• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

خطبة: القدوة الصالحة

خطبة: القدوة الصالحة
أحمد عبدالله صالح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/12/2025 ميلادي - 28/6/1447 هجري

الزيارات: 1174

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القـدوة الصالحـة


الخطبة الأولى

أما بعدُ:

أيها الأحبَّة في الله، كم نسمع في زماننا عن "الدعاة إلى الله"، و"المصلحين"، و"الواعظين"، ولكن أين القدوة التي تُترجم الكلام إلى عمل؟ كم من الناس تكلموا عن الخير، ولم نرَ فيهم من يعمل به! وكم من صامتٍ كان بفعله أبلغَ من ألف خطيب!

 

إنَّ الناسَ اليوم لا يحتاجون إلى من يُحدّثهم كثيرًا؛ بل إلى من يُريهم الدين حيًّا في سلوكه، وأمانته، وصدقه، وابتسامته، ورحمته بالناس، فما أعظمَ أثرَ القدوة في حياة الإنسان! إنها لا تزرع الإيمان في القلب بالكلمات، بل بالمواقف… ولا تُغيّر أجيالًا بالخُطب، بل بالتصرفات والأفعال.

 

وتأمَّلوا عباد الله قول ربكم جلَّ وعلا: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21]، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرَّد واعظٍ يُلقي الكلام، بل كان قرآنًا يمشي على الأرض، يهدي الناس بخُلُقه قبل لسانه.

 

فيا من تريد أن تكون نافعًا... ويا من تحب أن يُهتدى بك... اجعل نفسك قدوةً في بيتك، وفي عملك، وبين جيرانك؛ فإن الناس إن لم يسمعوا كلامك، فسيرون فعلك، وإن لم يتأثروا بلسانك، فسيتأثرون بسلوكك...

 

أيها المسلمون الكرام، القدوة هي المِرآةُ التي يرى فيها الناسُ طريقَهم، وهي الدعوة الصامتة التي تدخل القلوب قبل أن تسمع الآذان، وهي المنهج الذي يزرع الإيمان بالعمل لا بالكلام.

 

والقدوة الصالحة من أعظم أسباب صلاح الأمة، كما أن القدوة السيئة من أسرع أسباب هلاكها.

 

عباد الله، لقد كان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم قدوةً في الصبر والتواضع والعفو والرحمة؛ كان صلى الله عليه وسلم إذا شُتم صبر، وإذا أوذي عفا، وإذا قُطع عنه المعروف قابل بالإحسان.

 

وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "كان خُلُقه القرآن"؛ (رواه مسلم). فمن أراد أن يكون قدوةً فليقتدِ بمن كان خُلُقُه القرآن..

 

أيها الأحبة، القدوة ليست بالقول فقط، بل بالفعل قبل القول، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: 2- 3].

 

كم من الناس صلحوا لأنهم رأوا أمامهم قدوة صالحة! وكم من القلوب انحرفت لأنهم رأوا مَن كان يُعلِّم الخير وهو يفعل الشر! قال أحد الحكماء: "لسانُ الحال أبلغُ من لسان المقال".

 

وقال الشاعر:

لا تَنهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثلَهُ
عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ

 

أيها الإخوة المؤمنون، انظروا إلى سلفنا الصالح، كيف كانت أفعالهم دعوة قبل كلماتهم؛ كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا سار في الطرقات ليلًا، تفَقَّد أحوال الناس، فيرى الفقراء والمحتاجين، فيقضي حوائجهم بنفسه دون أن يشعر به أحد... ورآه أحدهم يومًا يحمل على كتفه كيس دقيق، فقال له: "يا أمير المؤمنين، دعني أحمله عنك!"، فقال عمر: "أتحمل عني ذنوبي يوم القيامة؟"، هكذا تكون القدوة، لا بالكلام، ولكن بالفعل والصدق والرحمة.

 

أيها المسلم الكريم، إننا اليوم بأمسِّ الحاجة إلى القدوة في بيوتنا، بين أبنائنا، في مدارسنا، في أعمالنا، في مجتمعاتنا؛ فالأب قدوة لأبنائه، والمعلم قدوة لتلاميذه، والداعية قدوة لمستمعيه، والمسؤول قدوة لرعيته.
فلنحذر أن نهدم بأفعالنا ما نبنيه بألسنتنا.

 

أقول ما سمعتم واستغفروا الله لي ولكم....

 

الخطبة الثانية

ثم أما بعد:

أيها المسلمون، اعلموا أن الناس ينظرون إلى الدين من خلال أهله، فإن رأوا المسلم صادقًا، أمينًا، رحيمًا، نظيفَ القلب واللسان، أحبوا الدين. وإن رأوه كاذبًا غشومًا، ظالمًا، أبغضوا الدين بسببه، فاحذروا أن تكونوا فتنةً لغيركم.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، ومن سنَّ سنةً سيئةً فعليه وزرها ووزر من عمل بها بعده"؛ (رواه مسلم).

 

فلنكن جميعًا ممن يَسنُّون السُّنَن الحسنة، ويتركون أثرًا طيبًا في قلوب الناس، يقتدون بنا إلى الخير، لا إلى الشر.

 

أيها الأحبة في الله،تذكَّروا أن القدوة لا تحتاج إلى مالٍ ولا جاه، بل إلى صدقٍ في النية، وثباتٍ على المبدأ، وإخلاصٍ في العمل، واجعلوا من نبيِّكم صلى الله عليه وسلم وأسلافكم الصالحين نماذج تضيء دروبكم، وتُهذِّب أخلاقكم، وتزكِّي نفوسكم.

 

وأعلموا عبادَ الله أنَّ الأمم لا تنهض بالخُطب الرنَّانة، ولا بالكلمات الجميلة، ولكن تنهضُ حين يُصبحُ في كلِّ بيتٍ قدوة، وفي كلِّ مدرسةٍ قدوة، وفي كلِّ عملٍ قدوة.

 

فكونوا أنتم- رحمكم الله- القدوة التي تزرع الإيمان في القلوب، كونوا مَن يُذكِّر الناسَ بالله إذا رُؤوا، ويُحبِّب الناسَ في الدين إذا عُرِفوا...

 

وتذكَّروا قول نبيِّكم صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئًا»؛ (رواه مسلم).

 

فكم من كلمةٍ صادقة، أو موقفٍ نبيل، أو خُلُقٍ حسن، كان سببًا في هداية قلبٍ غافل، أو إصلاحِ نفسٍ ضالَّة!

 

فلنكن نحن دعاةً إلى الله بأفعالنا قبل أقوالنا، ولتكن حياتنا مرآةً تعكس جمال هذا الدين وضياءَ سُنَّة نبيِّنا الأمين صلى الله عليه وسلم.

 

اللهمَّ اجعلنا هُداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلّين..

اللهمَّ أصلح قلوبنا وأعمالنا، واجعلنا قدوةً في الخير، ورحمةً للناس أجمعين..

اللهم اجعلنا قدوةً صالحةً لغيرنا، ولا تجعلنا فتنةً للذين آمنوا...

اللهم أصلح قلوبنا، واستعملنا في طاعتك، واهْدِ بنا من ضلَّ عن سبيلك، واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأقِمِ الصلاة...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التربية عن طريق القدوة الصالحة
  • نبينا هو المثل الأعلى والقدوة الصالحة
  • الأبناء والقدوة الصالحة

مختارات من الشبكة

  • الوالدان القدوة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: معالم القدوة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النبي القدوة -صلى الله عليه وسلم- في الرد على من أساء إليه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كنوز من الأعمال الصالحة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الأعمال الصالحة وثمراتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ادعوا الله بصالح أعمالكم وأخلصها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوسل إلى الله بصالح الأعمال (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: يا شباب عليكم بالصديق الصالح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعوة إلى العمل الصالح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فقه العمل الصالح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا
  • الموسم الرابع من برنامج المحاضرات العلمية في مساجد سراييفو
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا
  • نابريجني تشلني تستضيف المسابقة المفتوحة لتلاوة القرآن للأطفال في دورتها الـ27
  • دورة علمية في مودريتشا تعزز الوعي الإسلامي والنفسي لدى الشباب
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 28/6/1447هـ - الساعة: 12:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب