• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / مع الشعراء


علامة باركود

المسكوت عنه في حياة أمير الشعراء أحمد شوقي وصفاته

المسكوت عنه في حياة أمير الشعراء أحمد شوقي وصفاته
محمد جمال حليم


تاريخ الإضافة: 24/9/2025 ميلادي - 2/4/1447 هجري

الزيارات: 302

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المسكوت عنه في حياة أمير الشعراء أحمد شوقي وصفاته

 

لم يكن أمير الشعراء أحمد شوقي مجردَ شاعر يقرِض الشعر؛ رغبةً في الظهور، وحبًّا في التطلع للمناصب والوجاهة، وبهذا حقق ما لم يحققه كثيرون من شعراء عصره، ما خلا حافظ إبراهيم الذي جمعته بشوقي الموهبةُ والريادة.

 

لا أكتب هذه السطور تنظيرًا في حبِّ شاعر مات، ولكني أتلمَّس مع قارئي العزيز بعضًا من صفات شوقي، أُراها أكبر دافع له في أن يبلغ بشعره ما بلغ، ويُشار له بالبنان، فضلًا عن مبايعته بإمارة الشعر.

 

شعراء كثيرون سبقوا شوقي بل وعاصروه، وفاقوه جودة وسبكًا بما أوتوا من مواهبَ وقدرة على التصوير والإبداع، غير أن ما تميز به شوقي شيء آخر، جعله - في ظني - يتقدم صفوف الناس بلا طلب، وهو ما نقبتُ عنه مستأذنًا فيه أمير الشعراء، بأن أدق عليه الباب برفقٍ، لأفتش في حياته وصفاته وأخلاقه، مشغوفًا بمطالعة جديدة لحياة رجل رحل وما رحل، أفنى حياته في حب بلده والذَّود عن حياضه.

 

ولجت حياته مؤملًا بكشف جديد أعوِّل عليه في بقاء ذكره، الذي لا أعزوه لموهبته فقط، بل أشياء أُخر سكت عنها الكثيرون أو تساكتوا، في صفات أمير الشعراء، أو دفعًا لسوء الظن أقول: ما لا يعرفه الناس عن شوقي.

 

عزيمة شوقي وإصراره:

حقيقة مرَّ شوقي بظروف صعبة، لكنه استطاع بمهارة وذكاء أن يحوِّل هذه الظروف لصالحه، فلم تفتَّ من عزيمته، بل كانت وقودًا له ومشعلًا ينير بها طريقه، ولا أدلَّ على هذا من أنه حين نُفي إلى إسبانيا بعد سيطرة الإنجليز على البلاد، وخلعهم لعباس الثاني، جعل من منفاه الضيق متسعًا للتعرف على ثقافات جديدة؛ فتعلم لغتها، وقضى وقته في قراءة كتب التاريخ، وزيارة الدولة، ونَظْمِ الشعر.

 

بل إن قريحته جادت له بأعذب الشعر، وأشهر ما نظم في تلك الفترة مجموعته الشعرية: "دول العرب وعظماء الإسلام"، التي تضم 1400 بيت شعري، موزعة على 24 قصيدة، وقد نُشرت هذه المجموعة بعد وفاته.

 

ولم تكن هذه المجموعة وحدها حصيلة النفي والطرد، الذي حوَّله الرجل طاقةَ نورٍ، استعذب فيها الشقاء، وحوَّل المحنة لمنحة، بل كتب قصائد كثيرة عن الحنين إلى الوطن، ونظم أجمل القصائد المليئة بالعاطفة والشوق والحسرة، وكان أشهرها قصيدة "الرحلة إلى الأندلس".

 

كل هذا يخبرنا بيقينٍ عن أن الرجل صاحبُ رسالة، وأن حبه للوطن فاق الحدود، كما يرشدنا لصفة جليلة للشاعر الهُمام؛ وهي إصراره وعزيمته التي لم تأخذ منها المحن بل أعطَتها، وهذا أكثر ما يميزه.

 

شوقي يمدح أتاتورك ويهجوه:

ولأني أعشق التحليق في السحاب، ولا أسلم بسهولة لما يُقال عنه ولا عن غيره؛ فقد آثرتُ أن أعلو عما يُقال فيه من نقدٍ، وأن أنظر للرجل نظرةً إجمالية من الأعلى أتكشَّف بها أسراره النفسية، فوجدت حبَّه للخير، ورغبته في خدمة الإسلام والمسلمين صفةً سائدة في حياته، يعضدها أنه رجَّاع للحق؛ فلا يستنكف أن يعود لما فيه الصواب، وبهذا فهو ليس متكبرًا يحاول إقناع الغير بما يراه، ولو كان متناقضًا، حتى لا يظهر أنه مخطئ؛ بل كان على العكس من ذلك، يعلن توبته عن بعض آرائه، بل ويتبرأ من بعض قصائده التي خطا فيها خطوات غير رشيدة، ولا أدل على هذا من رجعته الرشيدة عن مدح أتاتورك، الذي نظم أمير الشعراء فيه قصيدة رائعة؛ حيث بان له وقتها فضل الرجل وذكاؤه في المعركة الحاسمة التي اشتعلت في الأناضول، في أغسطس عام ألف وتسعمائة وواحد وعشرين، بين الأتراك الذين خرجوا من الحرب العالمية الأولى مهزومين منهكين، وبين اليونانيين الذين انتهزوا الفرصة واجتاحوا غرب تركيا، مؤيَّدين بالرأي العام الأوروبي المنحاز لهم، ساعين لاسترداد القسطنطينية (إستانبول)، وطرد الأتراك من المناطق التي كانوا لا يزالون يسيطرون عليها في أوروبا الشرقية.

 

حيث ظهر له ما كابده أتاتورك الذي نجح في أن يلم شتات الجيوش التركية الممزقة، ويفاجئ اليونانيين بهجمات خاطفة موفَّقة، انتهت بطردهم خارج الحدود.

 

وهنا جادت قريحة أمير الشعراء بأنقى الشعر وأعذبه في مدح أتاتورك؛ فانبرى قائلًا:

الله أكبر كم في الفتح من عجبٍ
يا خالد الترك جدد خالد العربِ
صلح عزيز على حرب مظفرة
فالسيف في غمده والحق في النصبِ
يا حسن أمنية في السيف ما كذبت
وطيب أمنية في الرأي لم تخِبِ
خُطاك في الحق كانت كلها كرمًا
وأنت أكرم في حقن الدم السربِ
حذوت حرب الصلاحيين في زمنٍ
فيه القتال بلا شرع ولا أدبِ
لم يأتِ سيفك فحشاءً ولا هتكت
قناك من حرمة الرهبان والصلبِ

 

وهكذا واصل أمير الشعراء مديحه لرجلٍ ظنه على خير، لكنه لما بانت له الحقائق جلية، وكشف أتاتورك عن نيته الخبيثة بما أُوتي من قوة، لم تمنع شوقي من هجائه، ولم يتوانَ عن ازدرائه حينما بدت له حقيقة أتاتورك، وما فعله من سعي حثيث لإسقاط الخلافة، وقبول شروط الأعداء، لم يقف ساعتها شوقي موقف المشاهِد، ولم ينتبه لما قد يُقال عنه وقتها من مدحه للرجل وهجائه، وأبى إلا أن ينضم لصفوف شعراء لم يبيعوا أقلامهم، ولم تغرهم الشهرة، ولم تأخذهم العزة بالإثم؛ فراح يهجوه بقصيدة رائعة جاء فيها:

أأقول من أحيا الجماعة ملحد
وأقول من رد الحقوق إباحي
الحق أولى من وليك حرمةً
وأحق منك بنصرة وكفاحِ
فامدح على الحق الرجال ولُمهم
أو خلِّ عنك مواقف النصاحِ
ومن الرجال إذا انبريت لهدمهم
هرم غليظ مناكب الصفاحِ
فإذا قذفت الحق في أجلاده
ترك الصراع مضعضع الألواحِ

 

وبهذا يُعلم أن شوقي يجري وراء الحق والأفكار، ويمدح ما يراه صوابًا بغض النظر عن الأشخاص، ويستثمر حبكته الفنية وامتلاكه لأدواته في نصرة قضايا وطنه ودينه، وهو برأيي ما وضع له قبولًا، وأطال عمره بعد رحيله.

 

وللحديث بقية ...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة