• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

هل هناك ترجمة عربية لمصطلح الأيديولوجيـا؟

هل هناك ترجمة عربية لمصطلح الأيديولوجيـا؟
أ. د. عبدالحليم عويس

تاريخ الإضافة: 28/4/2021 ميلادي - 16/9/1442 هجري

الزيارات: 4289

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هل هناك ترجمة عربية لمصطلح الأيديولوجيـا؟

 

يذهب العروي إلى أن "كلمة (أيديولوجيا) دخيلةٌ على جميع اللغات الحيَّة؛ فهي تعني لغويًّا في أصلها الفرنسي: علم الأفكار، لكنها لم تحتفظ بالمعنى اللغوي؛ إذ استعارها الألمان وضمَّنوها معنى آخرَ، ثم رجعتْ إلى الفرنسية فأصبحتْ دخيلة حتى في لغتها الأصلية"[1].

 

ورغم أن هذا المصطلحَ دخيل على الثقافة العربية وبِنْيَتِها اللغوية، فإن العروي وغيره مثل د. فرحان اليحيى، يرون أنه يمكن تعريبُ المصطلح بكلمة أدلوجة على وزن أفعولة، وتصريفه وفق قواعدِ اللغة العربية، وقد يُقابِلُه كلمةُ عقيدة.

 

وثمة كلماتٌ قريبة من هذا المعنى؛ كالمذهبيَّة والمِلَّة والنِّحْلة، وهذا هو المعنى الذي حدا بالشهرستانيِّ أن يُسمِّي كتابه (المِلَل والنِّحَل)، غير أن هذه الكلمات لم يَعُدْ لها على اللسان العربيِّ الحديث ذلك الإيحاءُ بمعناها الحقيقي؛ من هنا كان مصطلح العقيدة - فيما يرى د. اليحيى في مقاله "الأيديولوجيا المفهوم والدلالة" - أنسَبَ وأقرب إلى الأيديولوجيا، فهما مفهومان متقاربان في المضمون والتوجُّه، بوصفهما نسقًا من الأفكار والتصورات، يعبِّران عن مصالحِ طبقة أو فئة أو أمَّة، ويهدف كلٌّ منهما إلى فهم الواقع وإدراكِه.

 

إلا أن الدكتور عبدالوهاب المسيري في مقالة "في الأيديولوجيا والقول" كان على النقيض من ذلك، فقال: إن هذا المصطلح غريب على اللغة العربية، ونظرًا لغرابته يصبح نحتُ فعلٍ منه مسألةً صعبة للغاية، وقد استخدم عبدالله العروي (وآخرون) فعل "يؤدلج"، وهو فعل جرسُه قبيح لا يستدعي أيَّ شيء للعقل، يكاد يكون دالًّا دون مدلول (إن أردنا استخدام مصطلح التفكيكيِّين)، أو مجرد حروف متتالية تُشبِهُ في رنينها مصطلح "أيديولوجية"، ولكن لا يمكن للمرء بأية حال أن يتخيل النشاط الذهني الذي يقوم به هذا الإنسان الذي "يؤدلج".

 

ويقول الدكتور المسيري: أنا أزعم أن اصطلاح "أيديولوجية" - نظرًا لمواطن القصور التي أشرنا إليها - يمكننا الاستغناءُ عنه حتى لا نكبِّل العربية به، وسأقترح كلمة "قال" ومشتقاتها ومجموعة من الكلمات الأخرى المرتبطة بها كمصطلح، لا ليحلَّ محلَّ "أيديولوجية"، ولا كترجمة له؛ وإنما كنقطة بدء مغايرة، تشير إلى رقعة واسعة من النشاط الإنسانيِّ تحتاج إلى تسمية.

 

وقد سُميت جوانب من هذا النشاط "بأيديولوجية" في النسق المعرفيِّ الغربي، وإن كان من الصعب استخدامُ اصطلاح "أيديولوجية" للإشارة إلى "نشاط".

 

فالاسم هنا يشير إلى "ثمرة النشاط" أكثرَ من النشاط ذاته؛ ولذا يضطرون في لغةٍ مثل الإنجليزية إلى إضافة كلمة process التي نترجمها نحن بكلمة "عملية"، أما فعل Ideologize، فهو فعل نادرُ الاستخدام، غريب في الإنجليزية غربتَه في العربية.

 

وقد جاء في المعاجم العربية أن القول هو "الكلام"، ولكنه -أيضًا- "الرأي والمعتقد"، فيقال: ما قولك؟ أي: "ما رأيك"، ويحمل معنى الظنِّ فيُنصَب بعده المبتدأ والخبر عند بعض العرب مثل: "أتقول المسافرَ قادمًا اليوم؟".

 

ويقال: "القول الفصل"؛ أي: الفاصل بين الحقِّ والباطل، في مقابل "القول الباطل"؛ أي: الزائف الكاذب. وترتبط بهذه الكلمة عدة كلمات هامة تثري من معنى المصطلح الذي نَوَدُّ استخدامه، فهناك كلمة "القال"، وهي "فضول القول مما يوقع الخصومة بين الناس"، وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن "القيل والقال"[2].

 

وهناك أيضًا "المقال" (لكل مقامٍ مقالٌ)، و"المقالة" (المقالة الافتتاحية)، و"المقولة" (الفلسفيَّة أو المعرفية).

 

أما فعل "قال" - وهو الجذر الأساسي - فإمكاناته متعددة، وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك: "يقول له" بمعنى "خاطبه"، و"يقول عليه" بمعنى "اجتهد"، و"يقول به" بمعنى رآه رأيًا.

 

وميزان الصرف العربي يمكنه أن يولِّد العديد من الكلمات؛ مثل: "أُقوِّله" ما لم يقل، و"تقوَّل عليه قولًا"، و"قاوَلَه" في الأمر، وغيرها من الكلمات.

 

وفعل "قال" ومشتقاته يشير إلى نشاط إنساني عريض، يمكن أن نعرِّفه بأنه كل من عملية التفكير والإفصاح؛ أي: ثمرة التفكير.

 

فالكلمة العربية لا تفصل بين الفكر والإفصاح عنه، وإن كانت تراهما على أنهما نفس الشيء أيضًا (أي: إن ثمة وحدة بين الفكر والإفصاح، ولكنها وحدة غير عضوية، وحدة داخلها ثغراتٌ تتسم بالاستمرار وعدم الاستمرار).

 

إن جعلنا جذر "قال" وكلمة "القول" نقطةَ البدء، فإننا يمكننا أن نشير إلى أنه لا يوجد في اللغات الأوروبية ما يؤدي معناهما على وجه الدقة، بل هناك عدة كلمات منها Ideology أيديولوجية، وكلمة discourse (التي تُترجَم بكلمة "خطاب")، وكلمة sayings التي تُترجَم بكلمة "أقوال"، بمعنى ما قاله شخصٌ ما وحسْبُ.

 

وأعتقد أن ما يحدث الآن في الحضارة العربية هو أننا نترجم عن اللغات الأوروبية حتى حينما نفكِّر، فنحدِّد المجال الدلالي لكلمة "قول" بالمجال الدلالي لكلمة sayings، مع أن المجال الدلالي للكلمة العربية مختلف تمامًا عن المجال الدلالي للكلمة الإنجليزية، ثم نحكُم على كلمة "قول" بأنها سطحية ولا تؤدي المعانيَ التي نودُّ أن نفصح عنها.

 

ثم نلقي بالكلمة العربية في سلة المهملات، أو نقصر استخدامها على مدلولها السطحي الذي اكتسبتْه من الكلمة الغربية، ونبدأ في الاستعارة من المعجم الغربي، وندخُل في الطريق المسدود! وهذه العملية ستحكُم علينا بتبعيَّةٍ أزليَّة للغرب، وتقف سدًّا منيعًا ضد أيِّ إبداع عربيٍّ حقيقي في مجال العلوم الإنسانية.

 

لكل هذا يقترح المسيري أن ننسى كلمة "أيديولوجية"، دون أن ننسى بالضرورة القضايا الفلسفية التي تُثار بخصوص علاقة الفكر بالواقع والوعي بالفكر؛ فهي قضايا أساسية لا يمكن إسقاطها.

 

بل إنني أزعم أن إسقاط مصطلح "أيديولوجيا" هذا سيمكِّنُنا أن ندرك الطبيعة الفلسفيَّة الإنسانية العامة لهذه القضايا، وسنحرِّرها من أي خصوصية غربية (بسبب ارتباطها بالمصطلح الغربي)، فنحن لا نريد أن نترجم عن الغرب، وإنما نودُّ أن نفكِّر ونُبدِع من خلال حوارنا مع كل الحضارات.

 

وأظن أن الدكتور المسيري عندما ذهب إلى هذا الرأي كان واضعًا نصب عينيه كتاب إمام أهل السُّنة الإمام أبي الحسن الأشعري "مقالات الإسلاميين"، فمضمون الكتاب يَحمِلُ تلك المضامينَ لكلمة أيديولوجية.



[1] مفهوم الأيديولوجيا، ص(9).

[2] يشير للحديث الذي أخرجه البخاري في "الزكاة"، باب: "قول الله -تعالى: ﴿ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ [البقرة: 273]..."، ح(1407) أن المغيرة بن شعبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة