• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

{ قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى }

{ قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى }
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 22/10/2025 ميلادي - 1/5/1447 هجري

الزيارات: 201

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ﴾

 

لقد جاءت هذه الكلمات في هذه الآية بلسمًا يداوي جروح القلوب المكلومة في ركام آلام، وجراح ظلم الظالمين، ونفاق المنافقين في هذه الحياة الدنيا، وسكينة وراحة للمؤمن، مهما مكَر به الماكرون وغدر به الخونة والمنافقون، لتملأ قلب المؤمن بهذا القول: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النساء: 77]، فيتحمل الأثقال في طاعة الله في المدة القصيرة التي يعيشها على هذه الأرض؛ مما يُسهل على النفوس ويخفِّف عليها؛ لأنها إذا علمت أن المشقة التي تنالها لا يطول لبثها هان عليها ذلك، فكيف إذا وازنت بين الدنيا والآخرة، وأن الآخرة خيرٌ منها في ذاتها ولذاتها وزمانها، فلذة الجنة فوق ذلك؛ كما قال تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [السجدة: 17]، وقال الله على لسان نبيه: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".

 

وأما لذات الدنيا، فإنها مشوبة بأنواع التنغيص الذي لو قوبِل بين لذاتها وما يقترن بها من أنواع الآلام والهموم والغموم، لم يكن لذلك نسبة بوجه من الوجوه، وأما زمانها فإن الدنيا منقضية، وعمر الإنسان بالنسبة إلى الدنيا شيء يسيرٌ، وأما الآخرة فإنها دائمة النعيم وأهلها خالدون فيها، فإذا فكَّر العاقل في هاتين الدارين، وتصوَّر حقيقتهما حقَّ التصور، عرَف ما هو أحق بالإيثار، والسعي له والاجتهاد لطلبه، ولهذا قال: ﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ﴾.

 

هذا اليقين نجده في أهل غزة إيمانًا ويقينًا وصبرًا؛ مما دفع الفطرة في قلوب غير المسلمين في بقاع الأرض تتعجَّب وتنتفض، وتصرخ بأعلى صوتها في مظاهرات وحشود بالملايين، رافضة هذه الوحشية والهمجية التي يُباد بها أهل غزة.

 

وهناك الذين يرتعون في نعيم الله، لا يحركون ساكنًا، بل يَكيلون الاتهامات لأهل غزة الذين يُجاهدون في سبيل الله ضد الهجمة الشرسة على الإسلام من اليهود وأعوانهم، وهذا ما عبَّرت عنه الآية الكريمة في مثل هذه الحالة في قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 77]، ردًّا على التصرفات الذميمة، والأقوال الفاسدة التي صدرت عن المنافقين وضعاف الإيمان، وإرشاد من الله تعالى لعباده إلى أن متاع الحياة الدنيا قليل بالنسبة لِما اشتملت عليه الآخرة من نعيم للمؤمنين الصادقين.

 

أي: قل يا محمد لهؤلاء الذين يخشون لقاء الأعداء، ويَفزعون من القتال طمعًا في التمتع بزينة الحياة الدنيا، قل لهم: إن منافع الدنيا ولذاتها قليلة مهما كبُرت في أعينكم؛ لأنها زائلة فانية، أما الآخرة بما فيها من نعيم دائم، فهي خير ثوابًا وأعظم أجرًا لِمن اتَّقى الله، وجاهد في سبيله.

 

وإذا كان الأمر كذلك، فاجعلوا خشيتكم من الله وحده، وبادروا إلى الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله؛ لكي تنالوا الثواب الجزيل من الله دون أن يذهب من ثوابكم شيئًا مهما كان هذا الشيء ضئيلًا أو قليلًا، ودون أن يَنقص من أعماركم شيء؛ لأن الجبن لا يؤخر الحياة كما أن الإقدام لا ينقص شيئًا منها.

 

إن وجود هذه الحالة في الصف المسلم يُنشئ فيه الخلخلة، وينشئ فيه حالة من عدم التناسق بين من يَمتلكه الجزوع الهلوع، وبين الرجال المؤمنين ذوي القلوب الثابتة المطمئنة، المستقبلة لتكاليف الجهاد - على كل ما فيها من مشقة - بالطمأنينة والثقة والعزم والحماسة أيضًا.

 

لذلك فإن كتابنا الكريم يُطمئن تلك القلوب التي يمتلكها الهلع والخوف، ويعالج هذه المشاعر في منابتها، ويجلو غبشَ تصوُّر لحقيقة الموت والأجل بمنهجه الرباني، ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا * أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ [النساء: 77، 78].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة