• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / خطب


علامة باركود

خطبة الوصية

خطبة الوصية
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 10/10/2025 ميلادي - 18/4/1447 هجري

الزيارات: 505

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة الوصية


الخطبة الأولى

إن الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، عبده المصطفى ونبيه المجتبى، فالعبد لا يُعبَد كما الرسولُ لا يُكذَّب، فاللهم صلِّ وسلم عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن سار على نهجهم، واقتفى أثرهم، وأحبهم وذبَّ عنهم إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:


أيها الناس! فاتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من دينكم الإسلام بالعروة الوثقى؛ فإن أجسادنا على النار لا تقوى. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


أيها المؤمنون! إن دينكم دين الإسلام دينٌ عظيم شمل على مصالح الناس في هذه الدنيا وفي الآخرة، وأقام فيهم العدل، وأقامهم على السوية البيضاء التي من استمسك بها فقد نجا، ومن ضل عنها فقد غوى، ولا يهلك على الله إلا هالك.


ومن ذلكم يا عباد الله فيما يتعلق بحقوق العباد، وفي وصاياهم، وما يكتبونه في حياتهم في حال صحةٍ من أذهانهم وسلامةٍ من أدواتهم وعقولهم، ولم يتجاوزوا فيها الحد الشرعي، وهي ما تسمى بالوصية التي يوصي بها الأحياء أولادهم بعد مماتهم.


نبه الله عنها ونوه عنها في آيات النساء في قول الله جَلَّ وَعَلا في غير موضع: ﴿ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ ﴾ [النساء: 12]، وفي الصحيحين[1] من حديث عبد الله بن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما حق امرئٍ مسلم عنده شيءٌ يوصي به يبيتُ ليلتين إلا ووصيته مكتوبةٌ عند رأسه»؛ أخذ منها العلماء أن من ترك وراءه شيئًا يوصي به من حقوقٍ له على الناس، أو ديونٍ له أو عليه فإنه لا بد من توثيقها وكتابتها، والوصية بها، وهذه الوصيةُ والحالة هذه واجبة، فإن لم يكن عنده شيء بأن كان فقيرًا معدمًا ليس عليه دينٌ عند الناس، وليس للناس عليه حقوقٌ أوديون فإن كتابة الوصية منه لمن بعده سنةٌ مؤكدة ليست واجبةً في حقه.


وتكون الوصية يا عباد الله وصيةً محرمة في أنواعٍ عديدة، ومنها أن يوصي بأن يُعمَل له مأتمًا بعد موته، أو يوصي بماله أن تذهب إلى المقامات والقبور والأضرحة وأوقاف البدع، فهذه من الوصايا المحرمة، وكذلك لو كان له من كتب أهل البدع والأهواء وكتب الضلال فإن الوصية بها والحالةُ هذه محرمة.


عباد الله! إن الوصية تنظيمٌ لشأنك، واستعدادٌ لرحيلك إلى دار آخرتك، وهي وصاةٌ لك لمن وراءك، ويستحب أن تقيم عليها ناظرًا ممن تثق به وتحسن به الظن، إن كان من ولدك فهو أولى، وإلا فمن أوليائك وأحبابك.


واعلموا عباد الله أن الوصية لا يجوز أن تتجاوز الثلث فيما توصي به إلى أحدٍ من الناس؛ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد عاد سعد بن أبي وقاص ولم يكن له إلا بنتٌ واحدة، وأراد أن يوصي بجميع ماله، قال: «لا يا سعدُ، قال: فالشطر يا رسول الله؟ قال: لا يا سعد، ثم قال: الثلث والثلث كثير»، أي: لا يجوز أن تزيد على ثلث مالك أن توصي به فيما أردتَ من أعمال الخير وغير ذلك "أخرجاه في الصحيحين"[2].


أتدرون لم؟ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لأن تذر ورثتك أغنياء خيرٌ لك من أن تتركهم عالة يتكففون الناس»، ولهذا الوصية بالثلث جائزة، فأقل، وأفضل من ذلك ما هو أقل من الثلث، لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الثلث والثلث كثير»؛ فدل على أن ما هو أقل من الثلث فهو أفضل، ولقد اختار أبو بكرٍ الصديق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن يوصي بالخمس من ماله، فسُئل عن ذلك فقال: "أرضى بما رضيه الله عَزَّ وَجَلَّ لنفسه"؛ يشير إلى قول الله جَلَّ وَعَلا في آية الأنفال: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ.... الآية ﴾ [الأنفال: 41].


نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله، الحمد لله الذي أعاد مواسم الخيرات على عباده تترى، فلا ينقضي موسمٌ إلا ويعقبه آخرُ مرةً بعد أخرى، وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادةً نرجو بها النجاة والفلاح في هذه الدنيا وفي تلكم الدار الأخرى، وأشهد أن نبيه محمدًا عبده المصطفى ونبيه المرتضى صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه أولي الفضل والمكانة والنهى، وسلم تسليمًا كثيرًا أبدًا دائمًا مرتضى، أما بعد:


عباد الله! فاتقوا الله جَلَّ وَعَلا، واحذروا الظلم، بأن تميزوا بعض أولادكم على بعض، واعلموا أنه لا يجوز لأحدٍ أن يوصي لوارثٍ يرث من بعده، فلا تنعقد الوصية لورثتك إلا إذا رضي بها جميع الورثة؛ لأن المال بمجرد موتك ينتقل إلى ورثتك الذين ورثهم الله مالك، فلا تصح الوصية لوارث، قال نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا وصية لوارث».[3]


واعلموا عباد الله أن في باب الوصايا مخالفاتٌ عديدة وأمورٌ منكرة، ومنها ما ينتشر عند بعض الناس في كثيرٍ من الجهات أنهم يحرمون البنات من وصايا آبائهم، ومن ميراث آبائهم في العقار والمزارع والدور، وربما ورثوها في الأموال المنقولة، وهذا ظلم؛ لأن الله جَلَّ وَعَلا يقول: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ [النساء: 11]، فلا يجوز حرمان المرأة بدعوى وزعم أن لها زوج، فكيف يشاركنا زوجها وأولادها في أموالنا وهم ليسوا منا، أو ليسوا من قبائلنا؟


ومن الظلم يا عباد الله تمييز بعض الأولاد على بعض؛ ففي الصحيحين [4]من حديث النعمان بن بشير بن سعدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم»، لما استشهد بشير بن سعد رسول الله على نحلةٍ أنحلها ابنه النعمان، قال: «أكل ولدك نحلته كذلك؟ قال: لا، يا رسول الله، قال: أشهد على هذا فإني لا أشهد على جورٍ، ألا تحب أن يكون ولدك لك بالبر سواء؟ اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم».


واعلموا معاشر الورثة أنه لا يجوز لكم العبث في وصية آبائكم وأجدادكم، وتغييرها، فإن من فعل ذلك فإنه وقع في إثمٍ عظيم، ولهذا قال جَلَّ وَعَلا في آخر آيات الوصايا: ﴿ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ﴾ [البقرة: 181].


وانتبهوا يا عباد الله فيما أوصى آباؤكم في أثلاث أموالهم، أو في أوقافهم، فلا بد من إمضائها، ولا بد من العناية والحفاوة بها، ولا يجوز تعطيلها، فإن خشي الخاشي من تعطيل أولاده وأحفاده لها فيجيِّرها ويسيِّرها، ويجعلها في أوقافٍ عامة كبناء المساجد، ومنافع الناس العامة، فيبقى أجرها عندئذٍ مستمرٌ لأمواته، ولمن تسبب بها من أولاده في حياته.


ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن بلاد المسلمين عامة، يا ذا الجلال والإكرام اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] أخرجه البخاري (2738)، ومسلم (1627).

[2] أخرجه البخاري (2742)، ومسلم (1628).

[3] أخرجه أحمد (22294)، وابن ماجه (2714)، وأبو داود (2870)، والترمذي (2121)، والنسائي (3643).

[4] أخرجه البخاري (2650)، ومسلم (1623).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة