه، ومَن نصَر دينَ الله، نصرَه الله.

 

وبعد هذا الزمن...

أتى على الأندلس زمانٌ ضُيِّعَت فيه الفرائض، وعاش الأمراء والشيوخ - فضلًا عن الشباب - حياةَ الشهوات والترَف.

 

في هذا الزمان بدل أن يَبكي الشابُّ على فوات الجماعة، كان بكاؤه على أطلال مَعشوقته وفراقِ مَحبوبته... والعدوُّ يتربَّص ويترقَّب.

 

وقد جاءَته الفرصةُ على طبَق من لؤلؤٍ ومرجان، فدخل حصنَ الأندلس المنيع، وحوَّل الناس قسرًا وجبرًا إلى دين الصُّلبان، ومن كان عنده بعض دينٍ أو بقيَّة من إيمان، كانت تُشعَل فيه النِّيران، وتُرمَّل عنده النسوان، وتُيَتَّم عنه الصبيان...

 

إنَّ العين لتَبكي، وإنَّ القلب ليَحزن؛ فهذا وبكلِّ أسَف وأسًى هو حالنا هذه الأيام؛ لا نبكي ولا نُبالي على فوات الجماعات والصَّلوات، لا نَبكي ولا نُبالي على تأخُّرٍ علميٍّ وصناعي، واقتصاديٍّ واجتماعي؛ وإنَّما بكاؤه المرير من أجل مباراة كرة قدم!

 

نساء المسلمين تُرمَّل، وأطفالهم تُيَتَّم، وبيوتهم تُخرَّب وتُهدَّم، ونحن نتفرَّج ونشاهد ولا نتأثَّر؛ الأقصى تُنتهك حُرمتُه، وتُغتصب قدسيَّته، ويُحرق ويُقسَّم، ونحن نتفرَّج ولا نتأثَّر؛ النساء يُرابطْنَ فيه، والرجال يذودون عنه، والأمَّة - إلَّا مَن رحِم الله - نساؤها تهتمُّ بالثياب والمكياج، وشبابها يَهتمُّ بالمعشوقات والحبيبات، والدِّين.. لا يكاد يُذكَر، بل ونُصاب بالفوبيا من كَلمة الدين.

 

اعلموا يا مَن ورثتم حراسةَ الدين، ونُسبتم إلى المسلمين، إن لَم تَنتفضوا وتَستيقظوا من سُباتكم، فإنَّه يوشك أن يَستبدلكم الله بقومٍ أذلَّة على المؤمنين أعزَّةٍ على الكافرين؛ ذلكم أنَّ النَّصر في النهاية إنَّما هو لدِين الله وجنده وأهله.

 

فاختاروا لأنفسكم:

إمَّا أن تَنصروا دينَ الله وتكونوا من جُند الله وأهله؛ فينصركم الله، ويَرفع بين الأمم شأنَكم ومكانتكم.

 

وإمَّا الأخرى؛ فيَستبدلكم ويخذلكم.

 

اللهمَّ ارزقنا زيارةَ الأقصى، واكتب لنا فيه صلاةً قبل الموت.

 

اللهمَّ ارزقني الذودَ عن حِياضه، وارزقني صلاةً قبل الموت في رِحابه، وشهادةً في محرابه، وقبرًا في ترابه، وحشرًا مع أنبيائه.

 

آمين.. آمين.. يا رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة