• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أحمد البراء بن عمر بهاء الدين الأميريد. أحمد البراء الأميري شعار موقع الدكتور أحمد البراء بن عمر بهاء الدين الأميري
شبكة الألوكة / موقع د. أحمد البراء الأميري / مقالات


علامة باركود

الغفلة المحمودة والغفلة المذمومة

الغفلة المحمودة والغفلة المذمومة
د. أحمد البراء الأميري

تاريخ الإضافة: 4/4/2013 ميلادي - 23/5/1434 هجري

الزيارات: 24923

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغفلة المحمودة والغفلة المذمومة


التذكرة نعمةٌ كبيرة على الإنسان، والنسيان نعمة كبيرة أيضًا، وإن كانت أصغر من نعمة التذكر، ولكنها لا بد منها لاستقامة الحياة.

 

ولا نعني هنا بالنسيان أن ينسى المرء ما حَفِظه من علم نافع، ولكن نعني نسيان الأحزان والمصائب، فكل شيء يكون صغيرًا، ثم يكبر بمرور الأيام، إلا المصائب؛ فإنها تصغر مع مرِّ الأيام، وقد تطويها صحائف النسيان، وربما تمحوها، ولولا هذه النعمة لَمَا استمرأ الناس طعامًا، ولا تهنَّؤوا بمنام.

 

عنوان هذا المقال: "الغفلة المحمودة، والغفلة المذمومة"، وهل الغفلة إلا نوع من النسيان؟ وقد يتساءل متسائل: وكيف تكون الغفلة محمودة؟

 

ذمَّ القرآنُ الكريم الغافلين في أكثر من موضعٍ، فقال مثلاً في سورة الأعراف: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179].

 

وجواب هذا التساؤل: كل غفلة تنفع في الدين أو في الدنيا، فهي محمودة، وكل غفلة تؤثِّر في الدين أو في الدنيا، فهي مذمومة.

 

ولنتأمَّل في الحديث الشريف التالي؛ لعلَّه يُبرهِن على صدق هذه الدعوى: روى الإمام مسلم - رحمه الله - في صحيحه[1]، عن حَنْظَلةَ الأُسَيِّديِّ، وكان من كتَّاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنتَ يا حنظلة؟ قال: قلتُ: نافق حنظلة، قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكِّرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأيُ عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عافسنا الأزواج، والأولاد، والضَّيعات، فنسينا كثيرًا، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكِّرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج، والأولاد، والضَّيعات، نسينا كثيرًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده، إن لو تَدُومُونَ على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فُرُشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، ساعة وساعة، ساعة وساعة، ساعة وساعة)).

 

وقول حنظلة - رضي الله عنه -: "عافسنا"؛ يعني: عالَجنا حظوظنا،واشتغلنا بها.

 

وفي رواية: "ثم جئتُ إلى البيت فضاحكت الصبيان، ولاعبت المرأة، والضيعات".

 

الضيعات: معاش الرجل؛ من مال، وحرفة، ووظيفة، وصنعة، قال الأُبِّيُّ - رحمه الله - في شرحه لحديث مسلم، ما مؤدَّاه: لما وجد حنظلة من نفسه في خلوتها خلافَ ما يظهر بحضرته - صلى الله عليه وسلم - خاف أن يكون ذلك من أنواع النفاق، فبيَّن له - عليه الصلاة والسلام - أن سنة الله - تعالى - في عالَم الإنسان التوسط، كما في حديث أبي ذر - رضي الله عنه -: ((وعلى العاقل أن تكون له ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفكِّر في صنع الله، وساعة يخلو بها بحاجته من المطعم والمشرب)).

 

وفي الحديث ردٌّ على بعض الغلاة الذين يزعمون دوام الحالة العُلْيا معهم، فهذا أبو بكر - رضي الله عنه - أفضل الناس بعد نبيهم - صلى الله عليه وسلم - لم يدَّع خروجًا على جبلة البشر، ولا تعاطى دوام الذكر، الذي هو من خصائص الملائكة - عليهم السلام.

 

وقد ادَّعى قوم دوامَ الأحوال، وهو محال عادةً، وإنما الذي يدوم المقامات، وتكرار (ساعة وساعة) ثلاث مرات تأكيد؛ حتى يزيل عن حنظلة ما اتهم به نفسه من النفاق، وقيل: محتمل للترخيص؛ حتى لا تسأم النفس، وتمل من العبادة.

 

قال ابن الجوزي - رحمه الله -: "حضرنا يومًا جنازة شاب مات أحسن ما كانت الدنيا له، فرأيت من ذم الناس للدنيا، وعيب من سكن إليها، وغفل عن الموت، فقلتُ: نِعْم ما قلتم، ولكن اسمعوا مني مالم تسمعوه: إن العقل الذي أوجب القلق والخوف من الموت، أَمَر بما يوجب السكون، فقال: إنما خلق هذا البدن ليحمل النفس، كما تحمل الناقة الراكب، ولا بد من التلطف بالناقة ليحصل المقصود من السير، ولا يَحسن في الشرع ولا في العقل دوامُ وطول القلق؛ لأنه يؤثر في البدن، فتفوت أكثر المصالح، ومتى دام المؤذي عجل التلف، فلا يهولنكم ما ترون من غفلة الناس عن الموت، وعدم ذِكره حق ذكره، فإنها نعمة من الله - سبحانه - بها تقوم الدنيا ويصلح الدين، وإنما تُذم قوة الغفلة الموجبة للتفريط، وإهمال محاسبة النفس، ويضيع الوقت من غير التزود للآخرة وإعمار الدنيا، وربما قويت الغفلة فحملت على المعاصي، فأما إذا كانت باعتدالٍ، فهي الغفلة المحمودة، فإن غفلةً توجِب مصلحةَ القلب والبدن، والروح والجسد - لا تُذَم".

 

نسأل الله - تعالى - أن يصرف قلوبنا إلى طاعته، وأن يوجِّهها نحو ما فيه خيرنا، وأن يكرمنا في دنيانا بالقصد في أمرنا كله، وفي آخرتنا بروح وريحان وجنة نعيم.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



[1] برقم 2750.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


 


تعليقات الزوار
1- شكرا
زوزي - السعودية 04-04-2013 11:45 AM

جميل جدا جزاك الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • شعر
  • رسائل متبادلة
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة