• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

العلاقات الدولية ومناهجنا التعليمية

العلاقات الدولية ومنهجنا التعليمية
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 20/9/2025 ميلادي - 28/3/1447 هجري

الزيارات: 105

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العلاقات الدولية ومناهجنا التعليمية

 

علاقة المسلمين بغيرهم علاقةُ تعارف وتعاونٍ، وبرٍّ وعدل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].

 

إن في روح الإسلام من السماحة الإنسانية ما لا يملك مُنصفٌ أن ينكره أو يراوغ فيه، وهي سماحة مبذولة للمجموعة البشرية كلها لا لجنسٍ فيها، ولا لأتباع عقيدة معينة، إنما هي للإنسان بوصفه إنسانًا، وهي روح تمكِّن له من إقرار السلام في الأرض، ومن تأليف الأجناس والألوان، ومن إشاعة السماحة والودِّ، والتراحم بين بني البشر.

 

إن السلام مبدأ من المبادئ التي عمَّق الإسلام جذورها في نفوس المسلمين؛ فالإسلام يُوجِب العدل، ويحرِّم الظلم، ويجعل من تعاليمه السامية وقِيمه الرفيعة من المودة والرحمة والتعاون، والإيثار والتضحية وإنكار الذات - ما يلطف الحياة، ويعطف القلوب، ويؤاخي بين الإنسان وأخيه الإنسان؛ فقد أرسل الله رسوله برسالة الإسلام رحمة لكل البشرية: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

 

ولكي يتحقق هذا السلام لكل البشرية، كان لزامًا على الأمة الإسلامية القيام بما يلي:

1 - الدعوة إلى الإسلام:

قيام العالم الإسلامي بواجبه الدعوي لكل البشرية، فلزامًا عليه إيصالُ هذه الدعوة واضحةً نقية إلى جميع غير المسلمين في الأرض، دولًا كانوا أم شعوبًا وقبائلَ، أو حتى أفرادًا: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]، ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

 

وابتداء يتعين علينا القيام بالدعوة وحمل لوائها إلى غير المسلمين باستخدام أساليب السلم؛ بالقول اللين، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، والصبر على الأذى، والصفح والعفو، والإعراض والمهادنة؛ لأنه من غير الجائز شرعًا، ولا من المتصور منطقًا وعقلًا، أن يتم تبليغ الدعوة الإسلامية، وتبصير غير المسلمين بها في جوٍّ من العداء والقتال، كما أنه لا إكراه لأحدٍ على اعتناق الإسلام أو غيره: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ [البقرة: 256]، ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 99].

 

والقيام بالدعوة ضرورة لاستقرار السلام العالمي؛ حيث إنها تحوِّل غير المسلمين إلى مسلمين، وبذلك يكونون جزءًا من الأمة الإسلامية؛ ومن هنا تسود المحبة وتطبيق شرع الله بينهم، أما الذين لم يتحولوا إلى الإسلام، فإن الدعوة تبين لهم أننا نريد لهم الخير الذي شرعه الله لنا ولهم تحت ظلال الإسلام، حتى وإن لم يؤمنوا بالإسلام، فالإسلام فيه العدل والمساواة للجميع، بغضِّ النظر عن انتماءاتهم أو ألوانهم أو عقائدهم.

 

2 - إعداد القوة:

ولتحقيق السلام العالمي واستمرار الدعوة، يتحتم على الأمة الإسلامية أن تكون من القوة بما يؤهِّلها للقيام بالدعوة، ويُهيئ لها الجوَّ الملائم لنشرها، ويكفل حمايتها ضد أي اعتداء: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 60].

 

فالأمة الإسلامية مطالَبة بأن تُعد من أسباب القوة العسكرية بكل أشكالها، والقوى الفكرية والعلمية والاقتصادية، ما يجعلها مهيبة الجانب، مسموعة الكلمة، قوة تحمي ولا تبطش، تعدل ولا تظلم، تبني ولا تهدم، فهي الرادع لكل من سوَّلت له نفسه الاعتداء على الأمة، وبذلك يتحقق السلام بدون حروب.

 

3 - اللجوء إلى الحرب:

على الأمة الإسلامية ألَّا تلجأ إلى الحرب إلا في حالتين:

أ- حالة الدفاع عن النفس، والعِرض، والمال، والوطن: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190]، ﴿ وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ﴾ [البقرة: 246].

 

ب- حالة الدفاع عن الدعوة إلى الله، إذا وقف أحدٌ في سبيلها؛ بتعذيب من آمن بها، أو بصدِّ من أراد الدخول فيها، أو بمنع الداعي من تبليغها: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193]، ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 75].

 

إن الجهاد شأنه شأنُ السلم، له أهميته في نطاق الدعوة الإسلامية، وهو يشكل ركنًا مهمًّا وأساسيًا في الشريعة الإسلامية، والجهاد قائم إلى يوم القيامة، لا ينكره إلا كافرٌ؛ إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِيَ اللَّهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ، لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ))؛ [سنن أبي داود].

 

4 - عدم موالاة الأعداء:

على الأمة الإسلامية ألَّا تواليَ الدول التي تظل على عدائها لها، وذلك بعدم إظهار المودة والمحبة للأعداء، أو الركون إليهم أو الاغترار بقوتهم وشوكتهم، وعدم طلب العون والنصرة منهم، أو مخالفتهم ومظاهرتهم على المسلمين، وعدم مداراتهم أو مجاملتهم على حساب الدين، وعدم اتخاذهم بطانةً من دون المؤمنين، وتمكينهم بذلك من الاطلاع على أسرار المسلمين وتتبع عوراتهم.

 

5 - نصرة المسلمين على الأعداء:

فيجب على الدول المسلمة أن تقف صفًّا واحدًا لتحرير بلاد المسلمين من كافة أشكال الاحتلال والسيطرة، ودفع أي عدوان قد يقع على أحدها من قوى خارجية، والدفاع عن المسلمين المظلومين والمضطهدين في كافة أنحاء العالم، والعمل بشتى السبل على ضمان تمتعهم بالحريات، والحقوق الفردية والجماعية، التي تكفلها لهم الشريعة الإسلامية.

 

دور المناهج فيما يخص العلاقات الدولية بين الأمة الإسلامية وغيرها من دول العالم:

1- بيان عظمة أمة الإسلام على مر التاريخ، وكيف انتشر العدل والسلام، وزال ظلم الجبابرة والطُّغاة على البشرية، وساد الرخاء وتقدمت الحضارة في ظل دولة الإسلام، التي سادت شرقًا وغربًا، وبيان سماحة الإسلام مع كافة الشعوب والأمم، ومقارنة ذلك بظلم الدول الاستعمارية وبطشها وتنكيلها بالبشرية على مر التاريخ، وانتهاكها لكل حقوق الإنسان، والإبادة الجماعية للبشر بالآلاف بل بالملايين، حتى في ظل ما يسمونه بالشرعية الدولية؛ كالذي حدث لمسلمي البوسنة والهرسك، وتحت راية الأمم المتحدة وبمساعدة قواتها.

 

2- إنشاء أقسام متخصصة بالجامعات تقوم بدراسة ما يعانيه الغرب من مشكلات اجتماعية وأخلاقية وفكرية، وتقديم الحلول لها، انطلاقًا من منهجية القرآن العظيم ومعرفته، ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في تطبيقها، ومن ثَمَّ تكون هي المدخل إلى عملية الدعوة الإسلامية للغرب.

 

3- تسليح أبناء الأمة بأدوات فكرية تواكب متغيرات العالم، مما يجعلها جزءًا من حاضره وقضاياه، وفتح قنوات اتصال وتفاعل إيجابي مع المجتمعات الأخرى، دون أن نفرض أنفسنا عليهم قسرًا أو عَنوة، وتأسيس مبادئ دعوية تقوم على الإقناع والمجادلة بالتي هي أحسن، وبتأسيس قاعدة رفض الإكراه في الدين والعقيدة.

 

4- العمل على أن تُسهم المناهج في تزويد الأمة بكل المتخصصين والمبدعين المخلصين لأُمتهم وعقيدتهم، في كل المجالات؛ بما يحقق للأمة قوتها العسكرية والاقتصادية، والفكرية والإعلامية والدعوية، حتى تتبوَّأ مقعدها المنوط بها لقيادة البشرية بمنهج الله؛ لتحقيق السلام العالمي المنشود لكل البشرية.

 

5- بث روح الجهاد في أبناء الأمة لبذل النفس والمال، والجهد والوقت في سبيل رفع راية الأمة الإسلامية، التي أعزها الله بشرف الدعوة إلى الله، الجهاد بمعناه الشامل، بالنفس والكلمة، والقلم والفكر، جهادًا يدفع الأعداء، وينشر العدل والسلام في أنحاء العالم.

 

6- تربية أبناء الأمة الإسلامية على الولاء لله ثم الأمة، وعدم موالاة الأعداء، والانخراط في مؤسساتهم التي تنخر في عظام الأمة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة