• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

حديث: يا رسول الله، أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع؟

حديث: يا رسول الله، أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع؟
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد


تاريخ الإضافة: 2/8/2025 ميلادي - 8/2/1447 هجري

الزيارات: 124

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث: يا رسول الله، أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع؟

 

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سأل فلان، فقال: يا رسول الله، أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع؟ إن تكلم تكلَّم بأمر عظيم، وإن سكت سكت على مِثل ذلك؟ فلم يُجبه، فلما كان بعد ذلك أتاه، فقال: إن الذي سألتك عنه قد ابتليتُ به، فأنزل الله الآيات في سورة النور، فتلاهنَّ عليه ووعظه، وذكره، وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، قال: لا والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها، ثم دعاها فوعظها كذلك، قالت: لا، والذي بعثك بالحق إنه لكاذب، فبدأ بالرجل فشهد أربع شهادات بالله، ثم ثنَّى بالمرأة ثم فرَّق بينهما؛ رواه مسلم.

 

المفردات:

اللعان: مأخوذ من اللعن ويقال فيه: الملاعنة والتلاعن، ومادته تدور على معنى الطرد والإبعاد، وهو ملاعنة الرجل امرأته؛ يقال: تلاعبنا والْتَعَنَّا، ولاعن القاضي بينهما، ويقال للرجل: ملاعن، وللمرأة ملاعنة، وسُمي لعانًا؛ لأن الزوج يقول: لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ولم يختر لفظ الغضب وإن كانت المرأة تقول: غضب الله عليها إن كان من الصادقين؛ لأن اللعن قول الرجل، وقد بُدئ به في الآية، وهو أيضًا يبدأ به، وله أن يرجع عنه فيسقط عن المرأة بغير عكس، وقيل: سُمي لعانًا؛ لأن اللعن الطرد والإبعاد، وهو مشترك بينهما؛ لأن كلًّا منهما يبعد من صاحبه، ويَحرُم النكاح بينهما على التأبيد.

 

وإنما خصت المرأة بلفظ الغضب لعِظَم الذنب بالنسبة إليها؛ لأن الرجل إن كان كاذبًا لم يصل ذنبه إلى أكثر من القذف، وإن كانت هي كاذبة، فذنبُها أعظم لما فيه من تلويث الفراش، والاعتداء على الأنساب، مع ما قد يترتَّب على ذلك من الاختلاط بغير المحارم وثبوت الولاية والميراث لمن لا يَستحقهما.

 

فلان: هو كناية عن شخص معين، ويُكنى بذلك كراهية التصريح باسمه، والظاهر أنه عويمر العجلاني كما صرَّحت بذلك الروايات الصحيحة، وعويمر هو ابن الحارث بن زيد بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، ويقال لعويمر: ابن أبيض وابن أشقر، قال الحافظ في الفتح: فلعل أباه كان يلقب أشقر أو أبيض؛ اهـ، وكان العجلان قد حالف في الجاهلية بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وسكن المدينة فدخلوا في الأنصار، وقال ابن سعد في الطبقات عن بني العجلان: هم حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف؛ اهـ، هذا وقد صح الخبر أن عويمر العجلاني قبل أن يجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء إلى عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان، وكان عاصم سيد بن العجلان، وشكا إليه ما وقع له وكانت امرأة عويمر العجلاني قريبة عاصم، فهي أيضًا من بني العجلان، والذي رُميت به هو شريك بن سحماء - وسحماء أمه - وهو شريك بن عبدة بن مغيث بن الجد بن العجلان، فهو عجلاني أيضًا، وهو المتهم كذلك بامرأة هلال بن أمية التي نزلت آيات اللعان بسببهما كما سيتضح ذلك عند سياق أحاديث الشيخين الواردة في ذلك الشأن، والتي تصف ما تضعه امرأة هلال وامرأة عويمر بوصف واحد إن جاء على الوجه المكروه، قال الحافظ في الفتح: وفي حديث عبدالله بن جعفر عند الدارقطني: لاعن بين عويمر العجلاني وامرأته فأنكر حملها الذي في بطنها وقال هو لابن سحماء؛ قال الحافظ: ولا يَمتنع أن يُتَّهم شريك بن سحماء بالمرأتين معًا؛ اهـ، لكن حديث عبدالله بن جعفر عند الدارقطني هو من طريق الواقدي وهو ضعيف جدًّا.

 

على فاحشة: يعني على جريمة الزنا متلبسة بها.

 

كيف يصنع؟: أي ماذا يفعل؟ أيسكت؟ أم يتكلم؟ أو يقتله فتقتلونه.

 

إن تكلم تكلَّم بأمر عظيم: أي إن ذكر ذلك وأعلَنه، ذكر أمرًا خطيرًا وشأنًا عظيمًا، عاقبته تذهب بالألباب وتُحير العقول.

 

سكت على مثل ذلك: أي سكت على أمر خطير ونار في القلب مشتعلة.

 

فلم يجبه: أي فلم يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجوابه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كره المسائل وعابها.

 

بعد ذلك: أي بعده مدة من هذا السؤال الذي لم يتلقَّ عليه جوابًا.

 

أتاه فقال: أي جاء هذا السائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له.

 

إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به: أي أنا لا أسألك سؤال افتراض عن شيء لم يحدث، وإنما الذي سألتك عنه قد وقع، ولا طاقة لي بالسكوت عليه.

 

فأنزل الله الآيات في سورة النور: وهي قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 6 - 10]، وليس بقوله: فأنزل الله الآيات أن هذا سبب نزولها، بل نزلت هذه الآيات في قصة هلال ابن أمية وزوجته وكانت قريبة الوقت من هذه القصة.

 

فتلاهن عليه: أي قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات التي أنزلت من سورة النور في اللعان على الرجل الذي قذف زوجته.


ووعظه وذكره: أي نصَحه وخوَّفه من عقوبة الله إن كان كاذبًا.

 

وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة: أي وأعلَمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إن رجع عن هذا القذف، وضُرب حدَّ القذف - أيسر من أن يستمر على قذفه لزوجته إن كان كاذبًا؛ لأن عقاب الله في الآخرة للكاذبين أشدُّ من عقوبة الدنيا، فإذا رجع وأقرَّ بكذبه ضُرب حدَّ القذف، فإن من ابتُلي بشيءٍ من المعاصي، ثم أُخذ به في الدنيا، كان كفارة له.

 

لا والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها: أي لا أكذب فيما أقول، والله الذي بعثك بالحق، ما افتريت عليها وما تكلمت إلا بما رأيتُ وعلمت، وإني لصادقٌ.

 

ثم دعاها فوعظها كذلك: أي: طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحضر المرأة، فحضرت ووعظها ونصَحها ألا تشهد بالله كاذبةً؛ لأنها إن شهدت بالله أربع شهادات وهي كاذبة، واستجلَبت غضب الله عليها، كانت أهلًا لعقوبة الله في الآخرة، فلو لم تدرأ العذاب الدنيوي عن نفسها بالكذب، لكان خيرًا لها، فإن عذاب الدنيا – مهما كان – أهون من عذاب الآخرة.

 

إنـه لكاذب: أي إن زوجي لكاذب فيما رماني به من الزنا.

 

فبدأ بالرجل فشهد، إلخ: أي فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل في الملاعنة على المرأة، فشهد بالله أربع مرات إنه لصادق فيما رماها به من الزنا، وقال في الخامسة: لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين فيما رماها به من الزنا.

 

ثم ثنَّى بالمرأة: أي: ولَمَّا انتهى الرجل تقدَّمت المرأة، فشهِدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماها به من الزنا، وقالت في الخامسة: غضب الله عليها إن كان من الصادقين فيما رماها به من الزنا.

 

ثم فرَّق بينهما: أي حرَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرجل بعد الانتهاء من الملاعنة.

 

البحث:

لَما شرع الله تبارك وتعالى حدَّ القذف على من رمى محصنة بالزنا، خص من ذلك الزوج فجعل له حكمًا خاصًّا به، وهو اللعان لحفظ الأنساب ودفع المعرَّة عن الأزواج، وقد جاء في حديث ابن عمر هذا: فأنزل الله الآيات في سورة النور فتلاهنَّ عليه، وفي حديث سهل بن سعد الساعدي الذي صرَّح فيه باسم عويمر العجلاني عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: قد نزل فيك وفي صاحبتك فاذهب فأتِ بها.

 

وعند البخاري من حديث سهل هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك، فاذهَب فأتِ بها، وجاء في حديث أنس بن مالك عند مسلم في قصة قذف هلال بن أمية زوجته بشريك بن سحماء، وكان أول رجل لاعَن في الإسلام، وجاء في حديث ابن عباس عند البخاري أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: البينة أو حدٌّ في ظهرك، وفيه: فقال هلال: والذي بعثك بالحق، إني لصادقٌ، فليُنزلنَّ الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل، وأنزل عليه: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [النور: 6 - 9]، فانصَرف النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليها فجاء هلال فشهد؛ الحديث.

 

وقد أشار الحافظ في الفتح إلى احتمال أن يكون عاصم سأل قبل النزول ثم جاء هلال بعده، فنزلت عند سؤاله، فجاء عويمر في المرة الثانية التي قال فيها: إن الذي سألتك عنه قد ابتُليت به، فوجد الآية نزلت في شأن هلال، فأعلَمه النبي صلى الله عليه وسلم بأنها نزلت فيه؛ يعني أنها نزلت في كل من وقَع له ذلك؛ لأن ذلك لا يختص بهلال، هذا ولفظ حديث الباب عند مسلم قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي، وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له، حدثنا عبدالله بن نمير حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير قال: سئلت عن المتلاعنين في إمرة مصعب: أيفرق بينهما؟ قال: فما دريت ما أقول، فمضيت إلى منزل ابن عمر بمكة، فقلت للغلام: استأذن لي، قال: إنه قائل، فسمع صوتي قال: ابن جبير؟ قلت: نعم قال: ادخُل، فوالله ما جاء بك هذه الساعة إلا حاجة، فدخلت فإذا هو مفترش برذعة، متوسد وسادة حشوها ليف، قلت: أبا عبدالرحمن، المتلاعنان أيفرَّق بينهما؟ قال: سبحان الله، نعم، إن أول من سأل عن ذلك فلان بن فلان، قال: يا رسول الله: أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع؟ إن تكلم تكلَّم بأمر عظيم، وإن سكت سكت على مثل ذلك، قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُجبه، فلما كان بعد ذلك أتاه فقال: إن الذي سألتك عنه قد ابتُليت به، فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النور ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ﴾ [النور: 6]، فتلاهنَّ عليه، ووعظه، وذكَّره، وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، قال: لا والذي بعثك بالحق ما كذَبت عليها، ثم دعاها، فوعظها، وذكَّرها، وأخبرها أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، قالت: لا والذي بعثك بالحق إنه لكاذبٌ، فبدأ بالرجل، فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم ثنَّى بالمرأة، فشهِدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، ثم فرَّق بينهما.

 

وحدَّثنيه علي بن حجر السعدي حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان قال: سمعت سعيد بن جبير قال: سُئلت عن المتلاعنين زمن مصعب بن الزبير، فلم أدرِ ما أقول فأتيت عبدالله بن عمر، فقلت: أرأيت المتلاعنين أيفرَّق بينهما؟ ثم ذكر بمثل حديث ابن نمير.

 

وقد أخرج البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي أن عويمر أتى عاصم بن عدي - وكان سيد بني عجلان - فقال: كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلًا؟ أيقتله فتقتلونه؟ أم كيف يصنع؟ سلْ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، فكَرِهَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل، فسأله عويمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَرِهَ المسائل وعابها، قال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فجاء عويمر فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلًا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك، فأمرهما رسول الله بالملاعنة بما سمى الله في كتابه فلاعنها، ثم قال: يا رسول الله، إن حبَستها فقد ظلَمتها، فطلَّقها، فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين، عظيم الإليتين، خدلج الساقين، فلا أحسب عويمرًا إلا قد صدق عليها، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة، فلا أحسب عويمرًا إلا قد كذَب عليه، فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر، فكان بعد يُنسب إلى أمه.

 

كما روى البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: البينة أو حدٌّ في ظهرك؟ فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا على امرأته رجلًا ينطلق يلتمس البينة؟ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: البينة وإلا حدٌّ في ظهرك، فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، فليُنزلنَّ الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل وأنزل عليه ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [النور: 6 - 9]، فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليها، فجاء هلال فشهد، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب؟ ثم قامت فشهدت، فلما كانت عند الخامسة وقفوها، وقالوا: إنها موجبة، قال ابن عباس: فتلكأت ونكَصت حتى ظننا أنها ترجِع، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبصروها فإن جاءت به أكحلَ العينين، سابغ الأليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء، فجاءت به كذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لولا ما مضى من كتاب الله، لكان لي ولها شأنٌ، وقد ساق مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن هلال بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء - وكان أخا البراء بن مالك لأمه - وكان أول رجل لاعن في الإسلام قال: فلاعنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبصروها فإن جاءت به أبيض سبطًا قَضِيءَ العينين، فهو لهلال بن أمية، وإن جاءت به أكحل جعدًا حمش الساقين، فهو لشريك بن سحماء، قال: فأنبئت أنها جاءت به أكحل جعدًا حمش الساقين.

 

ما يفيده الحديث:

1- مشروعية اللعان.

2- استحباب عدم المبادرة إلى إجابة طالب اللعان.

3- لا يحل اللعان إلا إذا كان الزوج متحققًا مما يقول.

4- البداءة في اللعان بالزوج.

5- وجوب التفريق بين الزوجين بعد تمام اللعان.

6- أن اللعان يُسقط حدَّ القذف عن الرجل.

7- أن اللعان يدرأ حد الزنا عن الزوجة.

8- يجب التقيد في التلاعن بالألفاظ الواردة في ذلك.

9- استحباب وعظ الزوجين قبل الشروع في اللعان وتخويفهما من عذاب الله في الآخرة.

10- أن عقوبة الدنيا مهما كانت فهي دون عقوبة الآخرة.

11- أن مَن أُخِذَ من المؤمنين بذنبه في الدنيا لا يُعاقبه الله به في الآخرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة