• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / في يوم عاشوراء


علامة باركود

عاشوراء.. عبر وأحكام

عاشوراء.. عبر وأحكام ( خطبة )
عبدالله رجا الروقي


تاريخ الإضافة: 1/11/2014 ميلادي - 9/1/1436 هجري

الزيارات: 23660

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عاشوراء .. عبر وأحكام

 

أما بعد.. ففي هذا الشهر الحرام وفي اليوم العاشر منه أنجى الله موسى عليه السلام وأصحابه من فرعون وقومه.

 

وقد تكرر ذكر قصتهم في القرآن، فهي أكثر القصص تكراراً في كتاب الله، وهذا يدل على كثرة فوائدها وما فيها من العبر.

 

فقد ابتُلي بنو اسرائيل بظلم فرعون، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الدخان: 30، 31].

 

وماذا كان يفعل بهم فرعون؟

يقول تعالى: ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 49].

 

إذن كان فرعون كافراً مدعياً للربوبية سفاكاً للدماء.

 

وتدبّر - يا عبدالله - ما الذي أُمر به موسى - عليه السلام - وقومه، قال تعالى: ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128].

 

وقال تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 84 - 87].

 

فهؤلاء قوم موسى ابتلاهم الله بفرعون الكافر الذي ادعى الربوبية وقَتَّل أبناءهم ومع ذلك ما أمروا بقتاله وذلك لضعفهم بل أمروا بالصبر والتوكل على الله والدعاء والصلاة، وفي الآية دليل على أن الصلاة من أسباب تفريج الكربات.

 

وقد دل على ذلك أيضاً قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

 

عباد الله:

عندما امتثل بنو إسرائيل ما أمر الله به كانت العاقبةُ الطيبةُ التي ذكرها الله تعالى في قوله:

﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 137].

 

وتدبر قوله تعالى في الآية ﴿ بِمَا صَبَرُوا ﴾ أي لأجل صبرهم على ما ابتلوا به من ظلم حاكمهم فرعون.

 

قال الإمام الحسن البصري رحمه الله: والله، لو أنَّ الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يُرفع عنهم، وذلك أنّهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه، ووالله ما جاؤوا بيوم خيرٍ قط، ثمَّ تلا ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 137]». انتهى.

 

بل إن الله عز وجل لما أرسل موسى وهارون إلى فرعون قال عز وجل: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44] مع أنه كافر مدع للربوبية.

 

وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة قُتل فيها من قتل من أصحابه وأوذي من أوذي وكانت الأصنام حول الكعبة تعبد من دون الله ومع ذلك لم يجاهدوا بسلاح هو ولا أصحابه رضي الله عنهم في ذلك الوقت وذلك لضعفهم وعدم قدرتهم.

 

نعم الجهاد حق لكن إذا وجدت شروطه وحلّ أوانه فهو عبادة جليلة من العبادات.

 

لكن الذي يقدره ويفتي به هم العلماء الكبار، وهم الذين يُرجع إليهم في هذه المسائل.

 

عباد الله هذه فائدة من الفوائد الكثيرة لقصة موسى عليه السلام مع فرعون، وإنما ذكرتها لدعاء الحاجة إليها وما هو واقع هذا الزمان من الزج ببعض الشعوب في مواجهات لا قبل لهم بها ترتب عليها سفك للدماء وانتهاك للأعراض.

 

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم...

 

الخطبة الثانية

أما بعد فهذه تنبيهات تتعلق بهذا اليوم العظيم يوم عاشوراء:

أولها: صيام عاشوراء يكفر سنة ماضية لقوله صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ". رواه مسلم.

 

لكن ذلك مقيد باجتناب الكبائر قال ابن القيم رحمه الله:

...وَكَاغْتِرَارِ بَعْضِهِمْ عَلَى صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَوْ يَوْمِ عَرَفَةَ، حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ: يَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ الْعَامِ كُلَّهَا، وَيَبْقَى صَوْمُ عَرَفَةَ زِيَادَةً فِي الْأَجْرِ، وَلَمْ يَدْرِ هَذَا الْمُغْتَرُّ، أَنَّ صَوْمَ رَمَضَانَ، وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَهِيَ إِنَّمَا تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ .

 

فَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، لَا يَقْوَيَان عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ، إِلَّا مَعَ انْضِمَامِ تَرْكِ الْكَبَائِرِ إِلَيْهَا، فَيَقْوَى مَجْمُوعُ الْأَمْرَيْنِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ .

 

فَكَيْفَ يُكَفِّرُ صَوْمُ يَوْمِ تَطَوُّعٍ كُلَّ كَبِيرَةٍ عَمِلَهَا الْعَبْدُ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَيْهَا، غَيْرُ تَائِبٍ مِنْهَا ؟ هَذَا مُحَالٌ. انتهى كلامه رحمه الله.

 

وعلى هذا فليضف المسلم إلى صيام هذا اليوم التوبة النصوح لتتساعد هذه الأسباب على تكفير ذنوبه كلها.

 

التنبيه الثاني: أن هذا التكفير للذنوب لا يكون إلا لمن صام على الوجه المأمور به شرعا وهو أن يحفظ صيامه مما يحرم كالغيبة والكذب ونحوهما من سائر الذنوب لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ". رواه البخاري.

 

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر". رواه النسائي وابن ماجه.

 

فدل هذان الحديثان على أن الصيام الذي لا يحفظه صاحبه من المعاصي يكون ناقصا وربما لا يكون فيه أجر أبدا ومثل هذا لا يكفر سنة قبله.

 

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:

فأما من ضيع صيامه و لم يمنعه مما حرمه الله عليه فإنه جدير أن يضرب به وجه صاحبه و يقول له: ضيعك الله كما ضيعتني. ا.هـ

 

التنبيه الثالث: من كان عليه قضاء من رمضان فليبادر به قبل عاشوراء فإن لم يفعل فليصم عاشوراء ثم ليقض في أيام أُخر لأن القضاء واجب موسع وعاشوراء سنة. و لا يصم عاشوراء بنية القضاء ونية أن يكون له أجر عاشوراء لأن كلا من القضاء وعاشوراء عبادتان مقصودتان لذاتهما فلا تتداخلان على الصحيح.

 

التنبيه الرابع: يوم عاشوراء سيوافق الاثنين القادم فمن صامه بنية عاشوراء ونية صيام الاثنين ليقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في صيامه حاز الأجرين وفاز بالحسنيين.

 

التنبيه الخامس: من أراد صيام عاشوراء فليبيت نية صيامه من الليل لأن حكمه حكم صيام الفرض من هذا الوجه وأما من لم ينو صيام عاشوراء إلا من أثناء النهار - وهو لم يتناول مفطراً قبل - فإن صيامه صحيح لكن لا يحصل له الثواب الوارد في الحديث لأنه لم يبيت النية قبل الفجر.

 

فاحرصوا عباد الله على صيام هذا اليوم واحتسبوا الأجر عند الله تعالى.

اللهم وفقنا لصيام هذا اليوم وتقبله منا.

 

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة