• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب موقع الأستاذ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيليأ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي شعار موقع الأستاذ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي / مقالات


علامة باركود

تذكير (للأحياء) من الأحياء بحقوق الأموات عليهم!

تذكير (للأحياء) مِن الأحياء بحقوق الأموات عليهم!
أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي


تاريخ الإضافة: 9/8/2025 ميلادي - 15/2/1447 هجري

الزيارات: 860

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تذكيرٌ (للأحياء) مِن الأحياء بحقوق الأموات عليهم!

 

• كتبتُ مرّةً، فقلتُ: أيها الأحياء، إنْ كنتم أحياءً؛ أُذكّركم بحقوق الأموات مِن أعزّائكم عليكم؛ فلا بدّ للحقوق أنْ تُقضى؛ فَإِنْ لم تُقضَ في الدنيا؛ قُضيتْ في الآخرة؛ وإنْ لم يقضها مَن عليه الحقوق اختياراً؛ قُضيت اضطراراً يوم القيامة!

 

• لكنّ قضاء الحقوق بين العباد يوم القيامة يكون على سبيل المقاصّة بالحسنات أشدَّ ما تكون بحاجتها يومئذٍ! والذي يتولى قضاء هذه الحقوق هناك هو الله ربّ العالمين، جلّ جلاله!

 

• فالخير لك أنْ تقضي أنت حقوق العباد عليك بنفسك.

 

• ومعلوم ما جاء مِن الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة في تعظيم هذا الأمر، والوصية به والتذكير به، والتحذير مِن عاقبة إهماله أو تجاهله، مما تَوْجل له القلوب وتقشعرّ له الأبدان، ويستجيب له كل مسلم ومسلمة صادقين! نسأل الله العافية والسلامة.

 

• ويكفي في هذا أنْ نَعلم أنّ الله خلق السموات والأرض؛ ليجزي كل نفسٍ بما كسبتْ؛ وليوفّي الناس حسابهم، على ما أخبرنا الله به بقوله سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾! [سُورَةُ النَّجْمِ: 31].

 

ألا ما أعظمَ هذا المعنى وما أجلَّه!

 

• فالله جلّ جلاله يُذكّرنا بأنه المالك لمَن في السموات والأرض؛ فقوله:﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ... ﴾! اللام في لفظ الجلالة تُسمّى في اللغة لام المِلْكية، والحقيقة أنّ هذه هي المِلْكية الحقيقية؛ فنحن المخلوقين والسموات والأرض ومَن فيهن جميعاً مِلْك لله سبحانه! وكلُّ مِلْكية يَدّعيها العباد، ليست مِلْكية على الحقيقة، وإنما هي مَجازية على سبيل العاريّة!

 

فالمِلْكية الحقيقية هي مِلْكيةُ الله لنا ولما نملك والدنيا والآخرة كلها!

 

فاستحضرْ هذا المعنى كلما مرّتْ بك لام المِلكية المضافة لله في كتاب الله سبحانه!

 

• ثم يأتيك بقية هذه الآية قوله تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾! يا الله! أرأيتم! أوعيتم! (لِيَجزِي…)، اللام هنا لامُ التعليل! فهذه المِلكية الإلهية؛ لِيَجزي المسيئين بإساءتهم، ويجزي المحسنين بإحسانهم! يا له مِن معنى كبير!

 

وهذا يَعني أننا في حياتنا في حال اختبارٍ أمام الله؛ وللاختبار نتائجه لا مَحالة!

 

• فهل نعي هذا! هل نَعي أنّ حياتنا كلها لحظاتُ اختبارٍ أمام الله! هل نعمل على الاجتهاد لننجح في اختبار الله لنا! وهل يَلِيق بنا أنْ نَغشّ في هذا الاختبار؛ بأنْ نعصيه ونُضيّع حقوق الله أو حقوق عباده، أحياءً أو أمواتاً!

 

قال الرسول صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين: (لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها يَومَ القِيامَةِ، حتَّى يُقادَ لِلشّاةِ الجَلْحاءِ، مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ)، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه؛ فالأمرُ جِدٌّ، ليس بالهزل؛ ما دام أنّ حُكْمه سبحانه قد صدر بإعطاء الحقوق فيما بين العباد في الحياة الدنيا وإلا فتُقضى الحقوق؛ ويكون القصاص؛ حتى يُقتصّ للشاة الجلحاء التي ليست لها قرون مِن الشاة القرناء، أي: ذات القرون؛ إِذْ كانت تستطيل بقرونها على أختها التي لم تكن ذات قرون!

 

• لهذا كله، فإنّ مما يشغل بالي منذ زمن: حقوق بعض مَن لهم عليّ حقوق ممن تقدّموني إلى الدار الآخرة، حقوق إما: قضاءً، أو إهداءً، مع أني ما فرَغتُ من حقوق الأحياء عليّ!

 

• لهذا فقد عملتُ جدولاً لأداء هذه الحقوق، وقائمةً بأسماء الأعزاء المتوفّين، الذين سبقوني إلى الدار الآخرة؛ لأقضي حقوقهم بالتقسيط على مدى الشهور والسنين، وأُسجّل ذلك أمام كلّ اسمٍ من أسمائهم؛ لأتأكد بمرور الزمن مِن وفائي لحقوقهم، لكن مشْيي فيه وئيد، ومع هذا فهو خير من الغفلة ومُضِيّ الزمان وفوات الأوان!

 

• إني أريد أنْ ألقى ربي وأنا نظيفٌ بريء الذمة، لا وأنا مطلوبٌ للعدالة في حق فلان أو فلان!

 

• إنّ حقوق العباد مِن أصعب ما يكون على مَن يتورّط في التفريط فيها، سواءٌ حقوق حسّيّة أو معنوية.

 

• وأعظمُ مَن يكون على رأس قائمة الأسماء هذه: الوالدان، ومَن في حكمهم.

 

اللهم أستعينك يا أكرم الأكرمين!

اللهم أعنّا يا ولي عبادك المؤمنين!

 

• وقد بعثتُ نحو هذا الكلام لأخٍ عزيز، ثم قلت له: لعلك ممن خصَصتُه بهذه الفكرة؛ لحبي إياك.

 

• ولعلك تطبّقها منذ الليلة، فتُعِدّ قائمتك قبل أن تَقوم قيامتك أيها العزيز؛ فإذا ما رحلتَ بعد عمر طويل، بإذن الله، تكون في مَهْيع النظيفين مِن حقوق الناس، ترجو الخير عند ربنا الكريم سبحانه!

 

• وعذراً، لا أريد أنْ أُذكّرك بالرحيل أيها العزيز؛ لأُكدّر خاطرك به، لكن المقصود الفكرة. والرحيل أمْرٌ مفروغ منه، لكن الفرق بين الناس فيه إنما هو في نوعية صحائفهم، التي يَلقون بها خالقهم عز وجل!

 

• فبادر إلى إعداد قائمةً بأسماء أعزّائك الأموات، الذين تختارهم في برنامجك لقضاء حقوقهم بعنوان: "أموات لهم عليّ حقوق".

 

• فاقبلوا هذا الاقتراح، وبادروا بتنفيذه بعزمٍ وحزمٍ ما دام الإنسان حيّاً؛ لعلّي أنال مِن ورائكم أجراً؛ وأُسدي بهذا لكم ولأمواتكم خيراً!

 

• أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أنْ يوفقني وإياكم لحسن الوفاء، وإعطاء حق العلاقة والإخاء، ويجعلنا يوم القيامة في زمرة الناجين والأبرار!

 

• وصلّ اللهم وسلم على خاتم رسلك محمد وآله وصحبه أجمعين. والحمد لله ربّ العالمين.

 

• (لا تنسَ، بادرْ الآن بإعداد قائمتك للأموات أصحاب الحقوق عليك)، واجعل قضاءك حقوقهم شهريّاً، على الأقل؛ لئلا تنسى هذا الواجب، وانشر الفكرة؛ فإنك لا تدري كم يكون لك بها عند الله يوم القيامة).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- تعليق على التعليق الثاني
عبد الله بن ضيف الله الرحيلي - السعودية 10/08/2025 03:03 PM

يا سلام على الكلام!
طبتَ وطاب قلبك وقلمك! وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه، وجنّبنا ما يسخطه ويأباه!
ما أجملَ أن تكون على الطريق إلى الله، تلتمس رضوان الله!
وأبشّرك أنك لن تخيب بتعاملك مع الله أكرم الأكرمين، أرحم الراحمين، الغفور الشكور!
تقبل الله منا ومنكم خفقات القلب، وقطرات بكاء القلم، وحسْن الظنّ بربنا سبحانه بما هو أهله!
وإنّ مما سرّني، أنّ بعض الكرام أرسلوا رسائل بأنّ منهم مَن أعدّ قائمته بأسماء أحبّائهم، ومنهم مَن سيُعدّها؛ فحيّ هلا إلى أبواب الفلاح والبِرّ والمروءة والكرم!
اللهم نسألك القبول والرضوان.

2- بارك الله فيك
زائر - السعودية 10/08/2025 02:59 PM

بارك الله فيك شيخنا، وجعل ما كتبته نوراً لك في الدنيا والآخرة، وما أعظم الوفاء إن كان معه إخلاص، ويبرز الإخلاص في هذا المقام جداً؛ فما عسى أن يُرجى من ميت! بخلاف الحي؛ فربما ساقك للوفاء نحوه ما تستشرف له من أن تكون لك يدٌ تنتفع بها منه في الغد، ناهيك عما في المشهد من المروءة الآسرة، وقد بكى سيد الأوفياء وأبكى من حوله-صلى عليه وسلم فاطر الأرض والسماء- لما استأذن في أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له، وإليك الخبر، فأمعن النظر*"زَارَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ؛ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ"* (أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، رضي الله عنه).

تأملْ! لم يؤذن له في أن يستغفر، ومع ذلك استأذن للزيارة! ووالله إنّ طلب الزيارة والحالة تلك لمن أسمى معاني الوفاء للمتأمل، وسبق أن كتب دكتورنا الجليل في مقالة أخرى كيف أن الحب يسمو في الإسلام حتى فاض ينبوعه على الصخرة الصماء *"هذِه طَابَةُ، وَهذا أُحُدٌ، وَهو جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"* ، فما بالك بالوفاء لإنسان!
إن في تذكر الموتى باباً إلى أنْ يتذكرك الأحياء بالدعاء غداً؛ فالجزاء من جنس العمل، مع ما في تذكرهم من صورة مشرقة لمعاني الرحمة والشفقة لمن انقضت آجالهم، وانقطعت أعمالهم، فما أسعدهم بما تبعثه إليهم من دعوات، وتخصهم به من صدقات، وما أحسن الوفاء من حي لميت! وهم والله لأنفسهم يمهدون، ولربهم يتقربون، والله عليمٌ بما يفعلون.
سعدت بالقراءة وأبى القلم إلا أن يشارك، وما ذاك إلا لما ذقته في المقال، من حميد الخصال، وحسن الخلال، وجلال الوصال، فتقبل الله ما خطه البنان، ونفع بما ذكّرت به من إحسان.

1- هذا ما ينبغي لكل مسلم عاقل أن يمشي عليه
عبدالله موسى الحسن - نيجيريا 09/08/2025 11:48 PM

كلامك ومؤلفاتك ومقولاتك يا شيخنا الغالي المحترم نستفيد منها كثيرا ونفيد بها غيرنا!! جزاك الله خيرا في الدارين وزادكم صحة وعافية وإكراما.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • مرئيات
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة