• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رأس السنة الهجرية


علامة باركود

دروس وعبر من هجرة خير البشر

عبدالعزيز كحيل


تاريخ الإضافة: 23/12/2009 ميلادي - 7/1/1431 هجري

الزيارات: 50216

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دروس وعِبَر مِن هجرة خير البَشَر


عندما استعْصَتْ مكَّةُ على الدعوة الإسلاميَّة، وغَدَتْ أرضًا جَدْبَاء، طلب الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم النُّصْرةَ خارجَها، فولَّى وجهَه الكريمَ تلقاءَ مدينة الطائف، لكنَّ ثقيفًا أساءتْ استقبالَه، وأخرجتْه إخراجًا سيِّئًا قبيحًا، فاختار له ربُّه عزَّ وجلَّ بَعْدَ سنواتٍ قليلةٍ مكانًا مُلائمًا، يحتضِن الرِّسالةَ ونبيَّها وأبناءَها، هو يثربُ، فكانتِ الهجرة إليها.

إنَّ الهجرة النبويَّة نَقَلَتْ رسالةَ الإسلام مِن طَوْر الدعوة الفردية إلى طور الدعوة تحتَ ظلال الدولة، ففُتحتْ لدِين الله تعالى آفاقٌ أرحبُ في الأرض، وفي النفوس، والعِبَرُ المستقاة مِن هذا الحَدَث التاريخي العظيم لا تُحْصى كثرةً، وكلها معالِم تربويةٌ رفيعةُ المستوى للفَرْد والجماعة، نقِف عند بعضها:
1- يَثْرِبُ هي المدينة: كل المدن في أرْض الله تعالى تَحْمِل اسمًا مميَّزًا يلازمها، فإذا غيَّره الناسُ وَضَعُوا محلَّه اسمًا آخر، إلَّا مثوى الهجرة المباركة، فإنَّ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أطلَق على يثرب اسمَ المدينة، وهو اسمٌ بسيط في مبناه، عظيم في معناه؛ إذ يُوحي بنقْل العرب مِن البداوة والحياة الساذَجة إلى آفاق المدنيَّة الراقية التي تَجْمع بين الربَّانيَّة والإنسانية، وتُتوِّج الإنسانَ بتوحيد الله تعالى والأخلاقِ الكريمة، وتُطلِق يديه لرْفع مستواه الأدبي والمادي، وتُشجِّعه على كلِّ إبداع فيه خِدمةٌ للدِّين، ونفْع للناس، وتَربَّى في المدينة جيلٌ ربَّانيٌّ فريد، حوَّل العرب مِن رُعاةٍ للغنم، إلى قادة للأُمَم، ولولا أنوارُ المدينة لبَقُوا في باديتهم يَحْيَون فيها ويموتون نكرات، لا يأبَه بهم أحد.

2- تضحية وإيثار: يُشكِّل المهاجرون والأنصار طرَفي حَدَث الهِجرة، وقد خصَّهم الله تعالى بميزتَين اكْتَمَل بهما الحَدَث، ولو تخلَّفتْ واحدة منهما لما اكتمل.

أمَّا القادِمون من مَكَّةَ المكرَّمة، فقد حقَّقوا التضحية في واقعهم، فخاطروا بأنفسهم، وتركوا بيوتَهم وأموالهم؛ ليستوليَ عليها المشركون، وقدِموا المدينة المنوَّرة مُطارَدين، فقراء معدمين، إلَّا مِن إخلاص وصِدْق لا تشوبه شائبة، شهد لهم به ربهم؛ ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8].

وصَلُوا دارَ الهجرة واستوطَنوها متعفِّفِين، لا يسألون الناس إلحافًا، فقام إلى نَجْدتهم الأنصارُ الأخيار، تعلُوهم ميزةُ الإيثار والكرَم، وحسْن الضيافة، ولكن قبْلَها سجَّل القرآن الكريم لهم صِدْق النية والمشاعر نحوَ إخوانهم المهاجرين، فقد شَرَعوا لهم قلوبَهم، وفتحوا لهم صدورَهم قبلَ أن يُقاسِموهم البيوت والأموال؛ ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

نال المهاجرون شهادةَ الصِّدْق، ونال الأنصارُ شهادة الفلاح: ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [الفتح: 28].

3- الخطوات الأولى في المدينة: بمجرَّد وصوله إلى قاعدة الإسلام الجديدة، قام الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم المُسَدَّد بالوحي بأربعة أعمال، يمتزج فيها الدُّنيوي بالأخروي، تُؤَسِّس لمرحلة التطهُّر والحياة الكريمة، والعدل والحرية والمساواة: 
أولًا: بناء المسجد ليؤدِّيَ دَورًا محوريًّا في حياة الجماعة المسلِمة، يجمع بين معاني العبادة، والتلاقي والإخاء، والتربية والسموِّ الروحي، والاجتماع الواقي من التفرُّق المذموم.

ثانيًا: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ لتكونَ تجرِبةً إيمانيَّة فريدة من نَوْعها في تاريخ البشرية تجمع بين شخصَين: أحدهما مَكِّيّ، والآخر مَدنيّ، وتصهرهما فيُصبحان كأنَّهما خرجَا مِن صُلْب رجل واحد، يتقاسمان الممتلكاتِ، ويتوارثان عندَ الموت.

ثالثًا: فتْح سوقٍ للمسلمين لكَسْر احتكار اليهود للتجارة، وبعْث رُوح التنافس الاقتصادي، وإبراز التميُّز الإسلامي في جَلْب السلع وتداولها على قواعدَ جديدة، يترافق فيها النشاطُ التجاري بالخُلُق الرفيع.

رابعًا: إبرام الوثيقة التي تنظِّم علاقة المسلمين باليهود في الدولة الناشئة، فتُبيِّن الحقوقَ والواجبات، وتُرْسي معالِمَ التعايُش، وتَمْنَع مِن الحَيْف والاعتداء.

وبعد؛ فليستْ هذه دروسًا انتهى زمانُها، إنَّما هي عِبَرٌ غضَّة طريَّة، تنفع الأمَّة إذا تدبَّرتْها واقتدتْ بها في مشوار التغيير الاجتماعيِّ، والعمل الدعويِّ.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- بارك الله بكم
لامعة في الأفق - المملكة العربية السعودية 23/12/2009 08:34 PM
شكرا لكم هذا الموضوع وليس هناك أجمل من دروس سيرة الحبيب المصطفى
1- Thanks
walid - Algeria 23/12/2009 03:10 PM
Thanks for this article, we need always to know about our islamic history especially about Mohamed Salla Allaho Alayhu wa Sallam, thank you for that and we wish to read more and more,.
Via this comment I would like to ask writing an article about Zakate w jazakom allaho khayrane

KB
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة