• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / شهر شعبان بين العبادة والبدعة


علامة باركود

شهر شعبان وليلة النصف منه

الشيخ سيد سابق

المصدر: نشر بمجلة التوحيد المصرية، عدد شهر شعبان 1394هـ

تاريخ الإضافة: 19/7/2011 ميلادي - 18/8/1432 هجري

الزيارات: 14836

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شهر شعبان


شهر شعبان منَ الأَشْهر الفاضلة التي كان يَحْرص الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيها على الصِّيام؛ قالت عائشة - رضي الله عنها -: "ما رأيتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - استكْمَل صيام شهر قَطُّ إلاَّ شهر رمضان، وما رأيتُه في شهْر أكثَرَ منه صيامًا منه في شعبان".

 

وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: قلتُ: يا رسول الله: لم أرَكَ تصوم من شهْرٍ من الشهور ما تصُوم من شعبان! قال: ((ذلك شهْر يَغْفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفَع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، فأحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائم)).

 

وأما ليلة النِّصف من شعبان، فإنَّه لم يَصِحَّ في فضْلها شيء يُعتدُّ به، وهي كسائر الليالي، وما ذَهب إليه بعضُهم من أنَّها اللَّيلة التي يُفْرَق فيها كلُّ أمْر حكيم، فهو خطَأٌ مخالِف لنصوص القرآن الكريم؛ فإنَّ اللَّيلة التي يُفْرَق فيها كلُّ أمْر حكيم هي ليلة القَدْر، وهي في شهر رمضان.

 

وكل ما جاء في هذه الليلة أن بعض السلف كان يتعبد فيها ويختَصُّها بمزيد من الطاعات، ولا ينبغي أن يُتَّخذ مثل هذا العمل شرْعًا نحرص عليه ونحتفل به، ونُوهِم العامَّة أنَّ ذلك من الإسلام، وما يَفعله بعضهم من اتِّخاذ أدْعية مخْترَعة، وقراءة سُوَر معيَّنة، وصلاةِ ركعتين بنيَّة طول العمر، وركعتين بنيَّة جلْب الرزق، وركعتين بنيَّة دفْع البلاء، فهي ممَّا لم يأْت به الشَّرع ولم يَأْذن به الله.

 

وللإنسان أن يتَّخذ من الأدْعية ما شاء ممَّا هو في حاجة إليه، ويُستحسَن أن يَدْعو بالمأثور عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في هذه الليلة، وفي غيرها من الأوقات الفاضلة، مِثْل ((اللَّهم اقْسِم لنا مِن خشيتك ما تَحُول به بيننا وبين معْصيتك، ومن طاعتك ما تبلِّغُنا به جَنَّتك، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا، اللَّهم متِّعْنا بأسْماعنا وأبصارنا وقوَّتنا ما أحْييتَنا، واجْعَله الوارِثَ منَّا، واجْعل ثأْرنا على من ظلَمَنا، وانصُرنا على مَن عادانا، ولا تَجْعل مصيبتنا في دِيننا، ولا تجْعل الدُّنيا أكْبر همِّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلِّط علينا مَن لا يرحمنا)).

 

المجلة:

ليس من العسير أن نتَّخذ من هذه الشهور الفاضلة: شهْرَي شعبان ورمضان، شهورَ تبَتُّل وإحسان، فنُخلص لله في العبادة، ونُطْعِم الطَّعام، ونَصِل الأرحام، وندَع الخصام، ونحْسِن الكلام، وننْتَهِزها فرصة للأعمال الصالحة، ومحاسَبةِ النَّفس على السيِّئات، وأن نجتهدَ في الدُّعاء، فمَكانة الدُّعاء من العبادة يحدِّدها قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدُّعاء هو العبادة)).

 

ولْنلتزم في أدعيتنا بآداب الدُّعاء؛ بخفْض الصوت بين المخافتة والجهْر، ولْيكن دعاؤُنا بالمأثور ممَّا جاء في القرآن الكريم، أو السُّنَّة النبويَّة، أو بما نَشْعر بحاجتنا إليه من غفْران الذنوب، ورحمة الله، وسعَة الرِّزْق، وصلاح الأعمال، وتيسير الأحوال، ولْنُكثر من قراءة القرآن، فمَن شغَلَه القرآن عن سؤال الله ودعائه أعطاه أفضَل ما يُعطِي السائلين، كما جاء في الحديث النبوي.

 

وأما الدعاء المشهور الذي يَدعو به الناس بصورة جماعية، وهو: "اللهُمَّ يا ذا المَن، ولا يُمَن عليه، يا ذا الجلال والإكْرام، يا ذا الطَّوْل والإنعام..." إلى آخره، فهو دعاء - كما قال العلماء - مَبْتور السَّنَد، مُتَهافت المعنى، فيه تحْريف لِكَلِم الله عن مواضعه، حيث أرادوا بقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39] محْوَ الشقاوة، والحرمان، والطَّرْد.. إلخ، والآية إنما سِيقَت لتقرير أنَّ الله يَنْسخ من أحكام الشرائع السابقة ما لا يتَّفِق واستعدادَ الأمم اللاَّحقة، وأنَّ الأصول التي تحتاج إليها الإنسانية العامَّة، كالتوحيد والبَعْث والرِّسالة، وتحْريم الفواحش - دائمة، وثابتة لا تُمْحَى ولا تُنسَخ، وهي (أمُّ الكتاب) الإلهي الذي لا تَغْيِير فيه ولا تبديل، وإذًا لا علاقة لآية المَحْو والإثْبات بالأحداث الكونيَّة، حتى تحشر في الدعاء، وتُذْكَر حيثيَّةً للرجاء.

 

وكذلك يُفهم من الدعاء: أنَّ اللَّيلة المباركة التي يُفرَق فيها كلُّ أمْر حكيم هي ليلة النصف من شعبان، والصحيح أنَّ هذه الليلة المباركة - كما جاء في حديث الأستاذ الفاضل - إنَّما هي ليلة القدر؛ لِتَتَّسِق الآيات الثلاث التي جاءت تتحدَّث عن إنزال القرآن الكريم، وعن الزَّمَن الذي أُنزل فيه، وهي قوله - سبحانه -: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ [الدخان: 3 - 5]، ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، فالقرآن الكريم بدَأَ نزولُه في ليلة وُصِفت مرَّة بأنها ذات قَدْر، ووصفت مرة أخرى بأنها مبارَكة، فهما صِفَتان لليلة واحدة من شهر رمضان.

 

أيها المؤمنون:

اسْألوا الله العلِيَّ القدير من فضْله أن ينصرنا على أعدائنا، وأن يَكْشف عنَّا ما نزَلَ بنا، وأن يَجْمع قلوبنا على الوحْدة والمحبَّة؛ فهو وحْدَه خير مسؤول، وأكرَمُ مأمول.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة