• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الامتداد الحضاري

الامتداد الحضاري
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 10/12/2025 ميلادي - 20/6/1447 هجري

الزيارات: 18

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الامتداد الحضاري

 

لذلك يُعدُّ المسلمون - من حيث كونهم أمة، ومن هذا المنطلق الحضاري - امتدادًا للأمم السابقة، بتحقيقهم لمطالبتهم بعمارة الأرض والاستخلاف عليها والعناية بالحضارة،والسعي إلى صقل علومها وأفكارها وتأصيلها إسلاميًّا،ما يعني أن الإسلام من جهة قد تفرَّد ببعض العلوم، لا سيما منها ما له علاقة مباشرة بعلوم الدين ذات الصلة بالاعتقاد وذات الصلة بالعبادات وبعض المعاملات، من حيث أحكامها وصفاتها.

 

وهذه تكون دائمًا مستقاةً من كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، ومصادر التشريع الإسلامي الأخرى المعتبرة لدى المسلمين،ولا حاجة للمسلمين فيها إلى الاستعانة بما وضعه البشر، في مقابل ما أنزله الله تعالى في كتابه الكريم، إلا ما له علاقة بالفقه بهذه الأحكام وتطبيقها وإسقاطها على الزمان والمكان،ويُستحضر هنا قول السيد الشاهد السابق ذكره: "لم يوجد قط في تاريخ الفكر الإنساني خطاب فكري خالص، بل كان الخطاب الفكري مرتبطًا بعقائد غيبية كان مصدرها مجهولًا في بعض الأحيان، ومعلومًا في أحيان أخرى،وسوف يظلُّ الارتباط بين شقي الخطاب الفكري والفلسفي قائمًا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"[1].

 

إلا أن هذا التفرُّد في مجالي العبادات التوقيفية والعقيدة - على وجوده - لم يمنع من الاستعانة بعلوم السابقين في علوم "مدنية" ذات شأن مباشر بعمارة الأرض والاستخلاف عليها، ومن ثم نقل حضارتهم التي رأى المسلمون أنها تخدم هذا الدين والإنسانية من قريب أو بعيد،ولم يكن هذا النقلُ على علَّاته، بل مارس العلماء المسلمون قسطًا من الصقل والتأصيل لهذه العلوم[2]،أما الأفكار التي لم يظهر أنها لا تضيف شيئًا للدين، ومن ثم الإنسانية، أو أنها تتعارض مع صفاء العقيدة وإخلاص العبادة لله تعالى، ونزاهة التعامل مع الناس - فقد غض المسلمون الطرف عنها، واستعاضوا عنها بالبنَّاء والمفيد، ليس للمسلمين فحسب، بل للإنسانية جمعاء - كما مر ذكره.

 

فالحضارة هي إذًا جمع من تراكمات من نتاج قديم يتجدد، وكل أمة تسهم فيه بما تمليه عليها ثقافتها، ويحثُّها عليه معتقدها،مما أوجد تفاوتًا في الإسهام في "مسيرة" الحضارة، بحسب الخلفيات الثقافية،ويعني هذا أيضًا أنه يمكن القول من جوانب: إنَّ الدين الإسلامي يعدُّ امتدادًا لما سبقه من الأديان،وهذا يعني بدوره إمكانية وجود وجوه تطابق بين الإسلام وما سبقه من أديان خالصة، في الوقت الذي توجد فيه وجوه اختلاف بينها.

 

أدَّى وجود وجوه تطابق بين الإسلام والأديان الأخرى السابقة عليه إلى ظهور دعاوى من بعض المعنيين بالأديان داخل مفهوم مقارنة الأديان، أو من بعض من اشتغلوا بالدين الإسلامي من غير المسلمين من المستشرقين، إلى القول بتأليف الإسلام من الأديان السابقة عليه، ثم تبعهم بعض بني المسلمين أنفسهم، متأثرين بهم في مرحلة متأخرة من مراحل التلقي عن غير المسلمين.

 

تعدَّدت دعاوى المستشرقين على الحضارة الإسلامية،وهدفت هذه الدعاوى إلى إثارة الشُّبه حول الإسلام نفسه، ثم القرآن الكريم، وكونه وحيًا من الله تعالى، وحول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وكونه رسولًا ونبيًّا[3]،وتبع هذا دعاوى التشكيك في ثوابت هذا الدين من حيث أصالة العقيدة والأحكام التي جاء بها،وربما شملت الدعاوى هذه المجتمعَ العربي قبل الإسلام،بالتشكيك بالرؤى الحضارية لديه،وإن كانت محدودة، على اعتبار أن التشكيك بما كان للعرب قبل الإسلام من جهود حضارية إنما يصبُّ في التشكيك بجهود المسلمين الحضارية.

 

والمعلوم أن العرب قبل الإسلام كانت لهم حضارة محدودة، غلب على ما وصلنا منها الأدب والبيان، وكانت العناية بالشعر بأنواعه والشعراء والنثر قوية،إلا أن هذه العناية الخاصة لا تعني أنه لم يكن للعرب أنماط حضارية أخرى، كانت بمثابة الأرضية التي قام عليها الإسلام ممهدة العقول والأذهان للإسلام، موجدة القابلية في النفوس للترحيب به[4].

 

كما أنه لا بد من التنويه إلى أن العرب قبل الإسلام تكونت لديهم القابلية لحمل الرسالة المحمدية، بخلاف من يريد أن يعتز للإسلام، عندما يقول: إنه لم يكن للعرب حضارة تُذكر، وإنهم لم يكونوا في جاهليتهم أمة، ولا شيئًا مذكورًا قبل الإسلام[5].

 

ويدرك هذا التوجه في النظرة إلى العرب في الجاهلية المتخصصون في تاريخ العلوم عمومًا، وتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، ومن هؤلاء الباحث كمال شحادة، حيث يقول: "يدعي كثير من الأجانب أن العرب قبل الإسلام كانوا من البدو الرحَّل لا يعرفون سوى حياة الصحراء القلقة غير المستقرة، بعيدين عن كل حضارة، ومجردين من أي جذور حضارية،والباحث المنصف لا يسعه إلا أن يجد هذا الاتهام ظالمًا، ومجافيًا للحقيقة؛ فقد كان في شمالي الجزيرة العربية، وفي جنوبها، مراكز ناشطة في مجالات التجارة الداخلية والدولية، كمكة والمدينة والطائف ومأرب وصنعاء ونجران وصرواح وظفار"[6].

 

ومن هذه المراكز الحضرية كانت تقوم المبادلات التجارية بين العرب في الجزيرة العربية والفرس والهنود في الشرق والروم في الشمال، والأفارقة في الجنوب الغربي.



[1] انظر: السيد محمد الشاهد،صلة التأثير والتأثُّر بين الحضارة الإسلامية وغيرها - في: المؤتمر الرابع عشر: حقيقة الإسلام في عالم متغير،في الفترة من 8 - 11 ربيع الأول 1423هـ الموافق 20 - 23 مايو 2002م - بمرجع سابق.

[2] انظر: علي بن إبراهيم النملة،النقل والترجمة في الحضارة الإسلامية - ط 3 - الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية،1427هـ/ 02006م - 204ص،وانظر للباحث أيضًا: التجسير الحضاري في ضوء تناقل العلوم والآداب والفنون - مرجع سابق - 111ص.

[3] تم العرض لهذه الجوانب الثلاثة: الإسلام والقرآن الكريم والسنة والسيرة لدى المؤلف في: نقد الفكر الاستشراقي: الإسلام والقرآن الكريم والسنة والسيرة - الرياض: المؤلف 1431هـ/ 2010م - 246ص.

[4] مصطفى عبدالله سلمان،ليست الحضارة العربية حضارة شعر وإرهاب - المجلة العربية - ع 82 (11/ 1404هـ - 8/ 1984م) - ص86 - 87.

[5] انظر: أنور الجندي،شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي - دمشق: المكتب الإسلامي،1398هـ/ 1978م - ص89.

[6] انظر: كمال شحادة،الترجمة وتراثنا - ص 231 - 242 - في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب، المنعقد في جامعة حلب، بإشراف معهد التراث العلمي العربي 22 - 23 جمادى الأخرى 1402هـ/ 15 - 16 نيسان (إبريل) 1982م - حلب: المعهد،الجامعة 1984 - ص 301 - 314.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة