• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

التسامح المذموم (خطبة)

التسامح المذموم (خطبة)
يحيى سليمان العقيلي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/9/2023 ميلادي - 26/2/1445 هجري

الزيارات: 12462

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التسامح المذموم

 

معاشر المؤمنين:

تحدثنا في الخطبة السابقة عن فضيلة التسامح، ذلك الخلق الحسن، والخَصلة الكريمة، التي رغَّب فيها ربنا جل وعلا، وحثَّ عليها نبينا صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى: 40].


وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما نقصت صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله))؛ [رواه مسلم والترمذي].


وهذا التسامح هو المحمود والمطلوب، ولكنَّ هناك تسامحًا مذمومًا يدعو إليه البعض لجهل أو تجاهل لأحكام هذا الدين وشريعته الغرَّاء، ذلكم - عباد الله - هو ما يدعيه البعض أن ديننا دين تسامح ولين، فلا داعيَ للتمسك ببعض الأحكام والضوابط الشرعية والثوابت، أو الإنكار لبعض المنكرات الظاهرة، فالتنازل والليونة، ومسايرة العصر والتجاوب مع المتطلبات الأممية، ومقتضيات التطور تتطلب المرونة كما يدَّعُون.


وهذا الفهم الخاطئ لمفهوم التسامح، الذي انتقل به هؤلاء من مفهوم سلوكي وأخلاقي في التعامل بين الناس، إلى مفهوم عقائدي وفكري في التصور والفهم والعمل - هو ما حذَّر منه ربنا جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فقال جل وعلا: ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [القلم: 9].


وقال سبحانه: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 49].

 

زار أحد ملوك النصارى ملكًا من ملوك الطوائف المسلمين في عصر التفكك والتراجع للوجود الإسلامي في الأندلس، المسمى بعهد ملوك الطوائف، فأراد هذا الملك المسلم أن يتملق هذا النصراني فأمر ألَّا يؤذن المؤذنون لصلاة الفجر حتى لا يزعجوا ضيفه النصراني، فلما أصبحوا سأله النصراني مستغربًا: لِمَ لَمْ أسمع أذانكم لصلاة الفجر اليوم؟ فقال: أنا أمرتهم بذلك حتى لا يزعجوك، فرد النصراني: يا ليتك لم تفعل؛ فقد كنت متشوقًا لسماع ذلك النداء الجميل للمؤذنين.

 

معاشر المؤمنين:

التمسك بالثوابت والأصول ليست تزمُّتًا وتشددًا كما يظنه البعض، بل هو من الفهم الصحيح والفقه الرصين لهذا الدين العظيم، وهو سر من أسرار ثباته وحفظه، حتى في عصور ضعف للمسلمين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].


وطوال تاريخ أمتنا لم يتمكن أعداؤها من التغيير والتبديل لكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة؛ فقد قيَّض الله تعالى للأمة في كل عصر علماء عاملين، يحفظون للدين أصوله وأصالته؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وقال: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدولُه، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين))؛ [رواه أحمد، صحيح].


وفقنا الله لِما يحب ويرضى، وأعاننا على البر والتقوى، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

معاشر المؤمنين:

إن حاجة أمتنا اليوم أصبحت أكثر إلحاحًا للتمسك بأصول دينها وثوابتها، في ظل السيول الجارفة من دعوات الانحلال والشذوذ والإلحاد، تلك الدعوات التي كانت مرفوضةً ومنبوذة في الغرب، فأصبحت اليوم لديهم محميةً ومشروعة، في ظل انحراف شنيع عن فطرة الله التي فطر الناس عليها، ليصلوا إلى قاع الانحطاط القيمي والأخلاقي.


زار وفد رفيع من تلك الدول بلدنا منذ فترة، وكان طلبهم من المسؤولين عدم تجريم الشذوذ الجنسي والعقوبة عليه، فردوا عليهم باستحالة القبول بهذه المنكرات المرفوضة شرعًا وخُلُقًا، فلما رأوا ذلك الإصرار، تمنوا عليهم فقط ألَّا يعترضوا الشواذ إذا أرادوا الإعلان عن نشاطهم وآرائهم، هكذا هي السياسة الشيطانية، عباد الله، سياسة الخطوة بعد الخطوة، وهي التي حذرنا منها ربنا جل وعلا؛ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 21].


وبسبب هذه السياسة الماكرة أصبح الشذوذ الذي كان منبوذًا ومجرَّمًا لديهم قبل عقود، أصبح اليوم معلنًا ومشروعًا ومحميًّا، بل أصبح الإنكار على الشواذ جريمةً يعاقب عليها.


وصدق الله عز وجل: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89].


لذلك وجب علينا جميعًا حكَّامًا ومحكومين، آباء ومسؤولين - أن نحذر هذا الكيد الخبيث، والمكر العظيم، بالتمسك بديننا، ونشر العلم النافع والفقه الرصين، وتثبيت معالمه وقواعده وثوابته في النفوس والأحكام، وفي القوانين والتشريعات، وفي مؤسسات التعليم والإعلام، وفي المحافل الدولية والمجامع الأممية بكل اعتزاز وفخر، لنكون في ركب أولئك المؤمنين: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23].

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سأحيا بالتسامح ما حييت
  • إيطاليا تثني على رابطة العالم الإسلامي في تعزيز التسامح
  • مسائل في فقه الخلاف: التأدب بأدب الخلاف والتسامح في مورد الاجتهاد
  • خلق التسامح
  • خطبة عن العفو والتسامح
  • العفو والتسامح في حياته عليه الصلاة والسلام (خطبة)
  • جمل مفيدة في أن العفو والتسامح من الأخلاق الحميدة (خطبة)
  • صفر التسامح؛ وغصة التنمر (قصة قصيرة جدا)
  • خاطرة: قيمة التسامح والتجاوز عن الآخرين خلق محمدي

مختارات من الشبكة

  • خطبة: العفو والتسامح شيمة الأتقياء الأنقياء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التعبد بذكر النعم وشكرها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حفظ العشرة والوفاء بالجميل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبر مع نزول المطر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عولمة الرذيلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: القدوة الصالحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخوف من الله وكف الأذى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل التبكير لصلاة الجمعة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وما بعد العسر فرح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: شهر رجب، فضله، ومحدثاته(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا
  • الموسم الرابع من برنامج المحاضرات العلمية في مساجد سراييفو
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا
  • نابريجني تشلني تستضيف المسابقة المفتوحة لتلاوة القرآن للأطفال في دورتها الـ27
  • دورة علمية في مودريتشا تعزز الوعي الإسلامي والنفسي لدى الشباب
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/6/1447هـ - الساعة: 18:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب