• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

أساليب الصليبية للغزو الفكري ومناهجنا التعليمية

أساليب الصليبية للغزو الفكري ومناهجنا التعليمية
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 16/9/2025 ميلادي - 24/3/1447 هجري

الزيارات: 126

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أساليب الصليبية للغزو الفكري

ومناهجنا التعليمية

 

تعيش الأمة الإسلامية أسوأ حالاتها ضعفًا فكريًّا ومعنويًّا، وفي كل مجالات الحياة، وقد ضاع شبابها فذاب فكريًّا في الفكر الغربي المادي البهيمي اللا أخلاقي، وقد استطاع الغرب بأساليب متعددة غزوَ عقول الشباب بكل ما هو غربي، واتَّبع في ذلك أساليب متعددة؛ منها على سبيل المثال لا الحصر: العلمانية والتغريب والاستشراق.

 

1 – العلمانية:

والعلمانية تَعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وأبنائه، وجعله حبيسًا في ضمير الفرد، لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه، فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية؛ لأن ترجمة العلمانية هي اللا دينية أو الدنيوية، وهذا يعني إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيدًا عن الدين.

 

وقد نشأت فكرة العلمانية نتيجة وقوف الكنيسة الأوربية ضد العلم، وهَيمنتها على الفكر وتشكيلها لمحاكم التفتيش، واتهام العلماء بالهرطقة، ولليهود دورٌ بارز في ترسيخ العلمانية، من أجل إزالة الحاجز الديني الذي يقف أمام اليهود حائلًا بينهم وبين أمم الأرض، وهنا اتفقت الصليبية والصهيونية على هذا الفكر؛ ليكون فكرًا صليبيًّا صِهْيونيًّا.

 

وقد اتخذت الصليبية العلمانية وسيلة للغزو الفكري للعالم الإسلامي، ونجحت في إسقاط الخلافة الإسلامية في تركيا، وإعلان الدولة العلمانية فيها على يد كمال أتاتورك بعد الحرب العالمية الأولى، ولا يخفى على أحد نجاح الصهيونية الصليبية في غزو فكر بعض المثقفين المتفرنجين الذين تربَّوْا تربية أوربية، وتثقفوا بالثقافة الغربية في معاهد العلم الإنجليزي والفرنسي، وفي الولايات المتحدة الأمريكية أخيرًا، وكان من الطبيعي أن يعود هؤلاء بآراء العلمانية إلى بلادهم الإسلامية، واختُير من هؤلاء القادةُ والمفكرون وصانعو القرار في بلادهم، وضَعت لهم الصليبية الصهيونية بطولات ضخمة، وأثارت حولهم الغبار الكثيف، حتى خيِّل للأمة أن بأيديهم مفتاح نهضتنا وبناء مجدنا، فطأطأت لهم الرأس حتى إذا تمكَّنوا منها أنزلوا بها من الذل والدمار وخراب العقيدة ما لم تَذُقه على يد أسيادهم من الصليبين الصهاينة، وبذلك نجحت خُطتهم في فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية دون جَلبة أو ضوضاء.

 

وكان أول نجاح تَم تحقيقه في هذا المضمار على يد "كرومر" في مصر قلب الأمة العربية الإسلامية؛ لِما لها مِن ثِقَل في الأمة برُمتها، ولذلك كان تأثيرها كبيرًا على الأمة الإسلامية، من خلال النظم السياسية السائدة فيها، ولم يفلت أي بلد إسلامي في آسيا وإفريقيا من ممارسات الاستعمار العلمانية.

 

ويظهر المنهاج العلماني واضحًا في مناهج التعليم في الدعوة إلى إحياء الدراسات التاريخية السابقة للإسلام؛ كالحضارة الفرعونية في مصر، والفينيقية في الشام والبابلية والآشورية في العراق، والبربرية في الجزائر، بقصد إحياء النزعات القومية، وعزل العالم الإسلامي عن الرباط الديني الإسلامي الذي يوحِّد صفوفه وينهض بحياته؛ حيث جعلت التربية الإسلامية خارج نطاق التقويم للطلاب بهدف إهمال تعلمها.

 

2 – التغريب:

التغريب تيارٌ كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية، يرمي إلى صبغ حياة الأمم بعامة والمسلمين بخاصة بالأسلوب الغربي؛ ليكونوا أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية، وذلك بتشكيك المسلمين في دينهم، بغسل الدماغ الإسلامي، وكسب المريدين والأتباع من بلاد المسلمين، وإيهام المسلمين أن الحضارة الغربية حضارة عالمية، وأنها ثمرة تجارب الإنسانية، وعلى ذلك فلا مناص لمن أراد التقدم أن يتبنَّى مفاهيمها، ويقتبس نظْمها، ويربط مصيره بمصيرها.

 

وقد استخدمت الصليبية الصِّهيونية أبواق أبناء الأمة الإسلامية الذي ظلَّت تَسقيهم من مائها، وتَسكُب في عقولهم من لوثتها، حتى صاروا تلاميذ نُجباءَ لهم، وأبواقًا تُحسن الصفير بما يُملي عليها لتحقيق أهداف التغريب.

 

وقد تَحيَّز قادة التغريب المجالات التي تتَّسم بالحساسية الشديدة لبثِّ سمومهم فيها، تلك المجالات التي تمس المجتمع، وتعالج الفكر الذي هو شِريان الأمة النابض بحياتها؛ مثل: التعليم، والإعلام، والحياة الاجتماعية، والاقتصاد.

 

ويعتبر التعليم من أكبر المجالات التي نالت نصيبًا كبيرًا من حركة التغريب، وذلك للقضاء على الذاتية الإسلامية المرتبطة بالقرآن الكريم والسنة المطهرة، واللغة العربية التي هي لغة القرآن، فقد استطاعت وسائل التعليم الحديثة ومناهجه أن تَبتر الصلة بين الشباب المسلم وتراثه العريق وحضارته التي حررت الإنسان من عبودية الإنسان، والعقل البشري من عبودية الوثنية والخرافة.

 

كما أفسدت الحياة الاجتماعية وما يَسودها مِن قِيَمٍ خُلقية وآدابٍ سلوكية، وكان تعريف المرأة له الأولوية والأهمية الكبرى؛ لكونه أسرعَ السبل لإفساد المجتمع كله، وقد استغلَّت حركة التغريب وسائل الإعلام في تحقيق ذلك؛ لأنها تخاطب الملايين مباشرة، وتغزو المسلم داخل بيته وخارجه.

 

3 – الاستشراق:

ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي التي تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته، ولذلك فهو المصنع الذي يمد المستعمرين بالمواد الفكرية التي يسوقونها في العالم الإسلامي، لتحطيم عقيدته وتخريب عالم أفكاره، والقضاء على شخصيته الحضارية التاريخية، وذلك بمحاولة إلغاء النسق الإسلامي، وتشكيل العقل المسلم وَفق النسق الغربي الأوربي، وإنجاب تلاميذه من أبناء العالم الإسلامي لممارسة هذا الدور، والتقدم باتجاه الجامعات والمعاهد ومراكز الدراسات والإعلام والتربية في العالم الإسلامي، لجعل الفكر الغربي والنسق الغربي هو المنهج والمرجع والمصدر.

 

وقد انتشرت مراكز البحوث والدراسات التي تختص بالاستشراق في معظم الجامعات العلمية في أوربا وأمريكا، لتتبُّع ورصْد كلِّ ما يجري في العالم الإسلامي، ومن ثم دراسته وتحليله مقارنًا مع أصوله التراثية التاريخية ومنابعه العقيدية، ثم مناقشة ذلك مع صانعي القرار لتُبنى على أساسه الخطط، وتُوضَع الإستراتيجيات الثقافية والسياسية، وتُحدَّد وسائل التنفيذ تبعًا لذلك لتحقيق أهداف الاستشراق الخبيثة، كل هذا أصبح واضحًا في كل مجالات التعليم في بلاد المسلمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة