• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

وراء الجدران (قصة قصيرة)

وراء الجدران (قصة قصيرة)
د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر


تاريخ الإضافة: 21/9/2025 ميلادي - 29/3/1447 هجري

الزيارات: 211

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وراء الجدران – قصة قصيرة

 

عاد منهكًا من عمله، الشمس تسكب نارها فوق رؤوس العابرين، والزحام يلتهم الأعصاب. وقف حائرًا بين أن يركب المواصلات العامة المزدحمة، أو أن يضحي بجزء كبير من ماله القليل لأجل قليل من الراحة.

 

قرر أن يركب تاكسي.

 

أشار للأول... تجاهله.

 

أشار لآخر... لوّح بيده رافضًا.

 

ثم جاء ثالث، مال بسيارته قليلاً نحو الرصيف، وأطل من نافذته يسأله:

"رايح فين؟"

 

رد بصوت متعب: "مكان كذا..."

 

توقف التاكسي، فركب، وساد صمت ثقيل.

 

لم يشغل السائق المكيف، والهواء الحار يلفح وجهيهما بلا رحمة.

 

صمت.

 

حر.

 

وهمّ ثقيل يسكن النفوس منذ اشتعلت نار الحرب.

 

في خضم هذا السكون، قطع عليه تفكيره صوت تلاوة من مذياع قديم: ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ﴾ [الحشر: 14]

 

ارتجف قلبه.

 

كأنّ الآية تخاطبه هو.

 

تذكّر مقطعًا رآه منذ أيام:

أحد الأبطال، شاب شجاع، يتسلل نحو دبابة صهيونية محصنة، يرمي بداخلها "هديةً" يسرّ بها قلب كل مؤمن، ثم يختفي في لمح البصر.

 

"يا الله..."، تمتم في نفسه.

 

"أنا ما كنتش فاهم... الجدار مش لازم يكون حائط من طوب! الجدار ممكن يكون جسم دبابة، بدن طائرة، أو زجاج سيارة مصفحة..."

 

التفت نحو السائق قائلاً:

"سبحان الله، تعرف إن الأعداء مهما تحصّنوا... دايمًا ربنا بيخلي للمؤمنين سبيل؟"

 

رفع السائق حاجبيه بدهشة، ثم قال:

"ما خطرش على بالي كده قبل كده... والله فعلاً!"

 

واصلا الطريق وهما يتحدثان عن المعاني التي تتخفّى خلف الآيات، عن سنن الله في نصر أوليائه، وعن غفلة القلوب حين تبتلعها مشاغل الدنيا.

 

وصل إلى بيته، نزل بخطى أثقلها التعب، لكن قلبه خفيف كأنه طائر.

 

كان شيئًا جديدًا قد استقر فيه... يقين.

 

يقين بأن العدو مهما ملك من حديد ونار، فإنّ الله لا يُعجزه شيء.

 

وأن طريق النصر يبدأ من الداخل:

أن تكون مع المؤمنين...

 

أن تنشغل: كيف أكون أنا منهم؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة