• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور وليد إبراهيم قصّابد. وليد قصاب شعار موقع الدكتور وليد إبراهيم قصّاب
شبكة الألوكة / موقع الدكتور وليد قصاب / كتابات نقدية


علامة باركود

نزاهة النقد

د. وليد قصاب

تاريخ الإضافة: 19/8/2009 ميلادي - 27/8/1430 هجري

الزيارات: 16984

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النقد النَّزيه المجرَّد منَ الهوى في زماننا هذا، وفي أزمان غيرنا - أندر منَ الكبريت الأحمر، و"أبهد من نجم العيون" - كما كانتِ العرب تقول - وكلَّما تذكرت قول الخليل بن أحمد للشاعر ابن مناذر: "إنما أنتم - معاشر الشعراء - تبعٌ لي، وأنا سكَّان السفينة؛ إن قرظتكم ورضيتُ عنكم نفقتم، وإلا كسدتم" - أدركتُ ما يمكن أن يلعبه الناقد من دَوْر في الحركة الثقافية والفكرية.

بل أدركتُ - وهو الأهم - كيف أن الناقد "المعتبر" هو سلطان ذو نفوذ واسع، في يده قدر الأديب، فهو يملك أن يرفعه، وهو يملك أن يضعه؛ إذ هو خبير مسموع الكلمة، يفيء القوم إلى رأيه، وينزلون عندما يصدع به من قول.

أَلَمْ تكن العرب قديمًا تضع للنابغة الذبياني قبة من أدم في سوق عكاظ، ثم تأتيه الشعراء طائعة تعرض عليه أشعارها وتسأله عن رأيه فيها، فمَن أشاد به نَبُه ذكرُه، وعلا شأنه، ومَن تجاهله، أو لم يستحسن شعره، سفُل شأنه، وانحدرتْ منزلته؟!

وقد عبّر عن سلطان الناقد خلف الأحمر خير تعبير في ذلك الحوار الأدبي العميق، الذي دار بينه وبين رجل من عامة متذوقي الشعر، قال رجل لخلف: "ما أبالي إذا سمعت الشعر فاستحسنته ما تقول فيه أنت وأصحابك"، وهو قول - كما هو ج
ليٌّ - يجحد دور الناقد، أو يحاول - على أقل تقدير - ألا يقيم له وزنًا، حتى كأنه يراه وسيطًا لا داعي له بين المبدع والمتلقي؛ إذ حسْب المتلقي أن يكون هو الحكم باستحسان أو استقباح على ما يسمع من قول، ولكن خلفًا أجابه بثقة واستعلاء: "إذ أخذتَ درهمًا فاستحسنتَه، ثم قال الصيرفي: إنه مزيّف أو رديء، أفَكان ينفعك استحسانك إياه؟!".

إن هذه الأقوال وغيرها في بيان سلطان الناقد فيها من وجوه الحق الكثير؛ إذ لا شك أن الناقد إنسان خبير، فهو كالصيرفي، والطبيب، والقاضي، والمهندس، كل أولئك خبراء في صنعتهم، ولا يُقضى بأمر من أمورها إلا أن يُرجع إليهم، فتلك هي سنَّة من سُنَن الله في الكون، ناموس يقوم على سؤال أهل الذكر.

ولكن هذا الحق قد يلتبس بباطل، قد يتحوَّل الناقد - وهو يستغل سلطانه الاجتماعي - إلى حكم جائر، أو قاضٍ ظالِمٍ، تحركه الأهواء والرغبات الشخصية، فينحرف عنِ الحق، ويجانب الموضوعية والإنصاف، فيفسد ويدمّر، ويكون عنصرَ تخريب وتضليل، يرفع أناسًا تافهين، ويخفض قومًا مبدعين، وذلك حين يتلبَّسه الهوى، أو ينساق وراء اتجاه أيديولوجي ما، يحاول نصرته بالحق والباطل، أو تحركه المطامع والمصالح والشهوات و"الشللية"، وما شاكل ذلك من اعتبارات الهوى الشخصي، التي لا حصر لها.

ولقد وُجِد هذا النقد الجائر في القديم وفي الحديث، ولك
نه في زماننا هذا - بسبب اشتباك المصالح، وشهوات النفوس، وافتقاد الجدية والموضوعية - أبرز ظهورًا، وإن أمثلته الصارخة التي تطالعنا بها أحكام نقدية عريضة كل يوم في الصحف والمجلات لأكثر من أن تُعد.

كم يجور النقد اليوم على أقوام "فيقزمهم" ويحجبهم! وكم يعملق من أقوام ويضخمهم، وهم مثل الطبول الجوفاء!

إن الناقد كالقاضي، فهل يتقي الله النقادُ، فيعرفوا حق الكلمة وأمانة القول؟ حتى يستعيدَ الناس ثقتهم في هذا النشاط الفكري الجاد الذي يمكن أن يمسخه أو يذهب بمصداقيته نفر من النقاد أصحاب الهوى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصص قصيرة
  • قصائد
  • كتابات نقدية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة