• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: منهج السماحة

وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: منهج السماحة
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 23/7/2025 ميلادي - 28/1/1447 هجري

الزيارات: 132

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: منهج السماحة

 

أما من حيث الزمان، فإن طلائع المستشرقين لم تكن في الإجمالِ إيجابيةً مع الثقافة الإسلامية؛ ذلك أنها كانت قد وُلدت في حقبة كانت فيها أوروبة تعيش حالة من الفوضى الحضارية، شاع فيها الإقطاع من ناحية، وشاعت فيها سيطرةُ مصالح الكنيسة من ناحية أخرى، فكان أنْ شعرت طلائعُ المستشرقين بأن الإسلام الذي بدأ ينتشر بقوة، بفعل التأثير المباشر السمح في الأمم، لا بفعل السيف كما زعموا، مما هدَّد مصالح خاصة كان يتبوؤها قسمٌ من رجال الدين، غير السمحين، الذين كانوا يدَّعون أنهم يمثِّلون الرب، ومارسوا دور الوسيط بين الرب والعباد، فحقَّقوا من وراء ذلك مصالحَ ذاتية، كانت بعيدة عن مفهوم السماحة[1].

 

بينما جاءت الثقافة الإسلامية لتُلغي هذه الواسطة، وتجعل الصلة بين العبد وربه مباشرة، دون عونٍ من أحد سوى العلم القائم على كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وتجعل السماحة محدَّدةً بضوابطها، وليس تلك السماحة غير المحددة التي تدمر السماحةَ بصفتها منطلقًا للعَلاقة بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين غير المسلمين (الآخر).

 

يقول عصام عبدالله: "لم يكن معظم المنادِين بالتسامح مستعدِّين للسير بهذا المبدأ حتى نهايةِ الشوط، أو في كل الاتجاهات، وعلى كافة الصعد؛ فـ(جون لوك) - أكبر المؤيِّدين لمبدأ التسامح - وضع مجموعةً من الضوابط، مَن يتعداها لا يمكن التسامح معه بأي حال:

1- الترويج لمعتقدات وأصول تُهدِّد بنسف المجتمع نفسه.

 

2- الترويج للإلحاد.

 

3- الأفعال التي تهدف إلى تدمير الدولة، أو التعدي على أموال الآخرين.

 

4- الولاء للحكام الخارجيين (الخيانة)[2].

 

جاء المستشرقون في هذه الحقبة ليقدِّموا المعلومة الخاطئة عن الثقافة الإسلامية لبَنِي قومهم، "فقد أصبحَتْ رؤى المستشرقين تتسلَّل إلى العقول الأوروبية؛ لأنهم خبراء في شؤون الدين والمجتمعات الإسلامية، واكتسبوا ثقةَ الإنسان الغربي؛ لِما يُمثِّلونه من علم وخبرة نادرة"[3]، ومع تسلُّلها إلى العقول الأوروبية تسلَّلت - من خلال النقل والترجمة للآثار الاستشراقية الغربية - إلى بعض العقول الآسيوية، لا سيما في روسية؛ حيث مرَّت المعرفة الإسلامية في البداية عن طريق المصفاة الأوروبية الغربية؛ ولذلك جاء معظمها مشوهًا بعيدًا عن الموضوعية العلمية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية لقد أرادت روسية الاستعانةَ بوجهة النظر الأوروبية الغربية عن الإسلام؛ لكي ترتكزَ على مستندات فكرية توظفها الأرثوذوكسية المسيحية الفكرية ضد الدوغمائية الإسلامية التترية؛ على حدِّ قول سهيل فرح[4].

 

يقول خلف الجراد في كتابه (أبعاد الاستهداف الأميركي): "ومثلما كان هناك ارتباط عُضوي بين الحروب المسماة (صليبية) والاستعمار الغربي المباشر للعرب والمسلمين، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والشعارات الدينية المسيحية والمدرسة الاستشراقية التقليدية، فإن المدرسة الاستشراقية الجديدة بأدواتها المعرفية المتطورة، وصلاتها الفكرية والأكاديمية والسياسية بالإستراتيجية الأميركية - تحوَّلت بالفعل إلى أبرز لاعبٍ في توجُّهات النُّخَبِ السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة الأميركية"[5].



[1]) يصرُّ رضوان السيِّد على أن المصطلح "التسامُح" دخيل من حيث اللفظ ومن حيث المفهوم، فالتسامُح لا يُقصد به سماحة الإسلام، لكن الأصولية الإسلامية سرت باللفظ وصارت تتناقش حوله من مفهوم: كم هو الإسلام متسامح! انظر: رضوان السيِّد وآخرون: من التسامُح إلى احترام الآخر، ص 285 - 309، في: عبدالجبار الرفاعي، معد: التسامُح ليس مِنةً أو هبة، بيروت، دار الهادي، 1427هـ/ 2006م، ص 343.

[2]) انظر: عصام عبدالله: التسامُح، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2006م، ص 30 - 36، (سلسلة مكتبة الأسرة).

[3]) انظر: حاتم الطحاوي: الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية (محمد خليفة محسن)، الاجتهاد، ع 50/ 51 (ربيع وصيف العام م - 2001م/ 1422هـ)، ص 321 - 335، والنصُّ من ص 324.

[4]) انظر: سهيل فرح: الاستشراق الروسي: نشأته ومراحله التاريخية، الفكر العربي، ع 31/ مج 5 (كانون الثاني/ يناير 1983م) ص 225 - 266.

[5]) خلف الجراد: أبعاد الاستهداف الأميركي، مرجع سابق، ص 114.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة