• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

النثر الأندلسي: لسان الدين بن الخطيب أنموذجا

النثر الأندلسي: لسان الدين بن الخطيب أنموذجا
أيمن البزي


تاريخ الإضافة: 16/12/2025 ميلادي - 26/6/1447 هجري

الزيارات: 216

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النثر الأندلسي: لسان الدين بن الخطيب أُنموذجًا


توطئة:

يكاد يتفق معظم الدارسين المهتمين بالأدب الأندلسي على أن النثر في الأندلس بمختلف أنماطه ذهب إلى تقليد أساليب المشارقة، خاصة في مراحله الأولى، فقد كان المشرق بحواضر مثل بغداد ودمشق والقاهرة بمثابة المرجع الثقافي والأدبي للأندلسيين، فاستلهموا منه نماذج الكتابة، واحتذوا فيه أساليب البلغاء؛ كالجاحظ وابن قتيبة وابن المقفع وغيرهم، وقد ظهر هذا التأثر جليًّا في أساليب الترسُّل والخطب والمقامات والرسائل، من حيث البناء الفني والمضمون واللغة، إلى درجة جعلت بعض النُّقَّاد يصفون النثر الأندلسي في بداياته بأنه "صدى للمشرق" لا صوتًا مستقلًّا، غير أن هذا الاتباع لم يخلُ من إضافات؛ إذ سرعان ما بدأ النثر الأندلسي يتخذ ملامحه الخاصة، ويُعبِّر عن خصوصية البيئة الأندلسية من حيث الموضوعات والأساليب لا سيما في عصور ازدهار الثقافة الأندلسية.


ويمثل هذا المسار- أي الانتقال من التقليد إلى التميز والخصوصية- أحد المحاور المهمَّة في دراسة تطوُّر النثر الأندلسي، خصوصًا عند أدباء وكُتَّاب كبار مثل لسان الدين بن الخطيب الذي وإن تأثَّر بالمشرق فقد طبع نثره بطابع أندلسي خالص يُعبِّر عن تجربة ثقافية غنية ومستقلة.


التعريف بذي الوزارتين (السيف والقلم) لسان الدين بن الخطيب:

يقول شوقي ضيف في كتابه الفن ومذاهبه في النثر العربي: «وقد كان لسان الدين أبرع كاتب أخرجته الأندلس في عصورها الأخيرة، حتى قيل: إنه كاتب الأرض إلى يوم العرض «وقوله في موضع آخر» وإذا كان لسان الدين لم ينجح في حياته السياسية، فقد نحج نجاحًا عظيمًا في حياته الأدبية، وهي حياة كانت منوعة؛ إذ لم تقف كتابته عند الرسائل الديوانية أو الشخصية؛ بل كتب كُتُبًا كبيرة في التاريخ والتصوف والفقه والطب.


هو الأديب والشاعر والناثر الأندلسي لسان الدين بن الخطيب السلماني من رجالات القرن الثامن، ولد في لوشة سنة 713ه، تلقى تعليمه بغرناطة، ظهرت براعته في نظم الشعر وتحبير النثر في سِنٍّ مبكرة، كما كان له اهتمام بعلوم الفلسفة والطب فضلًا عن كثرة تآليفه في الأدب والتاريخ والتراجم من ذلك كتاب "الإحاطة في أخبار غرناطة"، وكتاب "السحر والشعر"، وكتاب "ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب"، ولعل ثقافته الموسوعية أهَّلته لخدمة ملوك بني الأحمر في الأندلس، فكان وزيرًا للملك أبي الحجاج يوسف بن محمد بن الأحمر. كما انتقل إلى عدوة المغرب، وأسهم في تنشيط الحياة الأدبية في عهد بني مرين، إلى أن مات مقتولًا بمدينة فاس سنة 776ه.


وفيما يخص ما أنجزه ابن الخطيب من نثر فني فضلًا عن منجزه الكثير في الدرس الشعري فقد جمعه في كتابه "ريحانة الكُتَّاب ونجعة المنتاب" وهو يضم بين دفَّتيه نماذج من التَّرسُّل المرصَّع المسجوع، وقد دوَّنها ليحتذيها الكُتَّاب في رسائل المديح والتحميدات والرسائل الإخوانية وكتابة البيعات وظهائر السلطان، والتهاني بالفتوح والانتصارات، وغير ذلك من أصناف النثر.


رسالة إخوانية من ابن الخطيب إلى ابن خلدون:

جاء في كتاب نفح الطيب ما نصُّه:

"ومما اشتمل على نثر لسان الدين ونظمه ما خاطب به الرئيس أبا زيد ابن خلدون، وهذه صورة ما كتبه لسان الدين رحمه الله تعالى:

بِنفسي وما نفسي عليّ بِهَينَةٍ
فَيُنزلني عنها المكاسُ بأثمانِ
حبيبٌ نأى عنِّي وصمَّم لَا يَنِي
وَراشَ سهامَ البَيْن عمدًا فأصماني
وقد كان همُّ الشيبِ، لا كان، كافيًا
فقد آدني لما ترحَّل هَمَّانِ
شرعْتُ له من دمْعِ عيني موردًا
فكدَّر شِربي بالفراقِ وأظماني

 

...أما الشوق فحدث عن البحر ولا حرج، وأما الصبر فسل به أيةً دَرَج، بعد أن تجاوز اللِّوى (المدى) والمنْعرَج، لكن الشدة تعشقُ الفرجَ، والمؤمن ينشِقُ من رَوحِ الله تعالى الأَرَج، وأنَّى بالصبر، على إبَرِ الدَّبْر، لَا بَلِ الضرب الهبرِ، ومطاولة اليوم والشهر، حتى (تحت) حُكم القهر، وهل للعين أن تسلو سُلُوَّ المقصر، عنْ إنسانِها المُبْصِر، أو تذهل ذهول الزاهد، عن سرها الرائي والمشاهد؟ وفي الجسد بَضْعَةٌ يَصْلحُ إذا صَلُحت، فكيف حاله إن (إذا) رَحلت عنه ونَزَحَت، وإذا كان الفِراقُ هو الحِمامُ الأوَّل، فَعَلامَ المُعوَّلُ؟ أعْيتْ مُراوضة الفراق، على الراق، وكادت لوعة الاشتياق،أن تُفْضي إلى السياق (السباق):

تركتموني بعد تشييعكم
أُوسِعُ أمر الصبر عصيانا
أَقرعُ سِنّي ندمًا تارةً
وأستميحُ الدمعَ أحيانًا

 

وربما تعللتُ بغشيان المعاهد الخالية، وجدَّدتُ رسومَ الأسى بمباكرة الرسوم البالية، أسأل نُون النوى عن أهليه، وميم الموقد المهجور عن مصطليه، وثاء الأثافي المثلثة عن منازل الموحدين، وأحار بين تلك الأطلال حيرة الملحدين، لقد ضللت إذًا وما أنا من المهتدين...


تعليق ودراسة:

• نقف على جزء من رسالة إخوانية وجَّهها لسان الدين بن الخطيب لعالم الاجتماع ومفخرة الغرب الإسلامي العلامة عبدالرحمن بن خلدون، يسأل عنه ويعاتبه على طول الغيبة، ويعبر عن مشاعر الحب والصدق والمودة التي يُكِنُّها له والشوق إلى لُقْياه.


• الملاحظ أن ابن الخطيب افتتح هذه الرسالة بمقطوعة شعرية رائعة تقطر شوقًا ورقةً وعذوبةً وتلك ظاهرة لدى الأندلسيين الذين أكثروا من استحضار الشعر في رسائلهم الإخوانية خاصة، بل ستتطور هذه الظاهرة الفنية لتنتج فن المراسلة بالشعر فقط وهو ما يعرف بالرسائل الشعرية الإخوانية.


• وهذه الرسالة تمتاز بطول فقراتها المسرف كما هي عادة ابن الخطيب في كثير من رسائله التي تتصف بالإطناب المسرف، ولعل تلك الإطالة وذلك الإطناب قد يفقد نشاط القارئ ويربك طبعه، وقد تنَبَّه القدماء إلى طريقة ابن الخطيب فوجَّهوا إليه جملة من الانتقادات.


• فضلًا عن الإطالة وجدنا ابن الخطيب في هذه الرسالة يكثر من السجع بل داخل الجمل المسجوعة تتخللها سجعات داخلية؛ أي: إنه تجاوَزَ السجع البسيط إلى المركب، وذلك مذهب مغرق في التصنُّع.


• وما دام ابن الخطيب قد سلك في رسالته مذهب التصنُّع، فلا شك أنه سيحفل بالمحسنات البديعية بشتى أساليبها من جناس وطباق ومقابلة وغيرها كما هو الحال في هذه الفقرة من الرسالة: "وثاء الأثافي المثلثة عن منازل الموحدين، وأحار بين تلك الأطلال حيرة الملحدين".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة