• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    100 قاعدة في المودة والرحمة الزوجية
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    "إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سبهللا لا في عمل ...
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    ملخص كتاب: كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    القدوة وأثرها في حياتنا
    أ. محاسن إدريس الهادي
  •  
    "إن كره منها خلقا رضي منها آخر"
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي في المجتمع ...
    بدر شاشا
  •  
    إدمان المواقع الإباحية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    بين الحب والهيبة..
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    سلسلة دروب النجاح (10) الحافز الداخلي: سر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أثر التفكير الغربي في مراحل التعليم في العالم ...
    بشير شعيب
  •  
    التعليم المختلط ومآلات التعلق العاطفي: قراءة في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    ملامح تربية الأجداد للأحفاد
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    الاتجاه الضمني في تنمية التفكير بين الواقع ...
    د. خليل أسعد عوض
  •  
    الرياضة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة العيد 1438هـ (بشائر ونصائح)

د. سعود بن غندور الميموني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/6/2017 ميلادي - 27/9/1438 هجري

الزيارات: 17809

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بشائر ونصائح

خطبة العيد 1438هـ

 

الحَمدُ للهِ الَّذِي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا... أمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلاَمُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.


أُوصِيكُمْ -عِبادَ اللهِ- بِتَقْوَى اللهِ في السِّرِّ والعَلَنِ، والشِّدةِ والرَّخَاءِ، والسَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، وفي الفَرَحِ والحُزْنِ؛ فبِتقْوَى اللهِ يُسْتَجْلَبُ الرِّزقُ، وتَعُمُّ البَركَةُ، ويُدْفَعُ السَّخَطُ ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].


أيها المسلمونَ.. لَقَدِ اجْتَمَعْنَا اليومَ للفرَحِ والسُّرُورِ بأدَاءِ عِبَادةٍ عَظِيمةٍ هِيَ صَلاةُ العِيدِ، نَعَمْ.. إنَّهُ العِيدُ لِمَنْ أطَاعَ رَبَّهُ، واسْتَكْثَرَ مِنَ الحَسَنَاتِ، إنَّ اليومَ يَومَ فَرَحٌ، فَرَحٌ بطَاعَةِ اللهِ، فَرحٌ بالقُربِ مِنْهُ، فَرَحٌ بِمَا أَنْعَمَ عليْنَا مِنَ الفَضْلِ، وأَسْبَغَ علينَا مِنَ النِّعَمِ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].


هذا الْجَمْعُ المبَارَكُ الذِي نَرَاهُ اليَوْمَ هُنَا وفِي كُلِّ مَسَاجِدِنَا ثَمَّةَ جَمْعٌ أَكْبَرُ مِنْهُ، ومَوْقِفٌ أَشَدُّ وأَهْوَلُ، إِنَّهُ الْجَمْعُ عندَ اللهِ تعَالَى، إنَّهُ الوقُوفُ بينَ يَدَيْ رَبِّكُمْ، جَمْعٌ يَسْأَلُ اللهُ العَبدَ عنِ الصَّغِيرِ والكَبيرِ، والنَّقِيرِ والقِطْمِيرِ، ولَنْ ينْجُوَ العَبْدُ بعدَ رَحمةِ اللهِ إلاَّ باتِّبَاعِ مَا بِهِ اللهُ أَمَرَ، واجْتِنَابِ مَا عَنهُ نَهَى وَزَجَرَ.


أَلا وَإنَّ مِمَّا أمَرَكُمْ بهِ ربُّكُمْ.. تَوحِيدُهُ وإفْرَادُهُ بالعِبَادَةِ والرُّبُوبِيَّةِ، ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 23] فهذَا هُو الأَمْرُ الأوَّلُ الذِي مَنْ لَمْ يُحَصِّلْهُ لَمْ يُحَصِّلِ الإِسْلاَمَ، قالَ جِبريلُ عَلَيْهِ السَّلامُ لِمُحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الإِسْلامُ؟ قَالَ: "الإِسْلاَمُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ... وعِبَادَةُ اللهِ هِيَ الإتْيَانُ بمَا أَمَرَكُمْ بهِ فِي الشِّدَّةِ والرَّخَاءِ، والعُسْرِ واليُسْرِ، والْمَنْشَطِ والْمَكْرَهِ، عِبادَتُهُ هِيَ أنْ يُطَاعَ فَلا يُعْصَى، عِبادَتُهُ هِيَ الدُّخُولُ في الدِّينِ، والأَخْذُ بهِ والتَّسْلِيمُ؛ قَالَ أَصدَقُ القَائِلِينَ آمِرًا عِبادَهُ بِذَلكَ ومُحَذِّرًا مِنَ اتِّبَاعِ سَبيلِ الشَّيَاطِينِ: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208].


وإنَّ مِمَّا أَمَرَكُمْ بِهِ رَبُّكُمْ بعْدَ تَوحِيدِهِ بِرُّ الوَالِدَيْنِ وصِلَةُ الأَرْحَامِ، ووَصْلِ اليتَامَى والمسَاكِينِ والجِيرَانِ وابنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ؛ قالَ جَلَّ شَأْنُهُ: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: 36] والإِحْسَانُ إِلى النَّاسِ مِن صَنَائِعِ المعْرُوفِ الَّتِي تَقِي مصَارِعَ السُّوءِ.. فمَا بَالُنا بِالوَالِدَيْنِ؛ فَالْوَالِدَانِ جَنَّةٌ تَمشِي علَى الأَرْضِ؛ تَحتَ رِجْلَيْهِمَا الجَنَّةُ، وهُمَا أوْسَطُ أبوَابِ الجَنَّةِ، ومَنْ عَدِمَ وُجُودَهُمَا فِي الحَيَاةِ فلَنْ يَعْدِمَ بِرَّهُمَا والإِحْسَانَ إليهِمَا بعَدْ مَمَاتِهِمَا، فَيَا خَسَارَةَ مَن عَقَّ وَالِدَيْهِ ومَاتَا وَهَمَا غَضْبَى عَلَيْهِ.


وَإِنَّ مِمَّا أمَرَكُمْ بهِ رَبُّكُمْ.. الأَمْرُ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المُنْكَرِ ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104] وحَذَّرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَن تَرْكِ الأَمرِ بالمعْرُوفِ، بَلْ وأَخْبرَ أَنَّهُ سبَبٌ لِهَلاكِ العِبَادِ والبِلادِ، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ" أَخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ.


وإنَّ مِمَّا أمَرَكُمْ بهِ ربُّكُمْ.. أَنْ تعْتَصِمُوا بِحَبْلِهِ ولاَ تَتَفَرَّقُوا؛ فيَدُ اللهِ معَ الْجَمَاعَةِ، قَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103] وبَعْدَ هذِهِ الآيةِ مُبَاشَرَةً حَذَّرَ رَبُّنَا مِنَ الفُرْقَةِ فإنَّ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ؛ فقالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105].


وإنَّ مِمَّا أمَرَكُمْ بهِ رَبُّكُمْ.. أَنْ تَأتَمِرُوا بِأَمْرِهِ؛ فتُقِيمُوا الصَّلاةَ فِي أوقَاتِهَا، وتُخْرِجُوا الزَّكَاةَ عِندَ وُجوبِهَا، وتَصُومُوا رمضَانَ، وتَحُجُّوا البَيتَ، كَمَا وقَدْ أَمَرَكُمْ حَبِيبُكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإِتْمَامِ الفَرَائِضِ بالنَّوافِلِ، وأخْبرَ أنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنَ العَبدِ ذَلكَ، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ" رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


أيهَا المسلمونَ... وكَمَا أنَّ اللهَ أَمَرَ بأَوَامِرَ فإِنَّهُ قَد نَهَى عنْ أشْيَاءَ رحْمةً بِنَا؛ فإِنَّه هُو العَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، فَبِرَحْمَتِهِ تعَالى نَهَى عَنِ الشِّركِ والْمَعَاصِي والذُّنُوبِ، نَهَى عنْ شُربِ الْخَمرِ، وسَمَاعِ الْمُحَرَّمِ، والنَّظَرِ إلَيهِ.. نَهَى عنِ العُقُوقِ والقَطِيعَةِ، والإِيذَاءِ والظُّلمِ، نَهَى عَنْ أَكْلِ أموَالِ الناسِ بالبَاطِلِ وأكْلِ مَالِ اليَتيمِ، نَهَى عَن ظُلْمِ النِّسَاءِ وأَكلِ حُقُوقِهِنَّ أوْ مِيرَاثِهِنَّ، نَهَى عَنِ التَّجَبُّرِ علَى البَنِينَ والبَنَاتِ، وهَجْرِ الإِخْوَةِ والأَخَوَاتِ، والتَّكَبُّرِ علَى الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ عِبَادِ اللهِ، نَهَى عنْ كُلِّ مَا يُؤْذِي الْمُسلِمَ في سَمعِهِ أو بصَرِهِ أو عَافِيَتِهِ، نَهَى عنِ الضَّرَرِ والضِّرَارِ، والْمَيسِرِ والقِمَارِ، والْمَشْيِ إِلى الْحَرَامِ أوِ الإِعَانَةِ عَلَيْهِ، وحَذَّرَ مِنَ الغِيبَةِ والنَّمِيمَةِ والإفسَادِ بينَ النَّاسِ، فسُبحَانَه مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ، ومُشَرِّعٍ عَلِيمٍ، وخَالِقٍ حَكِيمٍ..


ويَا مَعشَرَ الشَّبَابِ.. يَا عُمُدَ هذِهِ الأُمَّةِ وصُلْبَهَا، وأَمَلَهَا وحَيَاتَهَا، وزَهْرَتَهَا وعَبِيرَهَا، أَنْتُمْ أَمَلُ الْمُسْتَقْبَلِ، وبُنَاةُ الحَاضِرِ، عَلَيْكُمْ بالقُرْبِ مِنَ رَبِّكُم، وطَاعَةِ حَبِيبِكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَبِرِّ وَالِدِيكُمْ، وصِلَةِ أَرْحَامِكُمْ، فَنِعْمَ الشَّابُّ شَابٌّ نَشَأَ فِي الطَّاعَةِ، فَلَمْ يَعْرِفْ مُخَدِّرًا ولاَ مُسْكِرًا، وَلَمْ يَتَأَخَّرْ عَنْ فَرِيضَةٍ ولَمْ يُهْمِلْ في نَافِلَةٍ.. احْذَرُوا أَصْدِقَاءَ السُّوءِ فَهُم أَضَرُّ مِنَ الشَّيَاطِينِ، وَسِيرُوا عَلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ، فإِنَّ العَبدَ مَسئُولٌ عَنْ عُمُرِهِ بِعَامَّةٍ، وعَنْ شَبَابِهِ بِخَاصَّةٍ.


أيهَا المسْلمونَ... إنَّهُ مِنَ الْحَرِيِّ بنَا ونحنُ قَدْ خَرَجْنَا مِن شَهْرِ الطَّاعَاتِ والبَرَكَاتِ أنْ نَتَضَرَّعَ إِلى اللهِ ونُكْثِرَ مِنَ الإِلْحَاحِ فِي الدُّعَاءِ أنْ يَغْفِرَ لَنَا ويَرْحَمَنَا ويَتَجَاوَزَ عَنْ خَطَئِنَا..

رُحْمَاكَ رَبِّي فَالرَّجَاءُ يَقُودُنِي
والْعَفْوُ مِنكَ الْيَوْمَ مَا أَرْجَاهُ
رُحْمَاكَ فاجْعَلْ مِنْ مَدَامِعِنَا الَّتِي
نَبْكِيْ بِهَا غُسْلاً لِمَا خُضْنَاهُ
رُحْمَاكَ نَدْعُوا والدُّعَاءُ وَسِيلَةٌ
مَا خَابَ عَبْدٌ قَدْ سَمِعْتَ دُعَاهُ
رُحْمَاكَ فاخْتِمْ بالْجِنَانِ مَآلَنَا
أَكْرِمْ بِمَنْ عَدْنٌ غَدَتْ مَأْوَاهُ
رُحْمَاكَ فَارْزُقْنَا أعَالِيَ جَنَّةٍ
نَسْلُو بِجِيرَةِ أَحْمَدٍ ونَرَاهُ
يَا رَبِّ زِدْنَا فِي النَّعِيمِ بِنَظْرَةٍ
أَوَّاهُ لَوْ فُزْنَا بِهَا أَوَّاهُ
رُحْمَاكَ.. صلِّ اللهُ مَا صَلَّى الوَرَى
عَلَى النَبِيِّ الفَذِّ مَا أَزْكَاهُ

 

لاَ إلَهَ إلاَّ أنتَ سُبحانَكَ إنَّا كُنَّا مِن الظَّالِمِينَ، ونَسْتَغْفِرُ اللهَ مِن ذُنُوبِنَا ومَعَاصِينَا وتَقْصِيرِنَا ونَدْعُوهُ أَن يَعفُوَ ويَغْفِرَ وأَنْ يتَجَاوَزَ عَنِ الزَّلَلِ ويَرْحَمَ إِنَّه بالإِجَابَةِ جَدِيرٌ، وهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيلُ.

 

الخطبة الثانية

الْحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى أشْرَفِ المرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أجْمعينَ.. أَمَّا بَعْدُ:

فإِنَّنَا نُوصِي نِسَاءنَا وبَنَاتِنَا بِمَا وَصَّاهُنَّ بهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَعَلَيْكُنَّ بِتَقْوَى اللهِ وطَاعَةِ رسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واحْذَرُوا نَارَ جَهَنَّمَ فَإنَّ أكْثَرَ أَهْلِهَا مِنَ النِّسَاءِ، فأَكْثِرْنَ منَ الصَّدَقَةِ، أَطِعْنَ أزْوَاجَكُنَّ فِي المعْرُوفِ، وأَحْسِنَّ التَّبَعُّلَ لَهُنَّ، فَإنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بالمرأَةِ زَوجُهُا.


يَا نِسَاءَ المسلماتِ.. إنَّ لَكُنَّ عندَ اللهِ مكَانَةً وفَضْلاً، وقَد أَنْزَلَ اللهُ سُورةً فِي القُرآنِ جَوابًا لِسُؤالِ امْرَأَةٍ جَاءَتْ تَشْتَكِي زَوْجَهَا، فاللهُ يَسْمَعُ شَكْوَاكُنَّ؛ فَلَوْ ظَلَمَكِ أَبُوكِ أو أخوكِ أو زَوْجُكِ أَو ابْنُكِ فَإِنَّ اللهَ يَسْمَعُ شَكْوَى مَنِ اشْتَكَتْ إِلَيْهِ؛ فَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي وأَدِّي مَا عَلَيْكِ مِنْ حُقُوقٍ، وفَوِّضِي أَمْرَكِ إلى اللهِ، وكَفَى باللهِ وَكِيلاً.


اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الْحَمْدُ. اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبحَانَ اللهِ بُكرَةً وَأَصِيلاً.

نسألُ اللهَ أَنْ يَتَقَبَّلَ أَعْمَالَنَا وأَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبَنَا، وأَنْ يُعْتِقَ رِقَابَنَا إنَّهُ علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنكُمُ الصِّيَامَ وَالقِيَامَ، وَبَارَكَ لنَا ولكُم فِي الطَّاعَاتِ والصَّالِحَاتِ، وَأَجَابَ الدُّعَاءَ وَحَقَّقَ الرَّجَاءَ.


اللَّهمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الثَّباتَ عَلَى الأَمْرِ وَالْعَزيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ.. وَنَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ.. وَنَسْأَلُكَ نَعيمًا لَا يَنْفَدُ وَقَرَّةَ عَينٍ لَا تَنْقَطِعُ وَنَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيشِ بَعدَ الْمَوتِ... وَنَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلى وَجْهِكَ وَالشَّوقَ إِلى لِقَائِكَ فِي غَيرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ ولا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ..

اللَّهمَّ اغْفِرْ لِآبَائِنا وَأُمَّهاتِنَا... اللّهُمَّ وَفِّقْ مَنْ شَيَّدَ هذا المسجدَ وبنَاهُ، اللهمَّ تَقَبَّلْ مِنهُ يا ذَا الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ.

اللهمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وتَرضَى، وانْصُرْ جُنُودَنَا فِي الحَدِّ الجَنُوبِيِّ يَا ربِّ العَالَمِينَ..

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ. اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبحَانَ اللهِ بُكرَةً وَأَصِيلاً.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة العيد
  • خطبة العيد 1426هـ
  • خطبة العيد
  • خطبة العيد 1-10-1438هـ
  • تهنئة في العيد (قصيدة)
  • خطبة العيد 1439هـ (واقترب الوعد الحق)
  • خطبة العيد: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا}
  • خطبة العيد - ذي الحجة 1444 هـ

مختارات من الشبكة

  • من طامع في مال قريش إلى مؤمن ببشارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بشارة القرآن لأهل التوحيد (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة المسجد الحرام 23 / 10 / 1434 هـ - حقوق الجار في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدين النصيحة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كن بلسما (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية مراقبة الله في حياة الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخلاق البائع المسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (إنكم تشركون)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • التذكير بأيام الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • للسنة الخامسة على التوالي برنامج تعليمي نسائي يعزز الإيمان والتعلم في سراييفو
  • ندوة إسلامية للشباب تبرز القيم النبوية التربوية في مدينة زغرب
  • برنامج شبابي في توزلا يجمع بين الإيمان والمعرفة والتطوير الذاتي
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية
  • مركز إسلامي وتعليمي جديد في مدينة فولجسكي الروسية
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/5/1447هـ - الساعة: 10:8
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب