• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

اللسانيات الهندسية

اللسانيات الهندسية
د. صباح علي السليمان


تاريخ الإضافة: 2/11/2025 ميلادي - 12/5/1447 هجري

الزيارات: 150

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللسانيات الهندسية

 

الهندسة اللغوية أو الهندسة اللسانية، أو المعلوماتية الألسنية، هي الجمع بين علمين: علم اللسانيات، وعلم الحاسوب، وذلك من خلال المعالجة الآلية للغات الحية، ويشمل هذا العلم مجالات متعددة؛ كالأبحاث المتعلقة بعلوم اللغة، ووسائل الاتصال السمعية والبصرية الرقمية وغير الرقمية، والتعليم المتقدم للغات.

 

لقد بدأ الاهتمام بهندسة اللغة العربية منذ أكثر من عقدين من الزمن، ولكن كانت جهودًا فرديَّة، وليس عملًا مؤسساتيًّا منظَّمًا؛ إذ يعمل الباحث وفريق عمله، ويكتب ويُجري تجاربه، ويقدم نتائج مهمة وفعَّالة، ويأتي الذي بعده فلا يُكمل ما بدأ به، وتُسهم هندسة اللغة العربية من خلال برمجتها إلكترونيًّا على تقديم التحليل الدلالي للكلمات، وهذا يسهل على الطلبة استخلاص معاني الكلمات، وتحديد معاني الجمل، استنادًا إلى السياق الكلامي الذي يسبق الجمل، أو يَلحَق بها، ويُتيح المجال أمامهم إلى استخراج البيانات المعجميَّة، والقواميس الإلكترونيَّة، وهناك مساعٍ حثيثة تُبذَل نتمنَّى أن تُثمر عطاءً في هذا الميدان الرحب، وهي الوصول إلى آليَّة تُمكِّن المتعلِّم من استخدام الحاسوب في تحديد وشرح أي نص لغوي عربي، وينقِّحه ويصحِّحه، ويقدمه نصًّا متكاملًا متناسقًا مترابطًا، موزونًا نحويًّا ودلاليًّا وصرفيًّا؛ أي جاهزًا شكلًا ومعنًى، وتركيبًا.

 

أمَّا المهارات المطلوبة في الشخصية المهنية، فهي إدارة الوقت، والإصغاء الناشط، والتنسيق، وحل المشكلات المركبة، والرياضيَّات، والتعلُّم الناشط، والتفكير الناقد، والحديث، وفهم القراءة، والكتابة.

 

أمَّا المؤهلات المهنية، فهي التحسُّس السمعي، وتحسُّس المشكلة، وتعرف الكلام، والتفكير الاستقرائي، والتفكير الاستنتاجي، وترتيب المعلومات، والتعبير الشفهي، والفهم الشفهي، والفهم الكتابي، ووضوح الكلام.

 

وتفيدنا الهندسة اللغوية في معرفة أسرار القرآن الكريم؛ إذ جاء في قوله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 109]؛ إذ تناولت هذه الآية ثلاثة استنباطات:

الاستنباط الأول: "لفظة (أساس) معناها في اللغة أصل كل شيء، وأساس البناء مبتدؤه، وفي الهندسة: التأسيس والأساس هو العنصر الإنشائي الذي يُستخدم لنقل الأحمال المؤثرة من البنيان إلى التربة أو الأرض، وعند ذكر التأسيس والأساس: (.. أسس بنيانه..)، لابد أن تكون هناك أحمال ناشئة من البنيان تَستلزم إنشاء أساسات لها، وتستلزم اختيار نوع مادة الأساسات طبقًا لذلك، فعامل الأحمال المؤثر مأخوذ في الاعتبار أيضًا، ولفظة (على) في قوله: (عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ) لها معنيان هندسيان؛ أحدهما: يفيد أن نوع الأساس المختار هو الأساسات السطحية Shallow Foundation، وليس الأساسات العميقة deep Foundation؛ لأنه لو كانت الأساسات عميقة، لكان التعبير المناسب هو (في شفا)، وليس (على شفا)، فعامل نوع التأسيس ملحوظ ومأخوذ في الاعتبار، وهذا المفهوم الهندسي يتطابق مع معنى الآية الكريمة؛ حيث يكون الانهيار مؤكدًا عندما يكون الأساس سطحيًّا وليس عميقًا.

 

وثانيهما: أنها تفيد بعمق التأسيس، فلفظة (على) أفادت أن الأساس على السطح؛ أي: إن عمق التأسيس يساوي الصفر، فلو أن الأساس على عمق من سطح الأرض، لكان التعبير المناسب مثلًا هو (بداخل شفا)، فعامل عمق التأسيس مأخوذ في الاعتبار، ولفظة (شفا) معناها في اللغة حافة، وفي الهندسة لها مدلول يفيد أنها المنطقة التي تبدأ من حافة الجرف حتى نقطة بدء التصدع في الجرف، التي يحدث عندها شكل الانهيار نتيجة ميل طبقة الجرف، فعامل بُعد التأسيس عن حافة الجرف مأخوذ في الاعتبار.

 

ولفظة (جرف) في اللغة تعني (بئرًا) أو (حفرة)، وفي الهندسة: الفجوة من الأرض قد تنشأ بفعل السيول، وبالتالي لابد أن نأخذ في الاعتبار تأثير المياه على الأساسات، وعلى تربة التأسيس.

 

وقد تنشأ هذه الفجوة بفعل عوامل التعرية، فلابد أن نأخذ في الاعتبار شكل جوانب الجرف ودرجة ميلها؛ أي: زاوية ميل الجرف، وتأثير الإجهادات على حوافها، وهذا المفهوم الهندسي يتطابق مع معنى الآية؛ لأنه كي يكون الانهيار مؤكدًا لابد أن يكون للجرف حافة، وأن يكون التأسيس عليها، ولفظ (هار) في اللغة قد يأتي بمعنى مشرف على السقوط، وفي الهندسة يأتي بمعنى التربة القابلة للانهيار، فعامل نوع تربة التأسيس مأخوذ في الاعتبار، وهذا المفهوم الهندسي يتطابق مع معنى الآية، فحتى يكون الانهيار مؤكدًا لابد أن تكون التربة ضعيفة وغير قابلة للتأسيس عليها.

 

الاستنباط الثاني:

ثمة إشارة هندسية في قوله تعالى (فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ)؛ فذكر (به) في الآية أعطى مدلولًا واضحًا ومحددًا لشكل وهيئة الانهيار؛ حيث إن الجرف انهار به البنيان، فالانهيار هنا ناشئ عن خلل في منطقة الجرف وليس في البنيان ذاته، وفي ذلك تعبير قرآني بليغ، فالحق لم يقل (فانهار في نار جهنم)، لأن المعنى في ذلك يحتمل التساؤل: أيهما الذي انهار؟ الجرف أم البنيان؟ فالفعل (انهار) يحتاج إلى فاعل مفرد مذكر، وكل من الجرف والبنيان مفرد مذكر، ويرد إلى الخاطر هذا التساؤل: هل يمكن للجرف أن ينهار دون البنيان؟ أو ينهار البنيان دون الجرف؟

 

هندسيًّا يمكن للجرف أن ينهار دون أن يلحق الضرر بالمبنى إذا أخذت الاحتياطات اللازمة عند اختيار وتصميم وتنفيذ نوع الأساسات المناسبة للمبنى ولتربة التأسيس، وأيضًا يمكن للمبنى أن ينهار دون أن ينهار الجرف.

 

وتوجد مفاهيم هندسية عديدة يُمكن أن تثار حول هذين الاحتمالين، ومنها ما يمكن أن يكون نقاط بحث وتطوير وابتكار، ولكن معنى المثل في الآية أن البنيان الذي أسس بنيَّة تقوى الله هو مسجد قباء والصلاة فيه جائزة، بينما الذي أسِّس بنية التفريق بين المؤمنين هو مسجد الضرار، ولا صلاة فيه، فكل من المبنيين مسجد، ولكن الفرق يكمن في النية من تأسيس كل منهما؛ فيظل مبنى مسجد قباء مسجدًا، بينما مبنى مسجد الضرار يَحرُم استخدامه مسجدًا؛ لقوله تعالى: (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا)، فهو لم يعد يفي بالغرض الرئيس من بناء المساجد، وهو إقامة الصلاة؛ ومن ثم فالمبنيان موجودان، لكن انهار الغرض من استخدام أحدهما مسجدًا.

 

هندسيًّا يجوز أن يكون الانهيار بسبب أيٍّ من هذه الاحتمالات، ولكن المراد من التشبيه هو توضيح الفرق بين من أسَّس بنيانه بنية التقوى من الله ورضوانه، ومن أسَّس بنيانه بنية النفاق والكفر، فمفهوم البنيان ثابت في الحالتين، ولكن الاختلاف في التأسيس، وبناءً على ذلك ففي قوله تعالى: (فَانْهَارَ بِهِ) دقة بليغة في التعبير، وتجسيد كامل للمفهوم الهندسي بأن الانهيار يحدث بسبب الجرف الذي يتم عليه التأسيس، وتبعًا لذلك ينهار المبنى المؤسس عليه، بينما (فانهار في نار جهنم) لا تجسِّد هذا المفهوم الهندسي.

 

الاستنباط الثالث: من قوله تعالى: (شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ).

يمكن استنباط إشارة هندسية تمس تأثيرَ شكل المرتفعات، ونوع التربة في سقوط الأجسام، فالآية الكريمة وضحت ثلاثة عوامل مؤثرة في تحديد أقصى سرعة لسقوط الجسم، وبالتالي أكبر كمية حركة، وهي ما يعرف بقوة الانهيار.

 

فالعامل الأول درجة الميل، فكلما كان الميل شديدًا كانت سرعة الجسم كبيرة، وأقصى سرعة نصل إليها حين يكون الميل رأسيًّا - أي يصنع خط الميل 90 درجة مع المستوى الأفقي - وبالتالي فإن قوة الانهيار تكون أقصى ما يمكن، واللفظة (جرف) توحي بهذا المفهوم الهندسي، فهي في اللغة تأتي بمعنى بئر أو حفرة، وفي علم المساحة الطبوغرافية قد تأتي بمعنى مرتفع أو منخفض.

 

والعامل الثاني نوع التربة، فكلما كانت التربة التي يتكون منها الجرف (المرتفع) غير متماسكة، زادت سرعة وكمية حركة الجسم، وازدادت قوة الانهيار.

 

أمَّا الاستنباط الرابع، فالمعنى الهندسي لـ (شَفَا جُرُفٍ) يفيد أنها الجانب من التربة المتآكل نتيجة السيول، وليس لها ساند قوي، وعند قدوم السيل يجرف من الأودية التربة الرقيقة جدًّا ليتجمع على طرفه، فيُصبح طينًا واهيًا، وبهذا أُوصي من خلال هذا العلم بتأسيس معجم عربي يجرِّد الأسماء والأفعال والحروف، كلٌّ على حِدَة في القرآن الكريم، ولغة العرب، واستعمال الحاسوب في بيان عدد الحروف والكلمات التي تنطبق على أحداث واحدة في جسم الإنسان؛ كأن تكون عن العظام، وكذلك الأمور الخاصة في الهندسة المعمارية، واستعمال أجهزة متطورة في ترجمة الجمل العربية إلى كافة اللغات العالم بطريقة سهلة وواضحة لمعرفة أثر الكلمات العربية في لغات العالم.

 

(ينظر: هندسة اللغة العربية: مطلب قومي وهدف إستراتيجي Nafiza Nebal Muallem Ahmed، ومن صور الإعجاز الهندسي في القرآن الكريم / يوسف محمد غريب).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة