• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / صوتيات / الخطب


علامة باركود

خطبة بدع ومخالفات في المحرم

خطبة بدع ومخالفات في المحرم
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 20/11/2025 ميلادي - 30/5/1447 هجري

الزيارات: 374

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة بدع ومخالفات في المحرم

 

الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا.

 

أَمَّا بَعْدُ:

أيها الناس! فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

 

أيها المسلمون! أنتم في شهرٍ حرام، أضافه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حرمته إلى الله، حيث قال كما جاء في الصحيح[1] عنه: «أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم»، فأضافه إلى الله جَلَّ وَعَلا فقال: (شهر الله)؛ تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا وتنويهًا بفضله وبعظيم حرمته، حيث وصفه بأنه المحرم.

 

وفي شهر الله المحرم كان المشركون ينسؤون هذا الشهر إلى صفر؛ ليحلوا فيه القتال، ويحلوا فيه ما حرم الله تعالى، وهذا الذي نوه الله عنه في سورة التوبة بما سماه الله جَلَّ وَعَلا بالنَّسِيءُ: ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة: 37].

 

والنسيء يا عباد الله! تأخير الشهر الحرام إلى غيره، ليفسدوا في هذا الشهر الذي في الأصل أنه حرام، يفسدوا فيه لما أخروه إلى غيره.

 

وإن مما اشتهر عند الناس من المعاني الغالطة في هذا تحريم الصيد في الأشهر الحرم، وليس هذا بصحيح ولم يدل عليه دليلٌ ثابت عن الله وعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما الصيد يا عباد الله فهو من الأمور المباحة المتعلقة بإذن ولي الأمر، لأنه من القواعد الشرعية المقررة أن لولي الأمر تقييد الأمر المباح، تحقيقًا للمصلحة العامة. فأما شهر المحرم وشهر رجب وقبله شهر ذي القعدة وذي الحجة فإنها لا يُمنع فيها الصيد، وإنما يُمنع فيها الذنوب والمعاصي بظلم العبد نفسه وظلمه غيره وظلمه ربه جَلَّ وَعَلا.

 

 

ومن المعاني الغالطة يا أيها الإخوة في هذا الشهر أن من الناس من يتشاءم فيه أو يتشاءم في صفر، فربما أرجأوه عن شهر صفر، وهذا كله من اعتقادات الجاهلية، ففي الصحيحين[2] من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر» فقام رجلٌ فقال: يا رسول الله، ما بال الإبل تكون في الفلاة كأنها الظباء ثم يأتي من يجربها –أي يصيبها بالجرب- فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ومن أجرب الأول»، أي: لا عدوى مؤثرة في نفسها، فهذا الشهر شهر الله المحرم له مزيدٌ بالاهتمام بأنك لا تعصي الله عَزَّ وَجَلَّ فيه، وله مزيدٌ بالاهتمام بأنك تصوم فيه صيامًا لأن صيام هذا الشهر أفضل من صيام غيره إلا ما كان من صيام الفريضة أو قضاء الفريضة.

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، الحمد لله الذي أعاد مواسم الخيرات على عباده تترا، فلا ينقضي موسمٌ إلا ويعقبه آخرُ مرةً بعد أخرى، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادةً أرجو بها النفع والنجاة في الأولى والأخرى، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله عبده المصطفى ونبيه المرتضى، صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه أولي النهى، وسلم تسليمًا كثيرًا أبدًا دائمًا محتفى.

 

أما بعد؛ عباد الله:

فإن يوم أمس هو يوم العاشر من المحرم، وقد صامه المسلمون شكرًا لله؛ تأسيًا بنبينا وبأنبياء الله عليهمُ الصَّلاة والسَّلام، ويُرجى لهم أجر صيام هذا اليوم بأن يكفِّر الله عنهم السنة الماضية، والتكفير خاصٌ بصغائر الذنوب دون كبائرها كما على ذلك جماهير العلماء ومحققوهم.

 

وإن من مخالفة المشركين يا عباد الله، ومخالفة اليهود والنصارى، ومخالفة أهل البدع أن تصوم يومًا قبله أو تصوم يومًا بعده؛ ففي صحيح مسلم [3] من حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «لئن بقيتُ إلى قابل لأصومن التاسع مع العاشر»، وأمر عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام بمخالفة المشركين، والمشركون اسم جنسٍ لكل من ليس على دين الإسلام، ولا على عقيدة الإسلام، ولهذا المؤمنون أهل الإيمان يصومون يوم العاشر، وأهل البدع يجعلون يوم العاشر مأتمًا، ويجعلونه حزنًا فيعذبون نفسهم عذابًا قبل عذاب الآخرة، لأنهم خذلوا حسين بن علي؛ خذلوه في أسلافهم، وعدوه أن ينصروه، ووعدوه أن يبجلوه وأن ينتقموا ممن ظلمه، فكانوا أول من خذله وظلمه ولم ينصروه، ولا حول ولا قوة إلا الله، فأحدثوا في دين الله هذه البدع بما يسمى بالتضبير، وبما يسمى بضرب جنوبهم وكتوفهم ورؤوسهم وإسالة الدماء، وإنه حصل من ذلك أمورٌ فظيعة أنزه مسامعكم عن تعدادها، لكن حسبكم أن تعلموا أن هذا كله من البدع، ومن الغلو في الدين ومن الأمر المحدث الذي لا يقبله الله جَلَّ وَعَلا، بل هو نكالٌ على أصحابه.

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن بلاد المسلمين عامة، يا ذا الجلال والإكرام اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] أخرجه مسلم (1163).

[2] أخرجه البخاري (5717)، ومسلم (2220).

[3] أخرجه مسلم (1134).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة