• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

ربط جملة الحال الاسمية برابطين

ربط جملة الحال الاسمية برابطين
د. عبدالجبار فتحي زيدان


تاريخ الإضافة: 16/12/2025 ميلادي - 26/6/1447 هجري

الزيارات: 229

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ربط جملة الحال الاسمية برابطين

 

تبين في موضع حالات الربط بواو الحال أن النحويين لم يكتفوا بربط الجملة الاسمية الحالية بالضمير حسب، بل أجازوا إضافة الواو إليها، واشتهرت عندهم عبارة الربط بالواو والضمير معًا[1]، وذكروا أن اجتماعهما في الجملة الحالية أكثر من انفراد أحدهما[2].

 

وتبين أيضًا أنهم لم يقولوا بجواز اجتماعهما، بل بوجوبه أيضًا، وقد كان هذا مذهب الذين أجازوا ربط الاسمية بالواو، أما الذين أوجبوا وعدوا حذف الواو شاذًّا، فإنه بمقتضى ذلك صارت كل جملة اسمية مرتبطة بما قبلها بالضمير، واجبًا ربطها بالواو أيضًا.

 

لقد وجد النحويون استنادًا إلى استقرائهم اللغة أن من العبث الذي تنزَّهت عنه اللغة العربية استخدام أداتين للغرض نفسه في وقت واحدٍ إلا في التوكيد.

 

فلم يجز المبرد - مثلًا - أن "تدخل الواو على أم، ولا أم عليها؛ لأن أم للعطف، والواو للعطف"[3]، حتى قد أنكر الجمع بين العوض والمعوض في النظم، فضلًا عن النثر، ولم يجعل من الضرورات الشعرية[4].

 

وقد اتَّخذت قضية عدم جواز اجتماع أداتين لغرض واحد أساسًا لتعليل كثير من ظواهر اللغة، فعند البصريين مثلًا لا يجوز أن يقال: يا اللهم، كما يجوز ذلك عند الكوفيين "ذلك أن الميم عند البصريين بدل من يا، فلا يجوز عندهم أن تجتمع مع يا"[5]، مع أن الميم عند الكوفيين ليست بدلًا منها لذلك جاز عندهم: يا اللهم.

 

واستنادًا إلى ذلك قيل بكراهة إضمار كي بعد اللام؛ "لئلا يؤدي إلى اجتماع حرفين لمعنى واحد"[6].

 

وقد خصص السيوطي في الأشباه كلامًا على هذه المسألة، جعله تحت عنوان: "لا تجتمع أداتان في معنى واحد"، ومما قاله في هذا الموضوع: "لا يجمع بين أل والإضافة؛ لأنهما أداتا تعريف... وفي بعض حواشي الكشاف لا يجمع بين أداتي تعدية، فلا يقال: أذهبت بزيد، بل إما الهمزة، وإما الباء... وقال ابن يعيش: الدليل على أن ألف أرطى للإلحاق، لا للتأنيث أنه سمع عنهم أرطاة بإلحاق تاء التأنيث، ولو كانت للتأنيث لم يدخلها تأنيث آخر؛ لأنه لا يجمع بين علامتي تأنيث"[7].

 

وقد نَسَبَ إلى ابن جني أنه قال: "ليس في الكلام اجتماع حرفين لمعنى واحد؛ لأن في ذلك نقضًا لما اعتزم عليه من الاختصار في استعمال الحروف إلا في التأكيد"[8].

 

والنحويون كثيرًا ما سخروا هذه القضية عندهم للنقد والتعليل، وجعلوها أساسًا بنوا عليه نتائج وقواعد، من ذلك مثلًا ما مر تفصيله أنهم منعوا ربط الجملة الحالية المعطوفة على حال بالواو، كراهة اجتماع حرفي عطف صورة على الرغم من اختلافهما في المعنى، إذ إحداهما للعطف والثانية للحال، ومن ذلك أيضًا أنهم لم يجيزوا إلا لمعانٍ بلاغية، إضافة المعرفة إلى المعرفة، وتعريف العلم بأل لعدم جواز اجتماع معرفين.

 

وقد اتخذت من هذه الحقيقة وسيلة لتخطئة الكتاب، فقالوا مثلًا: لا يجوز الجمع بي (لن) و(سوف)؛ لأن كليهما أداتا استقبال[9]، وكذلك لا يجوز الجمع بين (لـذا) و(فإن)، أو (لـذا) و(فقـد)، وذكروا أن هذا غلط بيِّن؛ لأنه "جمع بين فاء التعليل ولام التعليل، وهما بمعنى واحد، فلا يجتمعان في كلام صحيح"[10].

 

والنحويون حين لم يُجيزوا اجتماع أداتين لمعنى واحد، لم يلتمسوا للجواز عذرًا، فلم يقولوا بجواز اجتماع الهمزة والباء، نحو: أذهبت بزيد، زيادة في التعدية أو تحلية العلم بآل، تقوية في تعريفه، بل منعوا هذا، وعلَّلوا المنع، بأن في جواز ذلك لغوًا فارغًا.

 

فكان على النحويين أن يتخذوا من هذه القضية دليلًا على عدم الظن بأن الجملة قد ارتبطت بصاحبها بالواو والضمير، لعدم جواز اجتماع رابطين؛ إذ في ذلك عبث، لا يصح حصوله في اللغة، وإذا وجدنا جملة فيها واو وضمير، وجب أن نرى الرابط واحدًا منهما لا هما معًا.

 

ولكن لكون النحويين قد رأوا أن الجملة الاسمية مثلًا في نحو: أقبل زيد وهو يضحك حال، دفَعهم هذا إلى إن يروا أنها مرتبطة بصاحبها بالواو والضمير، مع أنه قد ثبت باعترافهم أن الضمير المنفصل فيها، ما جيء به لغرض الربط، بدلالة عدم صلاحه للعود في أمثلة أخرى[11]، فيكون الرابط فيها هو الواو حسب؛ لأن الجملة مفعول معه في الحقيقة لا حال.

 

فلو عد النحويون واو الحال واو معية، لَما اضطُرُّوا إلى عد الضمير رابطًا ثانيًا؛ لأن المفعول معه ليس صفة لمصاحبه، ليجب عوده إليه بالضمير، ولأصابوا بدلًا من ذلك الحقيقة من جهة، وأنقذوا النحو العربي من مشكلة الرابطين من جهة ثانية، وأبعدوا اللغة من تهمة العبث في التعبير من جهة ثالثة.



[1] التدريب في تمثيل التقريب، ص139، وشرح ابن عقيل 1/ 657 وشرح الكافية للأردبيلي، مخطوط، ورقة 66 والفوائد الضيائية، ص72-73.

[2] شرح ألفية بن مالك لأنس الناظم، ص135، وشرح الرضي 1/ 41-42، والبحر المحيط 1/ 163، وشرح الاشموني 3/ 138

[3] المقتضب 3/ 307.

[4] القيرواني، ضرائر الشعر، ص149.

[5] المصدر نفسه ص149، شرح مغني الجاربردي للميلاني ص22.

[6] الإيضاح في شرح المفصل لابن حاجب 2/ 15.

[7] الأشباه والنظائر 1/ 313.

[8] الأشباه والنظائر 1/ 314.

[9] قل ولا تقل لمصطفى جواد، ص126.

[10] دراسات في فلسفة النحو لمصطفى جواد، ص95-96.

[11] شرح التصريح 1/ 391، وحاشية الصبان 2/ 190، وحاشية الدسوقي على المغني 2/ 192، والكواكب الدرية 2/ 31.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة