• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حين خان الأمانة... وسقط في الغفلة - قصة قصيرة

حين خان الأمانة... وسقط في الغفلة - قصة قصيرة
د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر


تاريخ الإضافة: 1/11/2025 ميلادي - 11/5/1447 هجري

الزيارات: 296

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حين خان الأمانة... وسقط في الغفلة – قصة قصيرة


الفضيحة:

كانت الهواتف تطن في أرجاء الكلية، ضحكات مكتومة، همسات ساخرة، ووجوه تختبئ خلف الشاشات.

 

جلس في مكتبه شاحبَ الوجه، يتصفح هاتفه بيدٍ مرتجفة، كل رسالة يفتحها كانت كصفعة على قلبه.

 

صور محادثاته مع تلك الطالبة التي ظنها حبًّا صادقًا، تتناقل بين الزملاء والطلاب، تتزين بضحكات صفراء وتعليقات لاذعة.

 

شعر بأن الأرض تميد تحت قدميه.

أمسك رأسه بين كفيه، والعار يلتف حول عنقه كحبل مشنقة.

 

همس لنفسه وهو يختنق بالدموع:

يا رب، كيف وصلت إلى هنا؟

وهنا بدأت ذاكرته تعود إلى الوراء...

 

بداية النعمة:

كان شابًّا وسيمًا، يلفت الأنظار بذكائه وحضوره، تخرج بامتياز من كليته، وحصل على وظيفة مرموقة في الجامعة.

 

في يوم تعيينه، قال له أحد زملائه مبتسمًا: "مبروك... الوظيفة دي فتحت لك أبواب الدنيا".

 

ابتسم بثقة، ولم يدرِ أن ذلك الباب سيجره إلى منحدر.

 

خطوات صغيرة نحو الغفلة:

في البداية، تلقَّى رسالة عابرة من طالبة تسأله عن محاضرة؛ تردد قليلًا ثم أجاب:

لا بأس... مساعدة بريئة.

ثم رسالة أخرى في وقت متأخر من الليل، ثم لقاء سريع لتوضيح مسألة أكاديمية...

الخيط الرفيع بين المسموح والمشبوه بدأ يتآكل.

كان ضميره يهمس له كل ليلة:

اتَّقِ الله، هذا طريق خطر.

 

لكنه يرد:

لا، أنا أستاذ... وهذه طبيعة عملي.

ضميره كان كشمعة تنطفئ شيئًا فشيئًا.

 

السخرية من الحلال:

رأى زملاءه يعقدون قرانهم، ويبدؤون تأسيس بيوتهم، كانوا يهنئ بعضهم بعضًا، ويحكون له عن استقرارهم وسعادتهم.

 

ابتسم ابتسامة ساخرة وقال لأحدهم: "قيدتم أنفسكم مبكرًا، الحياة أمامكم … لماذا تحرمون أنفسكم مُتعها؟".

 

ضحك بثقة، ولم يكن يدري أن الساخر اليوم سيكون غدًا أكثر الناس ندمًا.

 

الفتاة المخادعة:

ثم ظهرت أمامه؛ طالبة ذكية، مدلَّلة، متصنِّعة، تعرف كيف تصطاد الكلمات.

ضحكت من تعليقاته، ردَّت على رسائله بعباراتٍ تُشعل غروره، وتظاهرَت بالاهتمام.

ظنها حبًّا صادقًا، وفتح لها قلبه، وأرسل ما لا يُرسَل.

لكنها كانت تسلية، لعبة خبيثة أمام زميلاتها.

 

انتشرت رسائله بين الهواتف كالنار في الهشيم، وصار همس الطلاب:

أستاذ الجامعة... صار لعبة في يد طالبة!

 

الانهيار:

في لحظة واحدة انهار كل شيء، واجهَ نفسه أمام المرآة، كأنها تسأله: أهذا أنا؟ كيف وصلت إلى هنا؟

 

ركض يلحق بالعفيفات ليطرق باب الزواج، لكن الأبواب أُغلقت.

 

وعند كل باب، كان صدى سخريته القديمة من زملائه يعود إليه كسِياط على قلبه: قيدتم أنفسكم مبكرًا؟ … كلمات طعنَته الآن بمرارة.

 

سمع الحقيقة عارية: العفيفة لا تريد إلا عفيفًا؛ لتكون فرحة عمره، ولا يرى غيرها.

 

جلس في غرفته، الليل يلُفُّه كسواد قلبه، دموعه تتساقط، وصوته متهدج بالدعاء:

يا رب، أعد إليَّ نفسي التي ضيعتُها، اجمع شتاتي قبل أن يغلق العمر أبوابه.

 

الرسالة إلى الشباب:

أيها الشاب، السقوط لا يبدأ بفضيحة، بل بخطوة صغيرة تبررها لنفسك.

احفظ قلبك وعينك اليوم، ليحفظك الله غدًا.

ولا تنسَ: العفيفة لا تبحث إلا عن عفيف، ومن يزرع الغفلة لن يحصد إلا الندم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة