• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

أصل كلمة (السنة) في التعبير العربي

أصل كلمة (السنة) في التعبير العربي
د. عمر بن محمد عمر عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 8/12/2025 ميلادي - 18/6/1447 هجري

الزيارات: 333

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أَصل كلمة (السُّنَّة) فِي التعبيرِ العربيِّ

 

عَلَى المستوي الصرفي كلمة (سنَّة) مشتقة مِنَ الأصل (س- ن - ن)، وتعنى الشحذ أَو السنَّ، مثل: سن المدية أو الرمح، وَلهذَا فَإِنَّ الشاعرَ الجاهلي (بشامة بن الغدير) وَصَفَ سَيْفَهُ بهذه الكلمات:

وَبقاءِ مطرورٍ تَخَيَّرَهُ
صنعٌ لطول السَّنِّ والوقع[1]

فالنَّصل قَد اختاره حداد ماهر بعدَ شحذهِ وسَنِّهِ لفترةٍ طويلة.

 

إِذًا فالمعنى الاشتقاقي (الشفهي) لكلمة (سَنَّ)، يعني: صَوَّر، بمعنى تصميم شيءٍ أو إنتاجهِ نموذجًا، ولهذا فـ "سَنَّ الطين"؛ تعني: شكَّل مِنَ الصلصال في إِناءٍ خزفيٍّ.

 

وكَمَا هو واضح فالسنن تَحمِل معنى خلق شيءٍ وإبداعهِ، أو عرض ممارسة جديدة، فمثلًا الشكل اللفظي لكلمة (سنَّ) في جملةِ هو أول مَنْ سَنَّ الرحلتين[2]، تشيرُ إلى تقدُّم (هاشم بن عبد مناف) لأوَّل مرةٍ عَلَى القوافلِ التجاريَّة السنويَّة التي تتمَّ واحدة في الشتاءِ، وأخرى في الصيفِ.

 

وقالَ (نُصَيْب) الشاعر:

كأني سننتُ الحبَّ أَوَّل عاشقٍ
مِنَ النَّاسِ إِذ أحببتُ من بينهم وحدي

يقصد أَنَّه مِن بين كافَّة البشرِ يبدو أنَّه أوَّل مُحبٍّ، ولم يُقدم أي شخص آخر سواه على إقامة مدرسة للحبِّ بينهم.

 

فكلُّ مَن ابتدأ أمرًا واقْتَدَى به فيه من بعده، قيل: هو الذي سَنَّه.

 

فالفعل (سنَّ) يحمل معنى الاستمراريَّة، ويعني العمل المتواصل، ولهذا فالتعبيرانِ: "سننتُ الماء على وجهي"، "سننتُ التراب على وجهِ الأرضِ"، يعني: ظللتُ أصُبُّ الماء على وجهي[3]، واستمرَّ الغبار يسقط على وجه الأرضِ[4].

 

والشاعر الفحل (بشر بن أبي خَازم) يصوِّرُ جمال محبوبته فيقولُ:

وأَبْلَجَ مُشْرِقِ الخَدَّيْنِ فَخْمٍ
يُسَنُّ عَلَى مَراغِمِهِ القَسَامُ[5]

فنلاحظ هُنا أنَّ الشاعرَ قد استخدَمَ لفظ (سن) بمفهوم الاستمراريَّة، وهو يعني أَنَّ الجمال لَا يزَالُ يغدق عَلَى مَحْبوبتهِ.

 

إِذًا فأصل كلمة (سنة) تحمل دلالتينِ أساسيتينِ:

1- تقديم أو صياغة شيءٍ جديد.

2- الاستمراريَّة في الفعلِ.

 

وَيمكننا أَن نعرف كلمة (سنة) بأنَّها: عادة أو ممارسة تُتَّخذ مثالًا يُحتذى به.

 

وفي هذا يقول الشاعرُ (بشامة بن الغدير):

وبدأتُم للنَّاسِ سُنَّتَها
وقعدتُم للريحِ في رَجْعِ[6]

وهذه الكلمة بهذا المعني وُجدت في مادة الحديثِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «لن يوجد نبيٌّ مرة أخرى، ولكن النبيَّ كَان له حوارييه الذين يعملونَ طبقًا لسُنتهِ ومسلكهِ»[7].

 

وَقد استخدمَ صلى الله عليه وسلم تعبيرَ: «سُنُّوا بهم سُنَّةَ أهلِ الكتابِ»[8]، في توضيحِ كيفية التعامل مع غير أهل الكتاب.

 

وَللفعلِ (سَنَّ) دلالة أخرى بمعنى (التحديد والثبات)، وهو بهذا المعنى مساو لكلمة (الفرض)، وَمثالُ ذلكَ لما تقَدَّمَ يزيد بن عبد الملك لخالد بن المطرف بطلبِ أختهِ للزواجِ، قالَ لَهُ: إنَّ أبي قد (سَنَّ) لزواجها عشرينَ ألف دينار، فهو هنا قد استخدمَ الفعل (سَنَّ) بمعني: فرض أو أفرَض، وهو يعني الثبات والتحديد.

 

وَفي تاريخِ الطبري أَنَّه لَمَّا تَأَثَّرَ عُمر بن الخطاب رضي الله عنه بالأداءِ العظيم لجنودهِ، (سَنَّ) لهم مكافأة قدرها ألف دينارٍ، فـ(سنَّ) هنا بمعنى فرض، أو حَدَّدَ.

 

وَالاشتقاق الآخر لمصطلح (السنة) هو (سَنن) أو (سُنن) أو (سِنَن)، يعني: طريقة في الحياةِ، ولهذا فتعبيرُ: تَنَح عن سَنَنِ الطريقِ[9]؛ أي: تجنَّب وسط الطريقِ، وَنُلاحظُ أَيضًا في هذا المعني أَنَّ الدلالة الحقيقية للاستمرارية مُتَضَمَّنَةً في هذا المعنى، وهي تعني: سِر بعيدًا عن وسط الطريقِ[10]، ونلمسُ معنى الاستمراريَّة للسير المتواصلِ على قطعةٍ بعينها مِنَ الأرْضِ من جانبِ السائرين.

 

وهذا التشابه في الدلالة الأصليَّة جعلَ كلمة (سُنَّة) مرادفة لكلمة: طريق، أو طريقة، وقد استخدَمَ الشاعر (أُفْنُون) هذا المعنى عندمَا قالَ:

لما فَدَوا بأخيهم مِنْ مَهولةٍ
أخا السَّكون ولا جارُوا على السُّنن[11]

فـ (السُّنَّة) أحيانًا تعرف بأنَّها: (الطريق القويم أو الطريق المسلوكة، أو الطريق المعبدة - بمعنى الطريق الممهدة).

 

ثُمَّ تطور معنى (السُّنَّة)، واتَّسعت دلالالتها اللغويَّة بالنِّسبَة لسلوك الإنسان، فأصبحت – وفقًا لهذا المعنى - بمعنى: (طريقة التصرف)، أو (السلوك)، وأصبح لفظ (السُّنَّة) مرادفًا لكلمة (السيرة)، ومِن ثَم تطابَق مُصطلحا (السيرة) و(السنة)، ويمكن استخدام أحدهما بدلًا مِنَ الآخر.

 

وَمَا مِن شكٍّ في أَنَّه إذا عَرَّفنا (السنة) بأَنَّها (طريقة التصرف) أو (السلوك)، فإِنَّه يُتَضَمَّنُ لكافة المترادفات المتشابهة؛ مثل: (الممارسة)، (العادة) ... إلخ.



[1] المفضليّات بتحقيق أحمد شاكر (صـ407). وَالمطرور = المحدد، عني به السيف، أي وبالتي لها بقاء مطرور، تبقى على الكدِّ والسير.

[2] لسان العرب (17/ 91).

[3] ومنه في حديثِ بول الأعرابي في المسجدِ: فدعا بدلو من ماءٍ فسنَّه عليهِ؛ أي فصبَّه عليه.

[4] ومنه ما جاء في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه عندَ موتهِ: فسنُّوا عليَّ الترابَ سنًّا؛ أي ضعوه وضعًا سهلًا.

[5] وأبلج؛ أي: بوجهٍ أبلج، وهو الواضح الحسن، الفخم المكسو مِنَ اللحمِ، يسن: يصب، المراغم: الأنف وما حولها، القَسام، الحُسن؛ ينظر: المفضليات بتحقيق الشيخ شاكر (ص334).

[6] في رجع؛ أي: فيما يرجع عليكم عيبُه؛ ينظر: المفضليات (ص408).

[7] رواهُ أحمد في مسندهِ.

[8] روي الإمام مالكٌ في الموطأ أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر المجوسَ، فقالَ: ما أدري كيف أصنع في أمرهم؟ فقالَ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: "أشهدُ أني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سنُّوا بهم سُنةَ أهل الكتابِ».

[9] مختار الصحاح (317)، تهذيب الأسماء واللغات (2/ 156 – 157).

[10] لسان العرب (17/ 90).

[11] بأخيهم: أراد نفسه، والباء للبدل، من مهولة: من أجل مصيبة هائلة، أخا السكون: رجل من السكون كان أسيرًا عندَ قوم أُفنون، والسَّكون: بفتح السين قبيلة من كندة باليمن، بالغ في ذكر تبرئهم منه وجفائهم له، والبيتُ في المفضليات (صـ262).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة