• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الجرفاليالشيخ د. عبدالله بن محمد الجرفالي شعار موقع الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الجرفالي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ د. عبد الله بن محمد الجرفالي / الدروس المقروءة


علامة باركود

دروس الجامع بين أحاديث الصحيحين (6)

الشيخ د. عبدالله بن محمد الجرفالي

تاريخ الإضافة: 12/4/2016 ميلادي - 4/7/1437 هجري

الزيارات: 4812

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

باب: كتابة الحسنات والسيئات


31 - (ق) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ: قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً".


التعليق:

وقوله: ((إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ )) يعني كتبها عنده، فبينها في القرآن، بين ما تكون به الحسنة، وبين ما تكون به السيئة، يعني: بين العمل الذي يكتب للمرء به حسنة، وبين العمل الذي يكتب للمرء به سيئة.


قوله: ((كتبها الله له عنده)) أي كتب الله تلك الحسنة التي هم بها. وقيل: أمر الحفظة بأن تكتب ذلك. وقيل: قدّر ذلك، وعرّف الكتبة من الملائكة ذلك التقدير.


وقوله: ((عنده)) أي عند الله إشارة إلى الشرف. وقوله: ((كاملة)) إشارة إلى رفع توهم نقصها؛ لكونها نشأت عن الهم المجرد. قال النووي: أشار بقوله: عنده إلى مزيد الاعتناء به، وبقوله: كاملة إلى تعظيم الحسنة وتأكيد أمرها، وعكس ذلك في السيئة فلم يصفها.


قوله: ((عشر حسنات)) كما قال عز وجل: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام: 160].


قوله: ((إلى سبعمائة ضعف)) أي مثل، والضعف يطلق على المثل وعلى المثلين. قال الله - تعالى -: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].


أورد البعض إشكالاً بقوله: لما كان الهم بالحسنة معتبراً باعتبار أنه فعل القلب لزم أن يكون بالسيئة أيضاً كذلك. وأجيب: بأن هذا من فضل الله على عباده حيث عفا عنهم، ولولا هذا الفضل العظيم لم يدخل أحد الجنة؛ لأن السيئات من العباد أكثر من الحسنات، فلطف الله - عز وجل - بعباده فضاعف لهم الحسنات دون السيئات.


ومن الإشكالات كذلك قول البعض: إذا هم العبد بالسيئة ولم يعمل بها، فغايته أن لا تكتب له سيئة، فمن أين أن تكتب له حسنة؟. وأجيب: بأن الكف عن الشر حسنة.


قوله: ((فَمَنْ هَمّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا...)) اُستدل به على أن الملكين اللذين يكتبان ما يصدر عن العبد يعلمان ما يجول في قلبه، كالهمّ مثلاً؛ وهذا كله بإذنه الله، فبعض الأنبياء يعلم ما في نفس الذي أمامه، والنبي صلى الله عليه وسلم أَخبر رجلاً بما في نفسه، وهذا من أنواع الغيب الذي يُطلع الله - جل وعلا - إياه من يشاء من عباده. قال الله - تعالى -: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ﴾ [الجن: 26، 27]، والرسول هنا يدخل فيه الرسول الملَكي، والرسول البشري.


قوله: ((وَإِنْ هَمّ بِسَيّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً)) يعني أراد سيئة، فهذا على حالتين:

♦ الحالة الأولى: أن يتركها خشية لله ورغبة فيما عنده، فإنه تكتب له حسنة.


♦ الحالة الثانية: أن يهِمَّ بالسيئة فلا يعملها؛ لأجل عدم تمكنه منها لكن نفسه باقية في رغبتها بعمل السيئة، فإنه لا تكتب له حسنة، بل إنْ سعى في أسباب المعصية، فإنه تكتب عليه سيئة.


ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار". قالوا يا رسول الله: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حريصاً على قتل صاحبه".


قال العلماء: إذا تمكن المرء من أسباب المعصية، وصرفه صارف عنها خارج عن إرادته، فإنه يجزى على همه بالسيئة سيئة، ويكون مؤاخذاً بها بدلالة هذا الحديث[1].


32 - (م) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا".


التعليق:

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40].


وقال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. وقال تبارك وتعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ [الشورى: 20].


المؤمن المطيع وعده الله أن يحييه حياة طيبة في الدنيا، وإن وجدت بعض المنغصات فهي كفارة له مع بقاء قلبه على الرضا عن ربه جل وعلا، وأموره ميسرة، وهمومه مفرجّة، مع ما يدخر الله له من حسناته في الآخرة مضاعفة إلى عشر أمثالها، وإلى ما هو أكثر من ذلك.


وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها. وقد أجمع العلماء على أن الكافر إذا مات على كفره لا ثواب له في الآخرة.


ويطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات أي بما فعله متقرباً به إلى الله تعالى مما لا يفتقر صحته إلى النية كصلة الرحم، والصدقة، والعتق، والضيافة، وتسهيل الخيرات، ونحوها، فإذا أسلم فإنه يثاب عليها في الآخرة على الصحيح [2].


33 - (ق) عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ عَتَاقَةٍ، وَصِلَةِ رَحِمٍ، فَهَلْ فِيهَا مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ خَيْرٍ".


التعليق:

والتقدير أسلمت على قبول ما سلف لك من خير. وأما من قال: إن الكافر لا يثاب فحمل معنى الحديث على وجوه منها:

• أن يكون المعنى أنك اكتسبت بذلك ثناء جميلاً، فهو باق لك في الإسلام.

• أو أنك ببركة فعل الخير هديت إلى الإسلام؛ لأن المبادئ عنوان الغايات.

• أو أنك بتلك الأفعال رزقت الرزق الواسع [3].

♦ ♦ ♦


باب: الاقتصار على الفروض

34 - (ق) عَنْ طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ اللَّهِ قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلاَ يُفْقَهُ مَا يَقُولُ، حَتَّى دَنَا، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ". فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: "لاَ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَصِيَامُ رَمَضَانَ". قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: "لاَ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ". قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ، قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لاَ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ». قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلاَ أَنْقُصُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ".


التعليق:

قوله: ((أهل نجد)) كل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد، وهو في الأصل: ما ارتفع من الأرض والجمع نجاد ونجود وانجد.


وقوله: ((ثائر الرأس)) أي منتفش شعر الرأس ومنتشره. يقال: ثار الغبار أي انتفش، وفتنة ثائرة أي منتشرة أي أن شعره متفرق منتشر من عدم الارتفاق والرفاهية.


قوله: ((دوي صوته)) بفتح الدال وكسر الواو وتشديد الياء كذا هو في عامة الروايات، وجاء في بعضها بضم الدال. والصواب الفتح، وهو صوت مرتفع متكرر لا يفهم؛ وإنما كان كذلك لأنه نادى من بعد. وقيل: الدوي بعد الصوت في الهواء وعلوه، ومعناه صوت شديد لا يفهم منه شيء كدوي النحل. وقيل: هو شدة الصوت وبعده في الهواء مأخوذ من دوي الرعد[4].


قوله: ((هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تَطَّوَّع)) دليل لجمهور العلماء على عدم وجوب الوتر بخلاف الحنفية الذين يرون وجوبه.


قوله: ((أفلح)) من الإفلاح، وهو الفوز والبقاء. وقيل: هو الظفر وإدراك البغية. وقيل: إنه عبارة عن أربعة أشياء: بقاء بلا فناء، وغناء بلا فقر، وعز بلا ذل، وعلم بلا جهل. قالوا: ولا كلمة في اللغة أجمع للخيرات منه. والعرب تقول لكل من أصاب خيراً: مفلح.


وهذا يدل على فضل القيام بفرائض الله، وأن من أداها كما أمر الله كانت سبباً في دخوله الجنة.


وهذا الحديث يحمل على كون السائل من المسلمين؛ لذلك أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة، والزكاة، والصوم. والحج كما هو معروف مبني على الاستطاعة.

 


[1] ينظر: عمدة القاري 33/ 268 - 269.

[2] ينظر: شرح النووي على مسلم 17/ 150، وتطريز رياض الصالحين ص 290.

[3] ينظر: فتح الباري 3/ 302.

[4] ينظر: عمدة القاري 2/ 210.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وبحوث ومؤلفات
  • مرئيات
  • صوتيات
  • خطب مكتوبة
  • الدروس المقروءة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة