• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الترجمة في العصر الجاهلي

الترجمة في العصر الجاهلي
أ. د. علي بن إبراهيم النملة

تاريخ الإضافة: 24/5/2017 ميلادي - 27/8/1438 هجري

الزيارات: 16512

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الترجمة في العصر الجاهلي


تمهيد:

عند الحديث عن ظاهرة النقل والترجمة إلى اللغة العربية نجد أن في الأمر سَعَة، بحيث نستطيع أن نجزِّئَ هذا القسم إلى فروع عصرية، نبدؤها بالعصر الجاهلي، ثم عصر صدر الإسلام، ثم العصر الأُموي، فالخلافة العباسية، ويمكن البَسْط في هذه العصور، بحسب ما أسهمَتْ به في ظاهرة النقل والترجمة إلى اللغة العربية على النحو الآتي:

العصر الجاهلي:

كان هناك في العصر الجاهلي نقلٌ إلى اللغة العربية، ويذكر المستشرق الألماني كارل بروكلمان[1] أنَّ أقدم ترجمة عربية ربما كانت ترجمة الإنجيل التي نشأت في بطريركية أنطاكية، ثم نقلت إلى بطريركية القدس أورشليم، قبلَ حرب الإمبراطور هرقل[2] ضد القدس، وربما وجدت إلى جانب هذه الترجمة ترجمة للإنجيل في الجاهليَّة، نقلت عن الآرامية الفلسطينيَّة المسيحيَّة[3].


وكانت هناك تبادلات تجاريَّة، استدَعَتْ معرفة اللغات، وربما النقل منها[4]، إلا أنه ربما قيل: إن هذا النقلَ جاء عفويًّا اعتمد فيه عرب الجاهلية على الذاكرة والتطبيق؛ إذ إن العرب أصحاب حفظ ورواية، أكثر من اعتمادهم على الكتابة[5]. وكان هناك نصارى عرب شمال الجزيرة وجنوبها، كما كان هناك يهود عرب يقرؤون التوراة بالعربية، وقد وقعت قطع منها في يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب[6] رضي الله عنه زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يقرؤها، فأنكر الرسول صلى الله عليه وسلم عليه أن يصرفَ جهده الذهني في غير القرآن الكريم، وذكر أَنْ لو كان موسى عليه السلام حيًّا لَمَا وَسِعه إلا أن يتبع محمدًا صلى الله عليه وسلم[7].


وكان في الجاهلية مجموعة من النفر، لا يتعدَّون الأربعة، رفضوا الشرك وعبادة الأوثان، وتلمَّسوا الحنيفية، ملة إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام -، وهم: ورقة بن نوفل[8]، وعبيد الله بن جحش[9]، وعثمان بن الحويرث[10]، وزيد بن عمرو بن نفيل[11]، ويهمنا من أمرهم هنا ورقة بن نوفل؛ حيث تذكر الأخبار أنه وهو في انتظار بزوغ نور الإسلام، والتعرف إلى حقيقته، قد استحكم إلى النصرانيَّة، حتى علم علمًا من أهل الكتاب[12].

وربما يعلم من هذا أن ورقة بن نوفل قد اطَّلع على علم الكتاب بالعربية، أو أنه كان يجيد لغة، أو لغات أخرى اطَّلع بها على علم أهل الكتاب.


ويستنتج بعض المستشرقين من هذا أن رسولَ الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قد تأثَّر من قريب أو بعيد بهذا النقل، لا سيما ما يتعلَّق بنقل التوراة والإنجيل إلى اللغة العربية؛ كون ورقة بن نوفل قد التقى بالرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه عليه الصلاة والسلام قد التقى ببحيرا الراهب كذلك، مما يؤثر على مصداقيته عليه الصلاة والسلام في رسالته كما يسعى بعض المستشرقين إلى ترسيخه[13].


ومع هذا يُؤكِّد أكرم ضياء العمري أن ورقة بن نوفل لم يتَّصل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة - حسب ما أثبتَتْه كتب السيرة - ولم يتعلَّم الرسول صلى الله عليه وسلم منه شيئًا، كما يزعم بعض المستشرقين، ولم يلتقِ عليه الصلاة والسلام ببحيرا الراهب إلا ساعة من نهار - إن ثبت لقاؤه به - ولم يلتقِ كذلك بيهود مكة المكرمة - كما توهَّم بعض المستشرقين - لأنه لم يكن بمكة المكرمة يهود، كما يُؤكِّد أكرم ضياء العمري، كذلك "أن التوراة والإنجيل لم يترجما إلى العربية إلا بعد قرون من عمر الرسالة، ولو كانا قد ترجما فإن أُمِّيَّتَه تحول دون الإفادة منهما"[14].



[1] كارل بروكلمان: مستشرق ألماني (1285 - 1376هـ/ 1868 - 1956م)، تخرَّج باللغات السامية على المستشرق الألماني الشهير نولدكه، وتفقَّه في العربية، وفي التاريخ الإسلامي، وتاريخ الأدب العربي، أهم آثاره: تاريخ الأدب العربي، في جزأين وملحقين، وتاريخ الشعوب الإسلامية؛ انظر: نجيب العقيقي، المستشرقون؛ مرجع سابق - 2: 422 - 430.

[2] هرقل (هركليوس نحو 575 - 641م/ 21هـ): إمبراطور بيزنطي، طرد الساسانيين من سورية، واسترد منهم عود الصليب، انتصر عليه المسلمون في موقعة اليرموك أواخر سنة 13هـ/ 636م؛ انظر: المنجد في الأعلام؛ مرجع سابق - ص: 540.

[3] كارل بروكلمان: تاريخ الأدب العربي؛ مرجع سابق - ص: 90.

[4] عون الشريف قاسم: الترجمة والتعريب منذ الجاهلية إلى القرن الهجري الأول - الفيصل ع 253 (رجب 1418هـ/ نوفمبر 1997م) - ص: 56 - 57.

[5] منجية منسية: حركة النقل والترجمة حتى العصر العباسي - ص: 145 - 219.

في: الترجمة ونظرياتها: إعداد كمال عمران وآخرين - تونس: المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات: بيت الحكمة، 1989م.

[6] عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي: من أبطال قريش في الجاهلية، ومن رجال الإسلام، الخليفة الثاني للمسلمين بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أسلم قبل الهجرة بخمس سنين، وكان لإسلامه أثر على الدعوة، أحد العشرة المبشرين بالجنة، لا زال موضع دراسة وبحث، ولا زال أثره موضع التقدير والإعجاب رضي الله عنه وأرضاه؛ انظر: ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة - 4 مج - بيروت: مكتبة المثنى، 1328هـ - 2: 518 - 519.

[7] وردت القصة عند: إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي. تفسير القرآن العظيم - بيروت: دار المعرفة، 1403هـ/ 1983م - 2: 467 - 468، وقد ذكر لها روايات متعددة.

[8] ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعُزَّى: من قريش، حكيم جاهلي، قاطع عبادة الأوثان، وتنصَّر، وقرأ كتب الأديان، وهو ابن عم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي نحو سنة 612م/ 12 قبل الهجرة؛ انظر: ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة؛ مرجع سابق - 3: 633 - 634.

[9] عبيدالله بن جحش: أمُّه أميمة، عمَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان في التباس من أمر الدين، ثم أسلم، وهاجر مع المسلمين إلى الحبشة، ومعه زوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، ثم تنصَّر في الحبشة، فمات فيها نصرانيًّا، وتزوَّج الرسول صلى الله عليه وسلم أم حبيبة؛ انظر: عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب: مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم - الرياض: مكتبة الرياض الحديثة، د.ت - ص: 43.

[10] عثمان بن الحويرث: أحد الأربعة، الذين رفضوا الوثنية في الجاهلية: قدم على قيصر، وتنصَّر عنده، وكانت له عنده منزلة؛ انظر: عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب: مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، المرجع السابق - ص: 43 - 46.

[11] زيد بن عمرو بن نفيل: ممن اعتزل الأوثان، ولكنه توقَّف، فلم يَعتَنِقِ اليهودية أو النصرانية، نهى عن قتل الموءودة، وكان يكفلُها حتى تَكبَرَ، فيعيدها إلى أبيها - إن أرادها - وكان يقول: أعبدُ ربَّ إبراهيم، وكان يتردَّدُ على الكعبة، قتل في بلاد لخم وهو عائد إلى مكة المكرمة بعد نصيحة لراهب في الشام أن يلتمس الدين بمكة المكرمة؛ انظر: عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب: مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، المرجع السابق - ص: 43 - 46.

[12] محمد الصادق إبراهيم عرجون: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهج ورسالة: بحث وتحقيق - 4ج - دمشق: دار القلم، 1405هـ/ 1985م - 1: 47 - 48.

[13] انظر في هذا: كتابات المستشرق المعاصر دبليو مونتجمري وات: محمد في مكة، ومحمد في المدينة، ومحمد النبي القائد، وغيرها من المقالات المبثوثة في الدوريات العربية والأجنبية، إذ لم تسلم هذه الكتابات من تأثر مونتجمري وات بكتابات المستشرقين القدامى، الذين رفضوا فكرة أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان نبيًا رسولًا، وإن يكن أقربهم إلى الإنصاف.

[14] أكرم ضياء العمري: السيرة الصحيحة: محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية - 3ج - ط2 - الرياض: مكتبة العبيكان، 1417هـ/ 1996م - 1: 130 - 131.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة