• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

بيان مقام الخلة التي أعطيها النبي صلى الله عليه وسلم

بيان مقام الخلة التي أعطيها النبي صلى الله عليه وسلم
د. أحمد خضر حسنين الحسن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/12/2025 ميلادي - 25/6/1447 هجري

الزيارات: 178

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بيان مقام الخلة التي أعطيها النبي صلى الله عليه وسلم

 

إن مقام الخلة ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم بالأحاديث الصحيحة، من ذلك:

عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خِلٍّ مِنْ خِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ)؛ رواه مسلم.

 

وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: (سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموتَ بخمس وهو يقول: إني أَبْرَأُ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، وإن الله قد اتخذني خليلًا، كما اتَّخذ إبراهيم خليلًا، ولو كنتُ متخذًا من أُمَّتي خليلًا لاتَّخذتُ أبا بكر خليلًا)؛ رواه مسلم.

 

وفي إثبات خلته - صلى الله عليه وسلم - لربه - عز وجل - بيان لفضله وعُلو منزلته، وتمام حفظ الله وتكريمه له، ومن ثَم ينبغي الحذر من تنقُّص مقامه وقدْره، أو الترفع عن طاعته واتباعه، أو الطعن في سنته؛ لأننا إذا فعلنا ذلك فقد عادينا عبدًا اتَّخذه الله خليلًا، فبموجب هذه الخلة يبغض الله باغضَه، ويعادي عدوَّه، وينتقم ممن أساء إليه، وفي المقابل يثبت الخير من الله لكلِّ مَن أحبَّه وعظَّمه، واتَّبع سنته - صلوات الله وسلامه عليه.

 

وقد اختلف العلماء في مقامي الخلة والمحبة أيهما أعلى - أو أفضل – على ثلاثة آراء[1]:

وأنا أحببتُ أن أذكر هذه الآراء من باب معرفة جلالة وعظمة هذين المقامين وتِلكم المنزلتين، وذلك من خلال بيان مفهومهما، بالإضافة إلى عرض الأدلة ذلك.

 

الرأي الأول: أن المحبة أعلى من الخلة: وممن قال بهذا القول القاضي عياض رحمه تعالى، واختلف العلماء وأرباب القلوب: أيهما أرفع درجة: الخلة أو درجة المحبة؟

 

فجعلهما بعضهم سواءً، فلا يكون الحبيب إلا خليلًا، ولا الخليل إلا حبيبًا، لكنه خصَّ إبراهيم بالخلة، ومحمدًا بالمحبة، وبعضهم قال: درجة الخلة أرفع، واحتج بقوله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذًا خليلًا غير ربي عز وجل"، فلم يتَّخذه، وقد أطلق المحبة لفاطمة، وابنيها، وأسامة وغيرهم.

 

وأكثرهم جعل المحبة أرفع من الخلة؛ لأن درجة الحبيب نبينا أرفعُ من درجة الخليل إبراهيم.

 

قلت: ومال القاضي إلى هذا الرأي، ولهذا أصَّل له وأطنَب في شرحه، والاستدلال له، وأنا هنا أنقل لك ما يؤدي إلى المطلوب؛ حيث قال رحمه الله تعالى: قال بعضهم: أصل الخلة المحبة، ومعناها الإسعاف، والإلطاف، والترفيع، والتشفيع، وقد بيَّن ذلك في كتابه تعالى بقوله: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18]، فأوجب للمحبوب ألا يؤاخَذ بذنوبه.

 

وأصل المحبة الميل إلى ما يوافق المحب، ولكن هذا في حق مَن يصح الميل منه والانتفاع بالوفق، وهي درجة المخلوق، فأما الخالق - جل جلاله - فمنزَّه عن الأغراض، فمحبته لعبده تَمكينه من سعادته، وعصمته وتوفيقه، وتهيئة أسباب القرب، وإفاضة رحمته عليه، وقصواها كشفُ الحجب عن قلبه حتى يراه بقلبه، وينظر إليه ببصيرته، فيكون كما قال في الحديث: "فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ولسانه الذي ينطق به".

 

ولا ينبغي أن يُفهم من هذا سوى التجرد لله، والانقطاع إلى الله، والإعراض عن غير الله، وصفاء القلب لله، وإخلاص الحركات لله؛ كما قالت عائشة رضي الله عنه: كان خلقه القرآن، برضاه يرضى، وبسخطه يَسخَط.

 

ثم قال رحمه الله تعالى: إذًا مزية الخلة وخصوصية المحبة حاصلة لنبينا صلى الله عليه وسلم بما دلت عليه الآثار الصحيحة المنتشرة، المتلقاة بالقبول من الأمة.

 

وكفى بقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، حكى أهل التفسير أن هذه الآية لما نزلت قال الكفار: إنما يريد محمد أن نتخذه حنانًا، كما اتخذت النصارى عيسى ابن مريم، فأنزل الله - غيظًا لهم ورغمًا على مقالتهم هذه الآية: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ﴾ [آل عمران: 32]، فزاده شرفًا بأمرهم بطاعته، وقرَنها بطاعته، ثم توعَّدهم على التولي عنه بقوله: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32].

 

وقد نقل الإمام أبو بكر بن فورك عن بعض المتكلمين كلامًا في الفرق بين المحبة والخلة يطول، جملة إشارته إلى تفضيل مقام المحبة على الخلة، ونحن نذكر منه طرفًا يهدي إلى ما بعده.

 

فمن ذلك قولهم: الخليل عليه السلام يصل بالواسطة، من قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾ [الأنعام: 75].

 

والحبيب صلى الله عليه وسلم يصل لحبيبه به، من قوله: ﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾ [النجم: 9].


وقيل: الخليل عليه السلام الذي تكون مغفرته في حد الطمع، من قوله: ﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الشعراء: 82].

 

والحبيب صلى الله عليه وسلم الذي مغفرته في حد اليقين، من قوله: ﴿ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [الفتح: 2]، والخليل عليه السلام قال: ﴿ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴾ [الشعراء: 87]، والحبيب قيل له: ﴿ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ﴾ [التحريم: 8]، فابتدأ بالبشارة قبل السؤال.

 

والخليل عليه السلام قال في المحنة: (حسبي الله)؛ كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما.

 

والحبيب صلى الله عليه وسلم قيل له: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 64]، وقيل له: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129]، والخليل عليه السلام قال: ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84]، والحبيب صلى الله عليه وسلم قيل له: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4]، أعطي بلا سؤال، والخليل عليه السلام قال: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، والحبيب صلى الله عليه وسلم قيل له: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 33].

 

وفيما ذكرناه تنبيهٌ على مقصد أصحاب هذا المقال من تفضيل المقامات والأحوال، ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 84].

 

وممن قال بهذا الرأي أيضًا الآلوسي رحمه الله؛ حيث يقول عند تفسير قوله تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125].


(الظاهر من كلام المحققين أن الخلة مَرتبة من مراتب المحبة، وأن المحبة أوسعُ دائرة، وأن من مراتبها ما لا تَبلغه أمنية الخليل عليه السلام، وهي المرتبة الثابتة له صلى الله عليه وسلم، وأنه قد حصل لنبينا - عليه الصلاة والسلام - من مقام الخلة ما لم يحصُل لأبيه إبراهيم - عليه السلام - وفي الفرع ما في الأصل وزيادة، ويُرشدك إلى ذلك أن التخلق بأخلاق الله تعالى الذي هو مِن آثار الخلة عند أهل الاختصاص، أظهر وأتم في نبينا - صلى الله عليه وسلم - منه في إبراهيم - عليه السلام - فقد صح أن خلقه القرآن، وجاء عنه صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال: «بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق»، وشهد الله تعالى له بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، ومنشأ إكرام الضيف الرحمة، وعرشها المحيط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يؤذن بذلك قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، ولهذا كان الخاتم عليه الصلاة والسلام.

 

وقد روى الحاكم وصححه عن جندب أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل أن يتوفى: «إن الله تعالى اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا»، والتشبيه على حدِّ ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ [البقرة: 183]، في رأي، وقيل: إن (يتوفى) لا دلالة فيه على أن مقام الخلة بعد مقام المحبة كما لا يخفى.

 

وفي لفظ الحب والخلة ما يكفي العارف في ظهور الفرق بينهما، ويرشده إلى معرفة أن أي الدائرتين أوسع، وذهب غيرُ واحدٍ من الفضلاء إلى أن الآية من باب الاستعارة التمثيلية لتنزُّهه تعالى عن صاحب وخليل، والمراد اصطفاه وخصَّصه بكرامة تُشبه كرامة الخليل عند خليله، وأما في الخليل وحده، فاستعارة تصريحية على ما نص عليه الشهاب، إلا أنه صار بعد علمًا على إبراهيم عليه الصلاة والسلام)؛ ا.هـ؛ (باختصار من تفسيره).

 

الرأي الثاني: أن مقام الخلة أعلى من المحبة:

وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الألباني رحمهم الله تعالى، وإليك طرفًا من كلامهم:

قال ابن تيمية: "وقول بعض الناس: إن محمدًا حبيب الله، وإبراهيم خليل الله، وظنه أن المحبة فوق الخلة - قول ضعيف، فإن محمدًا أيضًا خليل الله؛ كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة المستفيضة"[2].

 

وقال ابن القيم: "وأما ما يظنه بعض الغالطين أن المحبة أكملُ من الخلة، وأن إبراهيم خليل الله، ومحمدًا حبيب الله، فمن جهله، فإن المحبة عامة والخلة خاصة، والخلة نهاية المحبة، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله اتخذه خليلًا، ونفى أن يكون له خليل غير ربِّه، مع إخباره بمحبته لعائشة ولأبيها، ولعمر بن الخطاب وغيرهم"[3].

 

وقال: "وقد ظنَّ بعض مَن لا علم عنده أن الحبيب أفضل من الخليل، وقال: محمد حبيب الله وإبراهيم خليل الله، وهذا باطل من وجوه كثيرة؛ منها: أن الخلة خاصة والمحبة عامة، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وقال في عباده المؤمنين: ﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة:54].

 

ومنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نفى أن يكون له من أهل الأرض خليل، وأخبر أن أحب النساء إليه عائشة، ومن الرجال أبوها، ومنها: أنه قال: (إن الله اتخذني خليلًا، كما اتخذ إبراهيم خليلًا).

 

ومنها: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا، لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أُخوة الإسلام ومودته).

 

وقال الشيخ ابن عثيمين: "الخليل هو الذي بلغ غاية المحبة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله اتخذني خَليلًا كما اتخذ إِبْرَاهِيْمَ خليلًا، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًَا مِنْ أُمَّتِيْ خليلًا، لاَتَّخّذْتُ أبا بكر خليلًا)؛ رواه مسلم.

 

وهناك كلمة شائعة عند الناس يقولون: إبراهيم خليل الله، ومحمد حبيب الله، وموسى كليم الله، ولا شك أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - حبيب الله، ولكن هناك وصف أعلى من ذلك، وهو خليل الله، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - خليل الله، والذين يقولون: محمد حبيب الله، قد هضموا حقَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن المحبة أقل من الخلة، ولذلك نقول: لا نعلم من البشر خليلًا لله إلا اثنين: إبراهيم ومحمد - عليهما الصلاة والسلام - لكن المحبة كثير؛ كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، و﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا ﴾ [الصف: 4]، وغير ذلك من الآيات".

 

الرأي الثالث: أن المحبة والخلة سواء ولا تفاضُل بينهما:

وهذا الرأي ذكره القاضي عياض دون نسبته لأحد؛ حيث يقول: (فجعلهما بعضهم سواءً، فلا يكون الحبيب إلا خليلًا، ولا الخليل إلا حبيبًا، لكنه خص إبراهيم بالخلة، ومحمدًا بالمحبة)، وقد سبق ذكره.

 

فائدة: وورد حديث ظاهره يخالف ما تقدَّم من أن الخلة أعلى من المحبة؛ رواه الترمذي عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ إِبْرَاهِيم خَلِيلُ اللَّهِ، وَمُوسَى نَجِيُّ اللَّهِ، وَعِيسَى رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، وَآدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ، أَلا وَأَنَا حَبِيبُ اللَّهِ وَلا فَخْرَ)، وهذا الحديث ضعيف، ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي.



[1] كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى - للقاضي عياض بن موسى اليحصبي السبتي المغربي - دار الفكر -سنة النشر: 1423هـ / 2002م – ( الفصل التاسع ) وتوجد نسخة إلكترونية في موقع الشبكة الإسلامية.

[2] مجموع الفتاوى 10/204.

[3] روضة المحبين – (57).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لمحة حول الكرامات
  • استجابة الله تعالى لأدعية النبي صلى الله عليه وسلم
  • دعاء الأنبياء عليهم السلام على الكفار
  • لمحة في بيان ما ذكر في القرآن في علو منزلة الخليل عليه السلام
  • امتنان الله تعالى على الخليل عليه السلام بالهداية
  • امتنان الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم بالهداية

مختارات من الشبكة

  • بيان مقام الخلة التي أعطيها إبراهيم عليه السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان كريم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مما لا يحيط به وصف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان اتصاف النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان اتصاف الأنبياء عليهم السلام بالرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان ما يتعلق بعلوم بعض الأنبياء عليهم السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منحة المعبود في بيان حكم رفع اليدين في السجود (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بيان مصطلح الترمذي في التحسين والتصحيح والغرابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجواب العقول في بيان الحكمة من تعدد زوجات الرسول (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بيان حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على العمل بكل ما أنزل من القرآن (3)(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا
  • نابريجني تشلني تستضيف المسابقة المفتوحة لتلاوة القرآن للأطفال في دورتها الـ27
  • دورة علمية في مودريتشا تعزز الوعي الإسلامي والنفسي لدى الشباب
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان
  • فاريش تستضيف ندوة نسائية بعنوان: "طريق الفتنة - الإيمان سندا وأملا وقوة"
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/6/1447هـ - الساعة: 15:35
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب