• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بين صورة العلم وحقيقته – قصة قصيرة

بين صورة العلم وحقيقته – قصة قصيرة
د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر


تاريخ الإضافة: 23/9/2025 ميلادي - 1/4/1447 هجري

الزيارات: 175

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين صورة العلم وحقيقته

قصة قصيرة

 

كان شابًّا عاديًّا في الجامعة، منشغلًا بدراسته وحياته، يؤدي الصلوات في المسجد، لكن لم يكن له كبير عناية بطلب العلم الشرعي، لم يعرف من دروس العلم إلا أسماءها، ولم يذُق طعم مجالس العلماء ولا نور الوحي.

 

مرت به أيام عسيرة، ومشكلات متتابعة، جعلته يبحث عمن يأخذ بيده، ويرشده إلى الطريق، أحس أن الحياة تتفلت من بين يديه، وأنه بحاجة إلى مرجعية يسألها ويستنير بها.

 

رآه أحد زملائه يومًا شاردَ الذهن، فقال له: تعال صلِّ معنا المغرب في مسجد كذا، هناك شيخ فاضل من أهل العلم.

 

ذهب، فجلس، فسمع، ثم سأل الشيخ عما أشكل عليه … فانشرح صدره، واطمأن قلبه، وانطلقت خُطاه نحو النور.

 

بدأ يحضر مجالس العلم، وذاق لذتها، ورأى أثرها في سلوكه وأخلاقه، ومعاملاته مع ربه، وأسرته، وزملائه، علم أن العلم ليس رفاهية فكرٍ، بل طريق نجاة، ونظام حياة.

 

لكن بعد فترة، راودته خواطر خفية؛ فقد رأى شبابًا يتصدرون المجالس، يتكلمون في دقائق المسائل، ويستعرضون الكتب الكبار، ويحللون النقول والمعاني، انبهر بهم، وظن أن هذا هو العلم، وذاك هو العمق.

 

فأعرض عن مجالس العلماء المربِّين، وأقبل على مجالس حُدثاء الأسنان، يجادل ويحلل، يتكلم في كل فن، ولا يتورع عن كل قول، صار يجالس من أُوتوا ذكاءً، ولم يُؤتَوا زكاءً.

 

لكنه، بحمد الله، كان ذا فطرة سليمة، وقلب يخاف الله، فلم يقع فيما وقع فيه غيره، ما كان يطعن في أحد من المسلمين، ولا يسب علماء المسلمين، بل كان ينصح ويُبين، دون أن ينتقص أو يُسفِّه.

 

ومع مرور الأيام، رأى بعينه مآلات أولئك الذين ظنهم علماء، فإذا بهم يسلكون طريق الهلكة: يحكمون على الناس، ويخوضون في أعراض العلماء، ويتجرؤون على الأكابر، ويزدرون من سبقهم علمًا وسنًّا.

 

رأى سلوكيات لا تمت للإسلام بصلة، فعلم – يقينًا – أن المعلومة ليست علمًا، وأن العلم الحقيقي ما أورث الخشية والعمل، وأن التزكية لا تنفك عن الدعوة، وأن الذكاء بلا زكاء فتنة، والمعرفة بلا أدب مهلكة.

 

فعاد إلى أهله الأوائل، إلى مجالس العالم المربِّي، والتزكية الراسخة، والخلق الكريم، وقال في نفسه:

اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلمًا نافعًا، ورزقًا طيِّبًا، وعملًا متقبَّلًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة